هدد تغير المناخ، من ارتفاع درجات الحرارة إلى الفيضانات وحرائق، دول العالم، من أوروبا إلى آسيا وأمريكا اللاتينية، حيث تؤثر موجة الحر بشكل خاص على معظم دول العالم وتتسبب فى العديد من الوفيات والخسائر الاقتصادية، ولكنها أيضا ستؤدى إلى المزيد من الكوارث مع اختفاء الأنهار الجليدية فى شتى انحاء العالم.
فنزويلا أول دولة تفقد كل أنهارها الجليدية
أصبحت فنزويلا أول دولة تفقد آخر أنهارها الجليدية، بسبب التغير المناخي، وأكدت المنظمة الدولية للمناخ الجليدى (ICCI)، وهى التى تراقب المناطق المتجمدة والمثلجة فى العالم، على شبكة X أن آخر نهر جليدى فنزويلى، المعروف باسم هومبولت أو لا كورونا، أصبح "أصغر من أن يصنف على أنه نهر جليدى، لأنه بالفعل اختفى بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
وأشارت المنظمة إلى أنه بذلك تكون فنزويلا أول دولة فى سلسلة جبال الأنديز تفقد كل أنهارها الجليدية.
ورغم وقوعها فى وسط المناطق الاستوائية، كان لدى فنزويلا ما لا يقل عن 5 أنهار جليدية فى بداية القرن الماضى، وذلك بفضل ارتفاع جبال الأنديز التى يصل ارتفاعها إلى 5007 أمتار فوق مستوى سطح البحر.
وتعود السجلات الجليدية الأولى لجبال سييرا نيفادا إلى عام 1910، عندما رسم المهندس وعالم الطبيعة الفنزويلى ألفريدو جان خريطة للمنطقة وأشار إلى أن الأنهار الجليدية تغطى مساحة لا تقل عن 10 كيلومترات مربعة، وتم توزيعها على قمم بوليفار وبونبلاند ولا كونشا وإسبيجو وهمبولت.
وقد بدأ الجليد فى هومبولت فى الانخفاض منذ السبعينيات، لكن ذوبانه تسارع بشكل كبير منذ عام 2016، ومن بين عشرة كيلومترات من السطح الجليدى الذى غطى جبال الأنديز الفنزويلية فى عام 1910، لم يتبق منها حاليا سوى أقل من 1%.
وقال مسئولون فى المنظمة، إنه أمر محزن للغاية، فى تلك الزيارة الأخيرة لم نكن متأكدين أننا سنرى الثلوج على القمة مرة آخرى، فهناك بعض الثلوج القليلة التى تكاد أيضا أن تنتهى فى اقرب وقت.
ويقول خورخى لويس سيبالوس، عالم الجليد فى معهد الهيدرولوجيا والأرصاد الجوية والدراسات: "الجليد الموجود على نهر هومبولت الجليدى على وشك الاختفاء تماما، ونظرا لحجمه الحالى، يتساءل البعض عما إذا كان لا يزال نهرا جليديا أم لا".
أما فى سويسرا، فقد أظهرت أبحاث أنها فقدت 10% من أنهارها الجليدية خلال عامين فقط، شهدا ارتفاع درجات الحرارة فى الصيف وانخفاض تساقط الثلوج شتاء، وقال باحثون أن البلاد فقدت قدرا كبيرا من الجليد خلال 24 شهرا، يماثل ما خسرته فى العقود الثلاثة التى سبقت عام 1990، ووصفوا ذوبان الجليد بأنه كارثى، شهدت سويسرا اختفاء 4% من إجمالى حجم الأنهار الجليدية عام 2023، وهو ثانى أكبر انخفاض فى عام واحد، بالإضافة إلى انخفاض قياسى بنسبة 6% فى عام 2022.
وتشهد إسبانيا اختفاء نهر أنيتو الذى يعد أكبر نهر جليدى فى جبال البرانس فى إسبانيا، والذى بدأ فى الذوبان إثر موجة الحرارة الشديدة خلال فصل الصيف.
أوضحت الدراسة أن النهر الجليدى يتبع اتجاها متسارعا للاختفاء، وقد ضاعفت موجات الحرارة الأخيرة من فقدان الجليد 3 مرات، وفى عام 2022 وحده، فقد النهر الجليدى 3 أمتار من السمك فى المتوسط، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق، ويتزامن مع عام شهد درجات حرارة قياسية فى جميع أنحاء إسبانيا.
وحذرت منظمة نادى جبال الألب من أن النمسا قد تخسر كل أنهارها الجليدية تقريبا فى غضون 45 عاما، لأن اثنين من هذه الأنهار تقلصا العام الماضى بأكثر من 100 متر، وفى ظل القلق العالمى فى شأن تأثير ظاهرة الاحترار المناخى على الأنهار الجليدية فى العالم، أفاد أحدث تقرير صادر عن نادى جبال الألب النمسوى (OeAV) عن تراجع كبير جدًا للأنهر الجليدية فى البلاد على مدى السنوات السبع الماضية.
وأظهرت الدراسة أن 93 نهرا جليديا نمسويا انخفض حجمها 23,9 متر فى المتوسط العام الماضى، وهو ثالث أكبر ذوبان نهر جليدى منذ بدء تدوين هذه البيانات عام 1891.
وكان 2022 العام الأسوأ لناحية ذوبان الأنهار الجليدية فى النمسا، إذ بلغ متوسط تراجعه 28,7 متر.