أحرق نيرون روما بينما كان للأباطرة الرومان حكايات أخرى تنطق بالغرابة فعلى مدى سنوات حكم الامبراطورية الرومانية ظهر العديد من الأباطرة غريبى الاطوار ومن كانت لهم قصص غريبة وهنا نتوقف مع تلك القصص.
نيرون متهم بحرق روما
حكم الامبراطور نيرون روما من 13 أكتوبر 54 م إلى 9 يونيو 68 م (37-68 م)، حيث أصبح حاكم الإمبراطورية الرومانية بعد وفاة والده بالتبني الإمبراطور كلوديوس، وكان آخر حاكم لما يسميه المؤرخون سلالة "جوليو كلوديان"، وقد حكم حتى قتل نفسه.
خلال فترة حكمه، قتل والدته أجريبينا وزوجته الأولى أوكتافيا، ويزعم أنه قتل زوجته الثانية بوبايا سابينا، بالإضافة إلى ذلك يؤكد المؤرخون القدامى أنه أشعل حريق روما العظيم عام 64 بعد الميلاد حتى يتمكن من إعادة بناء وسط المدينة بقصر جديد.
وقد دمر حريق روما الكبير نحو ثلثى مدينة روما، وذلك سنة 64 ميلادية، ووفقا للمؤرخ لتاسيتس فقد انتشر الحريق سريعا واستمرت النيران مندلعة لمدة خمسة أيام ونصف، فيما لم تتضرر أربعة فقط من أحياء روما الأربعة عشر، حيث دمرت ثلاثة أحياء تماما فيما تضررت سبعة أحياء ضررا بالغا.
وعلى الرغم من الاتهامات العديدة التى وجهها الكتاب القدامى والمؤرخون هناك أدلة على أن نيرون يتمتع بمستوى معين من الدعم الشعبى كان لديه شغف بالموسيقى والفنون، وهو اهتمام بلغ ذروته فى عرض عام قدمه فى روما عام 65 بعد الميلاد، وبينما تم إلقاء اللوم عليه في حريق روما أخذ على عاتقه تنظيم جهود الإغاثة، وقدم الكتاب القدامى تلميحات أخرى للأعمال الخيرية التي قام بها.
ووفقا للمؤرخ تاسيتس فما إن علم نيرون بالحريق حتى عاد إلى روما لتنظيم المساعدات جراء الحريق، بل إنه قام بدفع أموال من ميزايته الخاصة، كما أنه قام بفتح قصوره الخاصة للناجين من الحريق، كما أمر بتوفير الطعام للناجين، وفى أعقاب الحريق قام بوضع خطة تنمية جديدة للمدينة، بحيث لم تعد المنازل متلاصقة ببعضها، وتمت إعادة بناؤها من حجارة القرميد إضافة لطرق جديدة واسعة، كما قام نيرون ببناء قصر جديد عرف باسم دوموس أوريا أو «البيت الذهبي» في منطقة كانت قد دمرت جراء الحريق، وقد زادت مساحة منطقة القصر عن 1.2 كيلومتر مربع.
وللحصول على الأموال اللازمة لإعادة البناء فرض مزيد من الضرائب على مقاطعات الإمبراطورية، وقد ذكر كاسيوس ديو في كتاب التاريخ الرومانى أن نيرون والذي كان إمبراطورا في ذلك الوقت كان ينشد مقطعا قديما من ملحمة شعرية من الأدب الإغريقي تعرف باسم «إلوبرسيس» مرتديا ثيابا مسرحية وقت كانت المدينة تحترق، في حين ذكر المؤرخ تاسيتس أن نيرون كان موجودا في أنتيوم وقت وقوع الحريق، مضيفا أن القول إن نيرون كان يعزف على القيثارة ويغني وقت الحريق مجرد شائعة.
كلوديوس إمبراطور روماني مرضه كان بالنسبة له نعمة
ولد الامبراطور كلوديوس، فى بلاد الغال الرومانية لوالديه نيرون كلاوديوس دروسوس وأنطونيا الصغرى وعانى كلوديوس منذ طفولته بحياة قاسية، حيث أصيب وهو صغير بعرج وصمم طفيف، وبسبب مرضه نبذته عائلته وتم النظر اليه بأنه إنسان غير طبيعى، حرمانه من تولى المناصب العامة، إلى أن جاء اليوم ليتولى فيه منصب قنصل، ولكن ليس بمفرده، إذ تقاسمه مع ابن أخيه كاليجولا في السابعة والثلاثين من عمره.
وبسبب مرضه أيضا تم انقاذ حياته من الموت، إذ تعود القصة إلى عمليتى التطهير في عهدي تيبيريوس وكاليجولا، فلم يعتبره الأعداء تهديدًا خطيرًا، وأدى بقائه على قيد الحياة إلى أن يصبح إمبراطورًا من قبل الحرس البريتوري بعد اغتيال كاليجولا، كونه في ذلك الوقت آخر رجل بالغ في عائلته.
أكد العديد من المؤلفين أنه قُتل على يد زوجته أجريبينا الصغرى، ليرحل عن عالمنا في الثالثة والستين من عمره، وخلفه حفيده وابن أخيه نيرون كإمبراطور، بعد أن دام حكمه 13 عامًا.
إيل جبل.. حكاية إمبراطور رومانى من أصل سورى اغتاله الحرس
اغتيل الإمبراطور إيل جبل جنبا إلى جنب مع والدته جوليا، من قبل الحرس الإمبراطوري خلال التمرد، وسحل جثتيهما المشوهة في شوارع روما قبل أن يلقى بهم في نهر التيبر، وهو إمبراطور روماني من أسرة سيفيروس، وحكم من 218م إلى 222م واسمه عند الولادة كان فاريوس أفيتوس باسينوس. هو سوري من ناحية والدته جوليا سوميا وقد قضى شبابه ككاهن أعظم لإله الشمس الحمصي إيل جبل وأبيه روماني هو سكتوس فاريوس مارسيليوس. وقد دعي باسم إيل جبل بعد فترة طويلة من وفاته.
تقول القصص التاريخية، إن الصدمة الكبرى حدثت لـ روما، لأن "إيل جبل" جلب معه "الحجر الأسود" من حمص السورية التى ولد بها، وكان هذا الحجر مقدسا فى سوريا، مع أنها تأتى إلى روما وجعلت من الواضح للجميع أن الامبراطور الجديد يعتزم مواصلة مهامه ككاهن من جريدة الجبل فى حين يقيم فى روما، وبنى معبدا كبيرا اسمه "معبد إيل جبل".
بدأت قصة تولى الحمصيين مقاليد الحكم فى روما مع الأمبراطورة الحمصية جوليا دومنا عندما تزوجها القائد العسكرى الرومانى الليبى الأصل سيبتموس سيفيروس، فعندما أصبح سيبتيموس إمبراطوراً على روما عام 193 م ساعدته هذه السيدة المبجلة فى إدارة شؤون البلاد، وبشهادة الكثير من المؤرخين كان لجوليا دومنا دورًا هامًا فى الحياة الثقافية فى روما وإدارة المقاطعات الرومانية، حسبما أوضحت دراسة للباحث السورى الدكتور هيثم طيون.
وتولى الإمبراطور إيل جبل الحكم بعد مقتل الإمبراطور كركلا استلم ماكرينوس الحكم، ولكن بفضل جدته جوليا ميزا وبدعم من الغرقة الثالثة المرابطة قرب مصياف تم تنصيب إيل جبل على العرش وله من العمر أربعة عشر عاما بعد هزيمة ماكرينوس في معركة إنطاكية 18 حزيران عام 218م. خلال حكمه أظهر إيل جبل أمورا اعتبرت بمثابة الإهانة للتقاليد الدينية والجنسية الرومانية، فقد تزوج خمس مرات واستبدل عبادة الإله جوبيتر بإله الشمس وأجبر العديد من القادة الرومان بعبادته. في عام 222م تم اغتياله مع والدته واستبداله بابن خالته ألكسندر سيفيروس.