إذا أردت أن تعيش أجواء فرنسية والمشي في شوارع فرنسا ورؤية منازلها ليس عليك أن تسافر إليها فقط ، بل يمكنك التجول بمنطقة فيلات هيئة قناة السويس بمحافظة بورسعيد ومدينتها بورفؤاد ، والتي أصبحت الآن ضمن المناطق السياحية حيث يزورها الكثيرين من أهالي المحافظة وزوارها من المحافظات والدول الأخرى لكونها إحدى المناطق السكنية التراثية والجمال ونظافة شوارعها.
تتميز البيوت بتصميمها البسيط، يحيطها حديقة لها سور خشبي أبيض قصير، تخطف الأنظار لأول وهلة، ألوانها متناسقة تدفعك للحلم بأن تكون أحد سكانها يومًا ما وتجاور العاملين بهيئة قناة السويس ممن سكنوها خلفًا للفرنسيين بعد تأميم القناة.
موقعها:
تنقسم فيلات هيئة قناة السويس إلى منطقتين، إحداهما بمحافظة بورسعيد، والأخرى بمدينة بورفؤاد على الضفة الثانية من المجرى الملاحي لقناة السويس.
شكل التصميم المعماري للفيلات:
وصممت الفيلات في بورسعيد، وبورفؤاد مُصمم على الطراز الأوروبي بهيئة كنيسة صغيرة سطحها هرمي، وتتكون الفيلا الواحدة من طابقين أرضى وثالث علوي، وجميع الفيلات متراصة جنبًا إلى جنب بطول الشارع، وبُنيت بحجر "القرميد الأحمر" ويتميز أنه لا يملح، ففي الشتاء يجعل البيوت دافئة، وفي الصيف لا يمتص الحرارة، ويوجد في الريف الفرنسي نفس الطراز من عمارة الفيلات.
أما التصميم الداخلي، فكل فيلا متصل بها حديقة صغيرة، وتختلف مساحة الحديقة عن الأخرى، ويربط الطابق الأرضي بالعلوي سلم خشبي، وكل غُرفة لها بابين، كل باب يربط كل غُرفة بالأخرى، وفي النهاية تشعر أنك داخل متاهة.
وتكون شوارع منطقة فيلات هيئة قناة السويس في بورسعيد أو بورفؤاد على حد السواء، شوارع ضيقة في الأغلب، وعلى جانبيها الشمال واليمين صفان من الفلل، هي فيلات متراصة بجوار بعضها بعضا تتميز بأن شرفاتها كثيرة مرتفعة جدا لأعلى، وشكل الفيلات من أعلى مثلثية الشكل.
وقد حرص الفرنسيون على تصميم الشبابيك طويلة مرتفعة لأعلى حتى يصبح المناخ في تلك الفيلات متقارب للمناخ في فرنسا حيث إن مناخ مصر كان حارا بالنسبة لهم.
ضمت المدينة فيلات اقامة لعدد من رؤساء الدول وقت اقامتهم فى مصر بينهم جعفر النميرى رئيس السودان ، كما ضمت ومازالت فيلا الرئيس الراحل محمد انور السادات و الذى صور بها مشاهد من فيلم ايام السادات للراحل احمد زكي.
نشأتها التاريخية:
ويرجع أصل بناء فيلات هيئة قناة السويس ببورسعيد والفترة التاريخية التي تنتمي إليها، أنها بُنيت في عام 1926 على أيدي الفرنسيين بعد سنوات من افتتاح القناة، وامتلكها العاملون بهيئة قناة السويس من الأجانب، وظنوا أن القناة ستدوم لهم طوال العمر وأن استقرارهم في بورسعيد أبدي.
وصدر بعد تأميم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قناة السويس في 26 يوليو 1956، قرارًا بتخصيص الفيلات للعاملين بالهيئة من المصريين بشكل مؤقت وحتى سن المعاش.
يذكر أنه في بورسعيد يوجد العديد من العقارات المعمارية التي تعتبر من التراث الأثري الرائع في شكله ومضمونه، والتي تم حصرها طبقًا لقرار مجلس الوزراء رقم 1096 لسنة 2011، والخاص بقيد بعض العقارات بسجلات التراث المعماري لبورسعيد، ويشمل 340 مبنى بحي الشرق، و139 مبنى في مدينة بورفؤاد، و106 مبني بحي العرب، و59 مبنى بحي المناخ.
ولا يجيز القرار هدم أي من هذه المباني جزئيًا أو كليًا إلا بموافقة اللجنة القومية للتظلمات، ولا يجوز أيضًا إجراء أي تعديلات عليها إلا بموافقة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري؛ وذلك للحفاظ على التراث المعماري والتاريخي المتميز لبورسعيد.
وحتى بعد مرور سنوات طويلة فلا توجد آليات واضحة لاستغلال الفيلات، مثل تحويلها إلى مساحات مفتوحة تحقق رواجًا سياحيًا وتجتذب الأجانب الذين ولدوا وعاشوا بها لزيارتها واستعادة ذكرياتهم، أو مراكز إبداعية على سبيل المثال مع أعمال الترميم والصيانة والاحتفاظ بالتراث.
وصنف أساتذة وخبراء العمارة والفنون مدينة بورسعيد في مهدها كمتحف معمارى مفتوح يضم تكوينًا من أروع الطرز المعمارية لدول البحر الأبيض المتوسط، أبدعها معماريون فرنسيون وإيطاليون وإنجليز ويونانيون؛ لذا فهي تتميز بطابع أوروبي من حيث تخطيطها.
إحدى الفبلات في المدينة ببورسعيد
إحدى المناطق في مدينة بورفؤاد
إحدى فيلات بورفؤاد
بورفؤاد من الأعلى
فيلا في بورفؤاد
فيلات محافظة بورفؤاد