منعطف شديد الخطورة دُفعت إليه المنطقة دفعا إسرائيليا لا يعترف بالإنسانية وتحد ضرباته العسكرية المناطق العامرة بالمدنيين وبينهم الأطفال.
نقلت قوات الاحتلال المشهد المروع فى غزة إلى بقية بلدان المنطقة واحدة تلو الأخرى، كان فى مقدمة تلك المناطق لبنان.
وهناك ترقب كبير داخل لبنان مما قد يعلنه نصرالله ردًا على قصف الضاحية، فيما إسرائيل تتحضر لـ"ضربة عسكرية" يسددها الحزبُ باتجاهها، فقد نقل العدوان الإسرائيلى نطاق لهيب النيران من منطقة جنوب لبنان إلى أنحاء متفرقة من الدولة، ما يطرح سيناريوهات جديدة لرد حزب الله، حيث ارتفع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلى على الضاحية الجنوبية ببيروت إلى 7 و78 مصابًا، من بينهم مقتل أكبر قادة حزب الله العسكريين ومسؤول الشؤون الاستراتيجية فيه، كان يعتبر اليد اليمنى لأمين عام حزب الله، فؤاد شكر .
وأكد لبنان على لسان هادى هاشم، مندوب الدولة فى مجلس الأمن الدولى، أن إسرائيل تسعى لجر حلفائها إلى حرب إقليمية ذات نتائج كارثية.
وأدان مندوب لبنان فى كلمته داخل الجلسة الطارئة بمجلس الأمن الدولي؛ لمناقشة الوضع فى الشرق الأوسط، الاعتداءات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية واغتيال إسماعيل هنية، معتبرًا الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت بمثابة تصعيد خطير.
وأضاف مندوب لبنان: "العدوان الإسرائيلى الذى وصل إلى عاصمتنا بيروت يعد رسالة دامية ووأضحة وصريحة"، مشيرًا إلى أن لبنان طرح خارطة طريق ورؤية للوصول إلى حل يحفظ حقوقه ويحافظ على الاستقرار.
إنذار بالحرب
يؤكد المراقبون، أن هذا التصعيد ينذر بحرب شاملة بين حزب الله اللبنانى وإسرائيل إثر مقتل أكبر قادة حزب الله العسكريين فى غارة على بيروت ردا على زعم إسرائيلى بمسئولية حزب الله عن هجوم صاروخى أودى بحياة 12 طفلا بقرية مجدل شمس بالجولان السورى المحتل.
وبالمقابل أكد مسئولون فى تل أبيب عدم نية إسرائيل الدخول فى حرب شاملة وأن الغارة نهاية الرد على واقعة مجدل شمس.
من جانبه أكد وزير الخارجية اللبنانى عبدالله بوحبيب أن لبنان يواصل كافة الجهود لوقف المزيد من التصعيد معربا عن أمله فى ألا يؤدى رد حزب الله إلى المزيد .
سيناريوهات الرد
إن"حزب الله" يقف أمام مفترق طرق، فالمعادلة التى لا بد أن يرسيها نصرالله يجب أن تضمن مجددًا أمن بيروت والضاحية، وذلك من خلال التأكيد على أن أى قصفٍ للعاصمة وضاحيتها سيؤدى إلى فرض حربٍ على مدينة إسرائيلية وذلك وفق قاعدة "مدينة مقابل مدينة".
إنطلاقًا من ذلك، من المتوقع أن "حزب الله" قد يكرر تجربة الردود التى كان نفذها سابقًا إثر اغتيال القيادى فى حركة "حماس" صالح العارورى فى الضاحية، كما أنه قد يستنسخ أيضًا تجربة الردود عقب اغتيال القادة الميدانيين التابعين له، لكن هذه المرة ستكون حلقة النار أوسع وأشمل وقد تستهدفُ نقاطًا حساسة داخل إسرائيل سيثير أمر استهدافها مخاوف كبيرة جدًا.
من المتوقع ـ وفق ما نقل لبنان 24 عن مصادر معنية بالشأن العسكرى فى لبنان ـ أن يُعلن نصرالله معادلة جديدة مرتبطة بالرد المباشر على استهداف الضاحية كبقعة جغرافية فى قلب بيروت. عمليًا، فإن الهجوم على تلك المنطقة يُمثل ضربة للعاصمة بشكلٍ أساسى، ما يعنى أن إسرائيل استهدفت المنطقة التى لطالما حذر نصرالله من ضربها، ملوحًا بالعواقب التى يُنذر بها أن حصل سيناريو القصف.
ومن المتوقع أن يكون رد "حزب الله" مدروسًا، أن نصرالله قد يُكرر عبارات تثير الإرباك أكثر فى صفوف الإسرائيليين وسيجعلهم أمام ضربات مفاجئة غير معروفة المصدر أو التوقيت.
ومن المؤكد أن خطاب نصرالله سيكون مؤسسًا لمعادلات الرد من دون الكشف عن كافة تفاصيلها، فى حين أن ذلك سيشمل تهديدات وأضحة بتوسيع جبهة المعركة أن بادرت إسرائيل إلى ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة