هناك العديد من النسخ القديمة، منتشرة في العالم الإسلامي، لكن أيضًا هناك العديد من المخطوطات القرآنية التي تعود لصدر الإسلام في العديد من الدول غير الإسلامية، التي تحتوي مكتبتها على مخطوطات قرآنية تعد من أقدم المخطوطات الباقية في العالم.
ومن المعروف أن القرآن الكريم قبل جمعه في كتاب واحد، كان محفوظًا في الصدور ومكتوبًا في الرقاع حتى بدأ جمعه في مصحف واحد بعد ذلك في عهد أبي بكر الصديق بإشارة من عمر بن الخطاب وامتد حتى عهد عثمان بن عفان (رضي الله عنهم)، حيث خشي أبو بكر أن يُنسى القرآن أو يضيع لكثرة استشهاد حفظته في حروب الردة، إذ استشهد أكثر من 70 صحابيا من الحفظة في معركة اليمامة وحدها.
اكتُشِفت أقدم مخطوطة قرآنية في العالم عام 2015 في جامعة برمنغهام. أحضر تلك المخطوطة للجامعة هرمز منغنا الشهير بألفونس منغنا (1878-1937)، وهو لاهوتي وباحث ومستشرق كلداني، وهي عبارة عن آيات قرآنية مخطوطة علي قطع جلدية ويعتقد أنها تعود إلي الفترة 568 لغاية 645 ميلادي أي بعد وفاة الرسول (ص) أو عند حياته وهي تتضمن آيات بالخط الحجازي.
وأظهرت نتائج فحوص أُجريت على المخطوطة بنظائر الكربون المشع أن عمرها 1370عاما على الأقل، مما يجعلها واحدة من أقدم المخطوطات الموجودة في العالم، وتضم تلك المخطوطة صفحتين من القرآن الكريم، من سورتي الكهف وطه، مكتوبتين بالخط الحجازي. استخدم الخبراء في علم المخطوطات الفحص الإشعاعي بواسطة الكربون المشع، وتبيّن أن عمرها يبلغ نحو 1370 عامًا. واستنتج العلماء أن المخطوطة قد دونت في الفترة ما بين 568 و645 ميلادية.
وفي مصر، يوجد أقدم نسخة مجمعة من المصحف، والمعروفة باسم "مصحف عثمان" وهو المصحف الذى أحضره إلى مصر رجل عربى، والمصحف نسخة نادرة ونفيسة، ويعتقد أن تلك النسخة كان يقرأ فيها سيدنا عثمان يوم استشهاده، وعليها آثار دماءه الطاهرة من أثر ذلك، وهذه النسخة تؤرخ للخط الكوفي المبكر، غير أن ألفاتها ولاماتها غير مائلة إلى اليمي.
ولعلها هى إحدى النسختين اللتين تكلم عنهما المقريزى فى خططه عند ذكره للجامع العتيق حيث قال: وكان قد حضر إلى مصر رجل من أهل العراق وأحضر مصحفًا وأودعه خزانة المقتدر، وذكر أنها نسخة "مصحف" سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه، وأنه كان بين يديه يوم الدار وكان عليها أثر الدماء.
كما ذكر المقريزى أنها استخرجت من خزائن المقتدر فأخذه أبو بكر الخازن وجعله فى الجامع وقد نقل فى حفل كبير، وقد شهد هذه النسخة "المصحف" وجعل عليها خشبًا منقوشًا وكان الإمام يقرأ فيه يومًا وفى مصحف أسماء بنت أبى بكر بن عبد العزيز ابن مروان يومًا ولم يزل على ذلك إلى أن رفع هذا المصحف واقتصر على القراءة فى مصحف أسماء، وذلك فى شهر المحرم سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.