لطالما كان للطيور مكانة ومنزلة كبيرة عند البشر الأوائل منذ فجر التاريخ، فقد تأثر الإنسان القديم بالطيور وحرص على تصويرها علي جدران المعابد والمقابر لما لها من دلالات دينية مقدسة خاصة بالعقيدة القديمة، وشكلت رمزًا لغويًا للكتابات القديمة في مختلف الحضارات.
وفي مصر كان للطيور مكانة كبيرة عند المصريين القدماء منذ فجر التاريخ، منذ عصر ماقبل الأسرات، حيث اتخذ منها رموزاً ودلالات دينية مقدسة، فقد تأثر المصري القديم بالطيور وحرص على تصويرها على جدران المعابد والمقابر لما لها من دلالات دينية مقدسة خاصة بالعقيدة المصرية القديمة، بعض تلك الطيور تم تقديسها مثل طيور أبو منجل، والصقر، والنسر "طائر الرخم"، وكان يتم تحنيط أجسادها بعد موتها، ثم وضعها داخل توابيت من الحجر أو الفخار كما هو الحال في جبانة "تونا الجبل" التي تعد أكبر جبانة لدفن طائر أبو منجل، وكان هناك أيضا عقوبة تنفذ ضد كل من يتعدى بالسوء على هذه الطيور.
أيضا كان هناك طائر الهدهد الذي لاقى مكانة كبيرة في الحياة المصرية القديمة، وجاء في الهيروغليفية بمعنى الطائر المتوج ḏbᴣw ولقد صور على سبيل المثال في العديد من المقابر مثل مقبرة "بتاح حتب" والتي ترجع للأسرة الخامسة يحمله أحد الصبية، كذلك عثر على مناظر تخص طائر الهدهد بمقابر بني حسن، أيضا استخدم في الطب المصري القديم وهو ما سيحاول البحث إثباته بالتفصيل.
كذلك النسر فى الحضارة الفرعونية كان يرمز إلى الإلهة ناخبيت كانت إلهة النسر وتمثل مصر العليا التى تمتد إلى أسوان، وكانت تعتبر حامية الفرعون، وكانت تظهر دوما بجناحيها الممتدان دلالة على الحماية، كما أشاروا وقتها إليها على أنها من الأمهات، وظهر هذا النسر دوما خلف تاج الفرعون.
ووفقا لدراسة " أسطورة النسر والبحث عن الخلود في الشعر الجاهلي" للباحث إحسان الديك، نشر فى مجلة "العلوم الإنسانية والاجتماعية" المجلد 37 سنة 2010، وفي حضارة وادي الرافدين القديمة يظهر إله الصاعقة (زو) بمخالب النسر، واتخذه العرافون والكهنة وسيلة للفأل والتنبؤ وريشه بالغيب، واعتقدوا بأنه "إذا مر نسر من جانب الملك الأيمن إلى الأيسر، فإن الملك سوف ينتصر أينما ذهب، وإذا أمسك نسر بسمكة أو طير، وحلق بها بعيداً، ثم افترسها أمام رجل، فإن الأخير سوف يتعرض لخسارة، وإذا أكل نسر حمامة فوق بيت رجل ثم ترك منها شيئاً فإن صاحب الدار سوف يزداد ثراء".
وفي حضارة بلاد اليونان القديمة، ارتبط النسر النوبي بالإله "زيوس" أبو الآلهة والبشر عند الإغريق، الذي كان يحكم آلهة جبل الأوليمب باعتباره الأب الوريث، وكان يطلق عليه "إله السماء" الذي يخشاه الإغريق كثيرا، لأنه يتحكم في قوى الطبيعة الرهيبة كالبرق والرعد، وعادة ما كانوا يصورونه على هيئة رجل ملتح وقور يحمل في يده الصاعقة، وعلى اليد الأخرى يقف نسر ضخم فارد جناحيه، أو جالس يمسك صولجانه وبجوار قدمه يقف ذلك الطير.