تعرضت إيمان خليف لهجوم شرس بدأ قبل أولمبياد باريس، لكن الملاكمة الجزائرية ردت بقوة على الجميع "كالوحش"، ورقصت على أنقاض أحلامهم، لتنتزع ذهبية وزن 66 كيلوجراما.
وواجهت إيمان خليف مطالبات باستبعادها للتشكيك في جنسها، بعدما استبعدتها رابطة الملاكمة الدولية من بطولة العالم بداعي عدم اجتياز اختبارات الأهلية الجنسية لزيادة هرمون الذكورة (تستوستيرون).
وأعطت اللجنة الأولمبية الدولية الضوء الأخضر لإيمان للمشاركة في ألعاب باريس ودافعت عنها ضد الرابطة الدولية للملاكمة غير المعترف بها بسبب مخالفات.
وزادت الهجمات شراسة بعد انتصار إيمان الساحق في الدور الأول على الإيطالية أنجيلا كاريني التي انسحبت بعد 46 ثانية فقط.
وخرجت كاريني باكية وتحدثت عن أنها لم تخسر على أرض الحلبة، بل خسرت بظروف خارجة عن إراداتها،
لكن الملاكمة الإيطالية خرجت لتعتذر لإيمان في اليوم التالي بعد ظل حالة الغضب التي انتابت اللجنة الأولمبية الدولية مما حدث.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ونشرت المجرية آن لوكا هاموري صورة على حسابها في انستغرام لامرأة تستعد للنزال رجل في هيئة وحش، قبل أن تحذفها لاحقا قبل وقت قصير من مواجهة إيمان بعد تهديد باستبعادها من اللجنة الأولمبية الدولية.
وتقدمت اللجنة الأولمبية المجرية بطلب استبعاد إيمان خليف من المنافسات قبل مواجهة الملاكمة المجرية هاموري.
واضطر توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية للتدخل بعد الهجوم على إيمان والتايوانية لين-يو تينج، التي تواجه نفس مشكلة إيمان.
وأبلغ باخ الصحفيين مطلع الأسبوع الحالي "نتحدث عن ملاكمة السيدات، ولدينا ملاكمتان ولدتا كامرأتين، نشأتا كامرأتين، وهما امرأتان في وثيقة السفر، وشاركتا في المنافسات كامرأتين لعدة سنوات، وهذا هو التعريف الواضح للمرأة، ولم تكن هناك أي شكوك حول كونهما امرأتين.
"الآن نرى أن هناك من يحاول أن يفرض رأيه في تعريف المرأة، وأنا أدعوهم لتقديم تعريف علمي لمن تكون المرأة، وكيف يمكن لمن ولدت ونشأت وتنافست كامرأة ولديها وثيقة سفر تقول إنها امرأة ألا تكون امرأة، إذا عرضوا شيئا فنحن على استعداد للنظر فيه والاستماع إليه".
وأضاف "لكننا لن نشارك في حرب ثقافية لها دوافع سياسية، واسمحوا لي أن أقول إن كل ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي من خطاب كراهية والإساءات التي تغذيها هذه المحاولات أمر غير مقبول مطلقا".
وتوعدت اللجنة الأولمبية الجزائرية بالملاحقة القضائية لكل من يتجاوز بحق الملاكمة إيمان خليف.
وشعرت الجماهير الجزائرية بحاجة إيمان إليها لتتدفق على ملاعب رولان غاروس حيث تقام منافسات الملاكمة.
ودعمت كايليا نمور، وهي أول جزائرية وأفريقية تفوز بذهبية في الجمباز سواء في الأولمبياد أو بطولة العالم بتتويجها بلقب العارضتين مطلع الأسبوع الحالي، مواطنتها إيمان.
وعلى إيقاع الراحل رشيد طه، وغناء الجماهير نشيد "قسما" احتفلت إيمان خليف بالتتويج باللقب، لتمنح الجزائر أول ذهبية للسيدات في الملاكمة.
وهذه الذهبية السابعة في تاريخ الجزائر في الأولمبياد، كما أنها المرة الأولى التي تفوز فيها الجزائر بذهبيتين في دورة أولمبية واحدة منذ تتويج العداء نور الدين مرسلي والملاكم حسين سلطاني في أتلانتا 1996.