تجتاح موجة حر شديدة دول العالم ، وأعلنت عدد من الدول الأوروبية المطلة على البحر المتوسط والتي منها إسبانيا وإيطاليا، حالة التأهب واتخاذ إجراءات لاحتواء أسوأ موجة حر في صيف 2024 والتي بدأت الجمعة ، حيث تصل درجات الحرارة في بعض الأماكن إلى 45 درجة.
وفي إسبانيا وإيطاليا ودول أخرى، يجري اتخاذ إجراءات لاحتواء موجة الحر التي بدأت أمس الجمعة، والتي ستستقر في المنطقة في نهاية هذا الأسبوع ولكنها تسببت بالفعل في ارتفاع موازين الحرارة إلى موجة خانقة من الطقس.
وبدأت 11 منطقة إسبانية حالة التأهب بالفعل الخميس الماضى ، لهذا السبب، تحسبا لموجة الحر الجديدة التي بدأت الجمعة، والتي قد يتم فيها تسجيل درجات الحرارة القياسية تصل في بعض المناطق إلى 43 درجة مئوية، وفقا لوكالة الأرصاد الجوية الحكومية (Aemet).
وأعلنت إسبانيا التأهب باللون البرتقالي في جزر البليار، وكاستيلا وليون، وكاستيلا لا مانشا، وكاتالونيا، وإكستريمادورا، ومجتمع مدريد، نظرًا تجاوز درجات الحرارة 40 درجة في بعض المناطق، حتى أنها ستصل إلى 42.5 في العديد من المناطق الآخرى في البلاد.
وتشتد قوة الإعصار المضاد، وستظل الحرارة خانقة في معظم أنحاء إسبانيا وستستمر درجات الحرارة، المرتفعة جدًا بالفعل، في الارتفاع تدريجياً في الأيام المقبلة، والتي تفضلها الرياح القادمة من الجنوب والجنوب الشرقي.
ولا يهدأ الإعصار الأفريقي المضاد الذى يطلق عليه "شارون" في إيطاليا، ووفقًا للخبراء، قد تكون هذه الموجة هي الأكثر سخونة خلال العام، مع درجات حرارة قد تتجاوز الـ 40 درجة مئوية في المناطق الوسطى والجنوبية وفي سردينيا وصقلية.
وستسجل مدن مثل روما 38 درجة خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنها قد تصل إلى 43 في بعض مناطق جنوب البلاد، بحسب التوقعات، كما تحافظ روما وبيروجيا (شمال) على الحد الأقصى لمستوى الإنذار بالحرارة، ويوم الأحد القادم ستكون هناك سبع مدن أخرى في حالة تأهب أحمر:فلورنسا، بريشيا، رييتي، لاتينا، فروزينوني، كامبوباسو باليرمو، كما أعلنت وزارة الصحة الإيطالية على موقعها على الانترنت.
وفي رومانيا أيضًا، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (ANM) أمس الخميس تنبيهًا باللون الأصفر، وهو ثاني أعلى مستوى، بسبب الحرارة في خمس مقاطعات في جنوب البلاد وفي العاصمة بوخارست.
وفقًا لتوقعات ANM، ستصل درجات الحرارة القصوى الجمعة في مقاطعات دولج وأولت وتيلورمان وجورجيو وإلفوف وبوخارست إلى 37 درجة مئوية.
وخلال شهر يوليو، أصدرت حركة ANM تنبيهات حمراء في عدة مناسبات في مناطق واسعة من البلاد. وفي منتصف الشهر، توفي خمسة أشخاص على الأقل بسبب الحرارة الشديدة التي تجاوزت في عدة أماكن 43 درجة مئوية.
وفي تركيا تصل درجات الحرارة هذه الأيام إلى 44 درجة في أقصى الجنوب الشرقي، وهي قيمة ضمن المعدل الطبيعي، حيث أن الحد الأقصى المعتاد في شهري يوليو وأغسطس في هذه المنطقة هو 48 درجة.
ولكن الوصول المبكر لدرجات حرارة الصيف، ترك المناظر الطبيعية أكثر جفافًا من فصول الصيف الأخرى، وشهدت حرائق متكررة لأسابيع، خاصة في المناطق الغربية من البلاد، مع تدخلات مستمرة من قبل رجال الإطفاء.
حرائق هائلة فى اليونان
يكافح المئات من رجال الإطفاء الجمعة لليوم الثالث على التوالي ضد حريق غابات كبير في جزيرة كريت اليونانية، في شرق البحر الأبيض المتوسط، والذي تسبب بالفعل في أضرار جسيمة للبنية التحتية وأجبر إخلاء عدة بلدات، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
ويعمل في المنطقة أكثر من 350 رجل إطفاء مع 76 شاحنة وخمس طائرات وسبع مروحيات ناقلة، بالإضافة إلى متطوعين وعملاء من الجيش والشرطة، بينما قامت البلديات والحكومة الإقليمية للجزيرة أيضًا بترتيب مركبات صهاريج للمساعدة في العمليات.
وفيات في كوريا الجنوبية وطوكيو
ولم تكن أوروبا فقط بل أيضا تعانى دول آخرى من ارتفاع كبير في درجات الحرارة ، والتي تسببت في عدد من الوفيات ، حيث أعلنت السلطات فى كوريا الجنوبي ، ارتفاع حصيلة الوفيات بسبب موجة الحر الشديد إلى 17 شخصا، ووصل إجمالي عدد المصابين بالأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة خلال العام الجاري وصل إلى 1810 حالات، مضيفة أن 32.5% من الأشخاص الذين أصيبوا بهذه الأمراض هم من كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر، و79.5% من حالات الإصابة حدثت في الأماكن المفتوحة.
كما أعلنت السلطات اليابانية أن أكثر من 120 شخصا قد لقوا حتفهم بسبب ضربات الشمس فى طوكيو، وموجة الحر الشديدة التي ضربت العاصمة خلال شهر يوليو الماضي.
ووفقا لمركز الفحص الطبي في العاصمة طوكيو، فإن غالبية الأشخاص الذين لقوا حتفهم كانوا فوق سن الستين، وتم العثور على معظمهم داخل منازلهم. ورغم توفر مكيفات الهواء في هذه المنازل، إلا أنه لوحظ أن الضحايا لم يقوموا بتشغيلها.
وكان متوسط درجة الحرارة في يوليو أعلى بمقدار 2.16 درجة مئوية من المتوسط على مدى الثلاثين عاما الماضية، مما يجعله أكثر شهر حرارة منذ أن بدأت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية في تسجيل البيانات في عام 1898.
خطر ذوبان القارة الجنوبية
أثارت موجة حر قياسية تتكشف في ما ينبغي أن يكون أبرد وقت في السنة في أبرد مكان على وجه الأرض، قلق العلماء بشأن ما يمكن أن تعنيه بالنسبة للصحة المستقبلية للقارة القطبية الجنوبية والعواقب التي يمكن أن تترتب على الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.
وارتفعت درجات الحرارة منذ منتصف يوليو بما يصل إلى 10 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي في بعض أجزاء القارة القطبية الجنوبية، وقد تستمر الحرارة غير الطبيعية حتى النصف الأول من أغسطس.
حدد العلماء "نقطة تحول" جديدة في الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، وحذروا من أن ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل قد يتم الاستهانة به.
وتظهر أحدث البيانات أن درجات الحرارة المرتفعة في أجزاء من شرق القارة القطبية الجنوبية، حيث تحدث أكثر الظروف غير الطبيعية، والتي تتراوح عادة بين -50 و-60 درجة مئوية، أصبحت الآن أقرب إلى -25 إلى -30 درجة مئوية.
