رفع الممثل الأمريكي الشهير توم كروز حالة الترقب لأولمبياد لوس أنجلوس 2028 إلى الدرجة القصوى بعد ظهوره المفاجئ في حفل ختام أولمبياد باريس 2024 وقفزته المبهرة من سقف استاد فرنسا إلى أرض الملعب قبل نقل العلم الأولمبي إلى هوليوود.
ورغم المخاوف السابقة حققت باريس نجاحا كبيرا في استضافة الألعاب الأولمبية، لتجد لوس أنجلوس نفسها أمام تحد لتنظيم نسخة أكثر إبهارا.
وسبق أن أقيمت الأولمبياد فى لوس أنجلوس مرتين في 1932 و1984، وبدأت العد التنازلي بالفعل قبل افتتاح النسخة القادمة في 14 يوليو 2028، بينما سيكون الختام يوم 30 بنفس الشهر.
وتحظى لوس أنجلوس ببنية تحتية مستدامة بالفعل، ومن المنتظر أن يكون استاد لوس أنجلوس ميموريال كوليسيوم المقر الرئيسي لأولمبياد 2028 وسيستضيف منافسات ألعاب القوى كما كان الحال في المرتين السابقتين.
وتتمتع لوس أنجلوس بشواطئ خلابة، لذا من المتوقع أن تقام منافسات الكرة الطائرة الشاطئية على سبيل المثال في شاطئ حقيقي، وهو ما لم يحدث في باريس، وإن كانت أقيمت في ملعب يتمتع بإطلالة ساحرة على برج إيفل.
وستحتاج منشآت أخرى لتطوير بالطبع، ومنها استاد سوفي الذي سيحتضن سباقات السباحة، بجانب مقر طلاب جامعة كاليفورنيا الذي سيتحول إلى قرية أولمبية لاستضافة آلاف الرياضيين.
ومنذ إعلان فوزها باستضافة الأولمبياد في 2017 تعهدت المدينة الأمريكية بتنظيم نسخة "خالية من السيارات" مع الاعتماد على وسائل النقل العامة لتقليل الزحام والتلوث، وهو ما يشكل تحديا كبيرا أو مخاطرة.
وتقدر تكاليف استضافة أولمبياد لوس أنجلوس بسبعة مليارات دولار قابلة للزيادة مع خطط تطوير وسائل النقل.
* ألعاب جديدة وقديمة
ستدخل رياضة الإسكواش جدول الألعاب الأولمبية لأول مرة في 2028 بعد سنوات من المطالبات، ومصر هي الدولة الأكثر سعادة بذلك في ظل هيمنتها على الألقاب الكبرى في العقود الماضية وامتلاكها أفضل اللاعبين في العالم.
وتعود رياضة الكريكيت للأولمبياد لأول مرة منذ عام 1900 في فرصة مثالية أمام دول مثل الهند وبريطانيا وأستراليا لحصد ميداليات أكثر.
كما ستعود رياضة "لكروس" للأولمبياد بعد أكثر من قرن، وهي من اقدم الرياضات في أميركا الشمالية، وتلعب بكرة مطاطية مع استخدام عصا بها شبكة لالتقاطها وتمريرها.
وبعد استبعادها من جدول أولمبياد باريس ستعود البيسبول (سوفت بول) ذات الشعبية الجارفة في الولايات المتحدة.
أما عن الرياضات المستحدثة ستنضم لأول مرة "كرة العَلم" أو "فلاغ فوتبول" وهي من أشكال كرة القدم الأميركية لكن دون احتكاك، إذ تبحث الولايات المتحدة عن مصادر متنوعة للذهب بعد أن حسمت صراع القمة أمام الصين في اليوم الأخير بباريس بعد التساوي في جمع 40 ميدالية ذهبية.
وفي المقابل سيخرج رقص "بريكنغ" من جدول ألعاب لوس أنجلوس بعد ظهوره لأول مرة في أولمبياد باريس، وهو ما يشكل إحباطا للولايات المتحدة الرائدة في هذا الفن.
* نجوم الأولمبياد المقبل
ربما ظهر العديد من أساطير الرياضة في الأولمبياد لآخر مرة في العاصمة الفرنسية مثل نجم التنس رافائيل نادال وعملاق كرة السلة ليبرون جيمس والمصارع ميخاين لوبيز ولاعب كرة اليد ميكيل هانسن ومصارع الجودو تيدي رينر والعداء إليود كيبتشوغي وغيرهم.
لكن في لوس أنجلوس ستتجه الأنظار إلى نجوم آخرين، وعلى رأسهم السباح الفرنسي ليون مارشون الذي فاز بأربع ميداليات ذهبية بجانب ميدالية برونزية في مشاركته الأولمبية الأولى في سن 22 عاما، ويتوقع البعض أن يهدد عرش الأسطورة الأميركي مايكل فيلبس، الرياضي الأكثر فوزا بميداليات أولمبية في التاريخ (28 منها 23 ذهبية).
وفتحت أسطورتا السباحة والجمباز الأمريكيتان كاتي ليديكي وسيمون بايلز الباب أمام المشاركة في لوس أنجلوس بعد تخطي سن الثلاثين.
وفي باريس رفعت ليديكي رصيدها إلى 14 ميدالية أولمبية منها 9 ميداليات ذهبية لتصبح الأمريكية الأكثر تتويجا على الإطلاق، وقد تخوض منافسة خاصة مع بايلز الحاصلة على 11 ميدالية منها 7 ميداليات ذهبية.
وقال الصربي نوفاك ديوكوفيتش بعد تحقيق حلم الفوز بذهبية التنس لأول مرة إنه يرغب في الدفاع عن لقبه في لوس أنجلوس بعد تجاوز سن الأربعين.
وسيحاول العداء الأمريكي نواه لايلز تكرار إنجاز مواطنه كارل لويس بالدفاع عن ذهبية سباق 100 متر عندما يبلغ 31 عاما في الأولمبياد المقبل.