واحد من أشهر الأسوار الفاصلة في التاريخ الحديث، إن لم يكن أشهرها على الإطلاق كان جدار برلين، ذلك الجدار الذي قسم ألمانيا إلى شطرين الغربية والشرقية، بعد الانفصال الذي فرضه احتلال دول الحلفاء عليها بعد سقوط النظام النازي بقيادة هتلر في الحرب العالمية الثانية، وتم بناء سور برلين في 13 أغسطس عام 1961، بأمر من حكومة ألمانيا الديمقراطية الشعبية، ليكون ردع حماية من الفاشية (بحسب ادعاءات الحكومية الشيوعية) في حين أطلق عليه اسم (جدار العار) من قبل الحكومة الغربية.
بعد سقوط نظام هتلر النازي، تحولت ألمانيا إلى بؤرة للنزاع بين أطراف الحرب الباردة، وأصبحت ميدانًا للمعارك الاستخباراتية بين الشرق والغرب.
وفي الفترة بين عامي 1945 و1961، تمكن نحو 3 ملايين مواطن من ألمانيا الشرقية من الفرار إلى ألمانيا الغربية عبر نقاط التماس في برلين المقسمة. ومع تزايد هذه الظاهرة، قررت حكومة ألمانيا الشرقية تقييد سفر مواطنيها للحد من الهروب المتزايد، خاصةً بسبب التفاوت المعيشي الكبير بين الدولتين.
في 13 أغسطس 1961، أصدر رئيس ألمانيا الشرقية الشيوعية، فالتر أولبريشت، أمرًا بتنفيذ "عملية روز"، التي هدفت إلى تشييد "جدار للحماية من الفاشية والتجسس وأعمال التخريب القادمة من الغرب"، على طول الخط الفاصل بين شطري برلين. جاء هذا القرار بعد أن وصل معدل الهجرة اليومية إلى ألفي شخص، مما دفع حكومة ألمانيا الشرقية إلى بناء جدار بطول 155 كيلومترًا وبارتفاع يزيد عن 3 أمتار، ليفصل بين الجزءين الشرقي والغربي من برلين، بعد أن فر أكثر من 2.5 مليون شخص إلى القسم الغربي.
في ليلة 13 أغسطس 1961، بدأت ألمانيا الشرقية في صب الخرسانة ووضع الأسلاك الشائكة على الخط الفاصل بين نصفي برلين، ما أوقف حرية الحركة بين الشرق والغرب.
شارك أكثر من عشرة آلاف جندي من ألمانيا الشرقية (وتشير بعض المصادر إلى أن العدد قد يصل إلى 40 ألف جندي وشرطي) في تشييد الجدار. تم تحصينه وترميمه على مر السنين، حيث أُنشئت منطقة عسكرية حوله، وخصص ممر للدوريات الأمنية. كذلك، أُقيمت نقاط مراقبة أمنية وسُيجت بوابات بجدار سميك بارتفاع ثلاثة أمتار. وُضع مسطح ترابي شرقي الجدار لإظهار آثار الهاربين من الشرق إلى الغرب، وأُعطيت أوامر لفرق الحراسة بإطلاق النار على المتسلقين، حتى وإن كانوا أطفالًا أو نساءً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة