يواجه النازحون في السودان أوضاع إنسانية متدهورة مع تجدد القتال العنيف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أثر علي وصول المساعدات الإنسانية للنازحين مع انتشار المجاعة بين النازحين بمخيم زمزم جنوب الفاشر مع مخاوف اممية ودولية من انتشار المجاعة بمناطق أخري.
من جانبه أكد المجلس النرويجي للنازحين في تقريره، أن نيالا ثاني أكبر مدينة في السودان تأثرت بشدة بالصراع، حيث أدى الصراع المحتدم في المناطق السكنية إلى تدمير واسع النطاق للبنى التحتية المدنية والمنازل الحيوية، ونتيجة لذلك توقفت معظم الخدمات وانخفض وجود المنظمات الإنسانية بشدة.
ووفق المجلس النرويجي للنازحين تستضيف أحد أكبر أعداد النازحين داخليًا في البلاد، حيث شهدت المخيمات بها والتي يبلغ عمرها عقودًا من الزمان نموًا في عدد سكانها أثناء الصراع مع وجود الآلاف من النازحين الجدد، ما زاد من الاحتياجات وسط القليل من الموارد أو عدم وجودها، لافتا إلي أن الوضع الإنساني ينذر بتعرض النازحين في هذه المخيمات لخطر المجاعة حتي سبتمبر 2024.
وأشار المجلس النرويجي للنازحين إلي أنه من بين 250 مركزًا صحيًا، لا يعمل سوى 80 مركزًا فقط بسبب النهب والتدمير ويؤدي ضعف الوعي بالنظافة إلى تفاقم انتشار الأمراض. وتتمثل الأولويات في توفير المياه وإدارة النفايات ودعم التغذية وحوافز الموظفين والتثقيف الصحي.
ولفت تقرير المجلس النرويجي للاجئين إلي تعطل النظام التعليمي بشدة، حيث لا تعمل سوى 55 مدرسة ابتدائية ومتوسطة من أصل 201 مدرسة و16 مدرسة ثانوية من أصل 41 مدرسة فيما تفتقر المدارس إلى المواد والمعلمين بسبب الصراع. وتشمل الاحتياجات الرئيسية إعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير المواد المدرسية
وأضاف التقرير أن وزارة البنية التحتية والتخطيط العمراني فقدت قدرتها على العمل بسبب الدمار والنهب الواسعين، ومحطات المياه والكهرباء لا تعمل، واستعادة خدمات المياه والكهرباء أولوية قصوى
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش عن القلق العميق إزاء تطورات الوضع في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، وذلك علي خلفية أنباء عن اندلاع قتال عنيف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع
وقال أمين عام الأمم المتحدة في بيان له إن لهذه الاشتباكات عواقب مدمرة على السكان المدنيين، مضيفا أن القتال من شأنه أن يفاقم الاحتياجات الإنسانية في الفاشر وما حولها، في وقت تأكدت فيه ظروف المجاعة في مخيم زمزم جنوب الفاشر، ومن المرجح أن تتفشى في مواقع نزوح أخرى في المدينة، وفقا لما أعلنته لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في الأول من أغسطس الجاري .
ودعا أنطونيو جوتيريش جميع الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي من أجل حماية المدنيين والسماح لهم بالمرور الآمن وتسهيل الوصول الإنساني بسرعة وبدون عوائق وكرر الأمين العام دعوته إلى وقف فوري للأعمال العدائية ووقف دائم لإطلاق النار كما حث الأطراف على العودة إلى الحوار السياسي باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية تفاوضية.
وأكد جوتيريش أن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بدعم جهود الوساطة الدولية والعمل مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين للمساعدة في إنهاء الحرب.