وجه الدكتور نظير محمد عياد مفتى الجمهورية، رسالة إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، جاء فيها:
إلى أستاذى وشيخى فضيلة الإمام الأكبر حَفِظَه الله:
كنتم لنا نعمَ الأب وخيرَ المعلم، غمرتمونى بفضلكم وكرمكم، وشملتمونى برعايتكم، وشرُفتُ بالانتماء لتخصُّص فضيلتكم العلمى، فاستضأتُ بمِشكاتكم، وتعلَّمت على أيديكم، ونهلتُ من منابع معارفكم الرَّصينة، وسأظل اجتهد فى اقتفاء أثركم والاقتداء بمواقفكم فى نصرة الدين والوطن، فالشكر لله على هذه الرعاية، وجزاكم الله خيرًا على صنيعكم بي.
تعلَّمت من خلال ملازمتكم كيف يكون التواضعُ منهجًا وسلوكًا، وخبرنا كيف تكون الحاجة ماسَّة للسعى فى تلبية مطالب العباد، ومناصرة الضُّعفاء والمستضعفين، كما لمسنا وشهدنا مراقبتَكم المولى عزَّ وجلَّ فى كلِّ قولٍ وفعلٍ وعملٍ.
شيخى فضيلة الإمام الأكبر:
إن الأزهر الشريف هو فخر الأمة وبيتها الكبير الذى أتشرَّف بالانتماء إليه؛ دراسةً وعلمًا وعملًا وإدارًة، وقد تربَّيت فى كنف أروقة مسجده العتيق، ومعاهده العظيمة، وجامعته العريقة، ونشأت على منهجه الوسطى، الذى أنار الدنيا وملأها رحمةً وتراحمًا وأخوةً وقيمًا وأخلاقًا.
وأعدكم أن تكون دار الإفتاء المصرية دائما فى حضن الأزهر؛ تعمل تحت رايته، تستقى منه أنوارها وعلومها لتصنع الخير للناس، ولتيسِّر لهم أمورهم، وتخدم وطننا الحبيب "أرض الكنانة" بحبٍّ وإخلاصٍ وتفانٍ.
وأعاهدكم فضيلة الإمام الأكبر عهدًا وثيقًا مؤكَّدًا على الالتزام بالمنهج الأزهرى الوسطى فى كل أبواب الفتوى بالموازيين الشرعيَّة المنضبطة، والاجتهاد المتزن الذى يراعى مقاصد الشريعة ورفعَ الحرج عن الناس.