معركة طلعت حرب وقاسم أمين.. كيف بدأت وكيف انتهت؟

الثلاثاء، 13 أغسطس 2024 04:48 م
معركة طلعت حرب وقاسم أمين.. كيف بدأت وكيف انتهت؟ طلعت حرب
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر، اليوم، الذكرى الـ83 على وفاة طلعت حرب، أبو الاقتصاد المصرى، وهو اقتصادى ومفكر مصرى، كان عضوًا بمجلس الشيوخ، وهو مؤسس بنك مصر ومجموعة الشركات التابعة له، يعد أحد أهم أعلام الاقتصاد في تاريخ مصر ولقب بـ "أبو الاقتصاد المصري" فقد عمل على تحرير الاقتصاد المصري من التبعية الأجنبية، وساهم في تأسيس بنك مصر.

لم يكن طلعت حرب رجل الاقتصاد بعيد الثقافة، بل كان مفكرا له أفكاره ورؤيته الخاصة، وقد دخل في معركة كبيرة مع واحد من كبار رموز عصره الفكرية هو المفكر الراحل قاسم أمين، ذلك المفكر الذي ساهم فى تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوما كبيرا فاتهمه مهاجموه بالدعوة للانحلال، وأثيرت ضده ضجة وعاصفة من الاحتجاجات والنقد، وكان من ضمن من هاجموه الزعيم مصطفى كامل الذي ربط بين أفكار أمين وبين الاستعمار الإنجليزي، ورد عليه أيضا الاقتصادي المصري طلعت حرب بكتاب "فصل الخطاب فى المرأة والحجاب".

الخصومة بين قاسم أمين وطلعت حرب، ظهرت عام 1889، بعد صدور كتاب الأول "تحرير المرأة" فرد عليه طلعت حرب بكتاب "تربية المرأة والحجاب"، فجاء فى الكتاب الأخير أن الناس يرفضون أفكار قاسم أمين لأن رفع الحجاب والاختلاط أمنية تتمناها أوروبا منذ قديم الأزل لهزيمة مصر من خلال تحرر نسائها، وتابع طلعت حرب فى كتابه قائلا: "أسمينا الكتاب تربية المرأة والحجاب، وهو اسم كنا نتمنى أن يجعله حضرة قاسم بك أمين عنوانا لكتابه فإنه أليق من اسم تحرير المرأة"، وساند "حرب" فى خصومته لقاسم، الزعيم مصطفى كامل حيث أثنى عليه فى مقال له فى جريدة اللواء عام 1900.

لم تكن خصومته الفكرية مع قاسم أمين على قضية التحرير الأدبى للنساء وإنما كانت تتمركز حول مخاطر هذه الطفرة الطارئة التى لا مبرر لها فى حياة النساء وما وراء هذه الطفرة من شر قد يستغله الدخلاء لتحقيق مصالح مادية ومعنوية، خاصة أنه يعتبر أن قاسم أمين قد انطلق فى قضية تحرير المرأة من المرجعية الغربية التى تسعى للنيل من الهوية الإسلامية.

لكن المراجعات الفكرية لطلعت حرب، اختلفت بعد نحو 30 عاما من تلك المعركة الفكرية مع "أمين" اختلف رأيه وسارت كل أفعاله عكس اتجاه ما يقول، فكان أول الداعمين للسيدة لطيفة النادى، أول سيدة تقود طائرة وتحلق بها وحدها عام 1933، بل وبدأ اقتحام عالم التمثيل والسينما عام 1925، لاعتقاد بأن الفنون صناعة وطنية أصيلة، وإنشاء استوديو مصر عام 1934 لينتج عددا من الأفلام الكلاسيكية المصرية أهمها فيلم وداد لكوكب الشرق أم كلثوم، ويبدو أن طلعت حرب أدرك بعد ثلاثة عقود، ألا يمكنه بناء مجتمع ونصف طاقته معطلة، وبعدما كان ينظر للمرأة على أن خلعها حجابها وعملها انتصار للاستعمار، راهن على المرأة وأوفد بعثات دراسية لأوروبا لتعلم فن الإخراج وصناعة السينما.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة