صدر مؤخرا عن دار التعليم الجامعي بالإسكندرية، كتاب "الإلحاد المعاصر.. المرتكزات والآثار والمواجهة"، تأليف الدكتور عصام محمد عبد القادر أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بنين بالقاهرة جامعة الأزهر.
وعبر سطور الكتاب يقول المؤلف: نتعجب من الذين ينكرون وجود الله المتصرف الأحد الصمد الذي يدبر الأمر بعلمه ويدير الكون بقدرته ويسير الأمور بحكمته؛ فنراه جل شأنه في كل شيء؛ فما يدور على الأرض من مجريات أحداث وفي فلك السماء مما نعلمه ونجهله، يؤكد إرادته الغالبة لكل شيء؛ لكن أصحاب الفكر الإلحادي لا يقفون عند هذا الحد، بل يتطرقون لأمر خطير؛ حيث تبني فكرة شمولية الإلحاد ونشرها وتعضيد أركانها ومبادئها الباطلة لا محالة؛ فإقرارهم بأن الكون أو مادته الأولى أزلية، وأن التغيرات المشهودة تمت بالمصادفة، أو بمقتضى طبيعة المادة وقوانينها، وهذا بالطبع يلغي ماهية الإيمان الذي يقوم على رجاحة العقل وتوازن الأمور وصحيح المعنى ودلالة الشاهد، كما أنه طمس للوجدان وما يتمخض عنه من مشاعر سامية يصبح بها بني البشر في راحة وارتياح نفسي واستقرار ذاتي.
ويشير المؤلف إلى أنه بالبحث في تلكما القضية الخطيرة وعن أسبابها، وجدناها متعددة ومعقدة؛ ففي القلب منها الأسرة التي أهملت بالكلية دورها في التربية الإيمانية؛ فلم تسع لتعضيد النسق القيمي والخلقي لدى الأبناء، ولم تكترث حيال المواظبة على المشاعر الدينية المفروضة منها والمستحبة، ولم تتطرق لحوار يتناول صحيح الدين والمعتقد، وللأسف شجع مناخها المظلم على الإقدام إلى المغريات والشهوات المرتبطة بنزوات لا تقرها العقائد السماوية منذ أن مهدت الأرض للحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة