حفريات "خشخاش" تكشف خلو "جرين لاند" من الجليد قبل مليون عام

الأربعاء، 14 أغسطس 2024 07:00 ص
حفريات "خشخاش" تكشف خلو "جرين لاند" من الجليد قبل مليون عام جرين لاند
كتب مؤنس حواس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أظهر بحث جديد أن جرينلاند كانت خالية من الجليد تقريبًا في مرحلة ما خلال المليون سنة الماضية، مما يتحدى الاعتقادات السابقة حول تغطيتها الجليدية القديمة، حيث تم اكتشاف أزهار متحجرة ومواد نباتية أخرى في عينة أساسية مأخوذة من وسط الجزيرة، مما يوفر أول دليل مباشر على أن الغطاء الجليدي في جرينلاند قد ذاب بشكل كبير، مما أفسح المجال لنظام بيئي للتندرا.

أشرف على الدراسة، التي نُشرت في مجلة PNAS، بول بيرمان، الجيولوجي بجامعة فيرمونت، وأعاد فريق البحث فحص لب جليدي تم استخراجه في عام 1993، وكشف عن حفريات تضمنت الصفصاف والفطريات وبقايا الحشرات، ومن بين أكثر الاكتشافات إثارة للإعجاب بذور الخشخاش القطبية، المحفوظة بشكل لا تشوبه شائبة، وتشير هذه الاكتشافات إلى أن المنطقة كانت تدعم ذات يوم بيئة تندرا مزدهرة، وهو ما يتناقض تمامًا مع حالتها الجليدية الحالية.

وجاء أحد الأدلة الحاسمة من عينة من طحلب سنبلة الصخور (Selaginella rupestris)، وهو نبات ينمو فقط في الأماكن الرملية والصخرية بعيدًا عن الجليد، ويشير هذا الاكتشاف، إلى جانب اكتشافات أخرى، إلى أن الغطاء الجليدي في جرينلاند لم يكن دائمًا كما كان يُعتقد ذات يوم، وقد أشارت دراسات سابقة بالفعل إلى أن أجزاء من جرينلاند كانت خالية من الجليد في الماضي، لكن هذا الدليل الجديد يوسع هذا الفهم ليشمل مركز الجزيرة.

إن الآثار المترتبة على هذا الاكتشاف كبيرة جدًا، إذا كانت جرينلاند خالية من الجليد عند مستويات أقل من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مقارنة باليوم، فإن هذا يثير المخاوف بشأن مستقبل الجزيرة، مع مستويات ثاني أكسيد الكربون الحالية، هناك احتمال أن تفقد جرينلاند جليدها مرة أخرى، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في مستويات سطح البحر.

وعلى الرغم من أن عملية فقدان الجليد قد تستغرق عقودًا أو حتى قرونًا، إلا أن الدراسة تسلط الضوء على أن الغطاء الجليدي في جرينلاند قد ذاب من قبل وقد يحدث ذلك مرة أخرى. ويضيف هذا الفهم إلحاحًا إلى المناقشات الجارية حول تغير المناخ وتأثيره المحتمل على مستويات سطح البحر العالمية، ويقدم البحث تذكيرًا صادمًا بتغير مناخ الكوكب والتوازن الدقيق لنظمه البيئية.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة