يقولون أن بلوغ قمة الشئ ما هو إلا السقوط إلي عمق القاع ، فعندما كتب أفلاطون عن المدينة الفاضلة في كتابه جمهورية أفلاطون ، كان يحلم بمدينة لا يوجد فيها غل أو حسد ، مدينة فاضلة بما تعنيه الكلمة ؛ وشرح فيها معاني المواطنة الحقيقية والاندماج والقيم الروحية ولكنه دعا إلى المشاعية الجنسية ! والمشاعية في الأولاد فقالوا أن فكرة المثالية التي كان يرنو إليها أفلاطون في المدينة الفاضلة انحرفت عن مسارها وبلغت قمة الفساد وفشل في رسم اليوتوبيا .
ويبدو أن ما حدث في أولمبياد باريس من سخرية للوحة العشاء الأخير الذي رسمها الفنان ليوناردو دا فنشى عام 1498 ليصور أحداث خميس العهد وهو الخميس الأخير قبل الصلب كما هو في الديانة المسيحية ؛ ما هو إلا بلوغ قمة الحرية التي تؤدى إلي الوقوع في هاوية العبث الذي يؤدى إلى الاستهانة بالرموز والمعتقدات الدينية .
قال توماس جولي ؛ المدير الفني للحفل ؛ أنه كان يحاول أن يعطي صورة لجمهوريته التي تتميز بالاندماج واستيعاب كل فئات المجتمع من متحولين جنسيًا والمصابين بال " بيدوفيليا" وأنه لم يقصد السخرية من أي معتقد مسيحي ! بل أنه يرسل برسالة حب واندماج !
هذا الحفل الهام الذي تابعه أكثر من مليار شخص لافتتاح حدث رياضي هام ، تم تطعيمه برسائل يريد الغرب أن يرسخها في وجدان العالم ، وقبول مجتمع الميم ، لأنهم يروا في ذلك قمة الحرية والمواطنة وقبول الأخر ! ولكنه في الحقيقة هو قمة الفساد والتشويه للمعتقدات الدينية
فالعشاء الأخير هي لوحة رسمها دا فينشى ليرسم لنا أحداث حدثت قبل الصلب ، حيث توسط السيد المسيح التلاميذ وأوصاهم بأن يكونوا رسائل سلام ووداعة وحب والكرازة والتواضع بمعتقدات الديانة المسيحية قائلا في الكتاب المقدس ( لوقا 25-27
”إِنَّ مُلُوكَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَأَصْحَابَ السُّلْطَةِ عِنْدَهُمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ وَأَمَّا أَنْتُمْ، فَلا يَكُنْ ذلِكَ بَيْنَكُمْ، بَلْ لِيَكُنِ الأَعْظَمُ بَيْنَكُمْ كَالأَصْغَرِ، وَالْقَائِدُ كَالْخَادِمِ فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ: الَّذِي يَتَّكِئُ أَمِ الَّذِي يَخْدِمُ؟ أَلَيْسَ الَّذِي يَتَّكِئُ؟
ماريان جرجس
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة