أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، أن 1.4 مليون فتاة فى أفغانستان حرمن عمدا من التعليم بعد ثلاث سنوات من سيطرة "طالبان" على الحكم فى البلاد، والتى تحظر التعليم الثانوى والعالى بشكل صارم على الفتيات والنساء.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ووفقاً لبيانات جديدة أصدرتها اليونسكو، اليوم الخميس، فإن هذا العدد زاد بمقدار 300 ألف فتاة منذ الإحصاء الأخير الذي أجرته اليونسكو عام 2023، مع وصول المزيد من الفتيات إلى الحد الأقصى للسن المسموح به لهن للالتحاق بالمدارس وهو 12 عاما.
وأشارت إلى أنه بإضافة الفتيات اللاتي كن بالفعل خارج المدرسة قبل فرض الحظر، فإن هناك الآن ما يقرب من 2.5 مليون فتاة في البلاد محرومات من حقهن في التعليم، وهو ما يمثل 80 في المائة من الفتيات الأفغانيات في سن الدراسة.
وقالت المديرة العامة لليونسكو "أودري أزولاي"، إن أفغانستان هي اليوم الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع الفتيات فوق سن 12 عاما والنساء من الحصول على التعليم.
وأكدت أن هذا الوضع يثير قلق الجميع، إذ لا يمكن التفاوض على الحق في التعليم أو المساس به، ويجب على المجتمع الدولي أن يظل معبئا بالكامل لضمان إعادة فتح المدارس والجامعات للفتيات والنساء الأفغانيات دون شروط.
وأوضحت "اليونسكو" كذلك أن الوصول إلى التعليم الابتدائي انخفض بشكل حاد، حيث تراجع عدد الفتيات والفتيان الملتحقين بالمدارس بمقدار 1.1 مليون، من 6.8 مليون طالب في 2019 إلى 5.7 مليون في 2022.
وأشارت إلى أن هذا الانخفاض في الالتحاق بالمدارس الابتدائية هو نتيجة لقرار طالبان بمنع المعلمات من تدريس الأولاد، مما أدى إلى تفاقم نقص المعلمين.
ونبهت إلى أن الأرقام مثيرة للقلق أيضا في التعليم العالي، مع انخفاض بنسبة 53 في المائة في عدد الطلاب المسجلين في الجامعات منذ عام 2021، ونتيجة لذلك، ستواجه البلاد بسرعة نقصا في الخريجين المدربين على الوظائف الأكثر مهارة، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم مشاكل التنمية، بحسب اليونسكو.
وأوضحت اليونسكو أنها تحشد جهودها للعمل مع شركائها على تطوير أساليب بديلة للتعلم، حيث أنشأت المنظمة برامج تقوم على إشراك المجتمعات المحلية في 20 من ولايات البلاد.
وأضافت أنه تم تدريب أكثر من 1000 ميسر، بما في ذلك 780 امرأة، لتقديم دورات محو الأمية، حيث استفاد من هذه الدورات بالفعل أكثر من 55 ألف شخص، الغالبية العظمى منهم من الفتيات، في نحو 1900 قرية.
وتستثمر اليونسكو أيضا في التعلم عن بعد عبر الراديو والتلفزيون، وتوفر الدعم المالي والتدريب لوسائل الإعلام الأفغانية الراغبة في تطوير وبث البرامج التعليمية.
ورغم ذلك شددت اليونسكو على أنه لا شيء يمكن أن يحل محل التعليم وجها لوجه في الفصول الدراسية، داعية المجتمع الدولي إلى مواصلة تعبئته من أجل استعادة الحق في التعليم للفتيات والنساء في أفغانستان بشكل كامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة