نستعرض اليوم لوحة "مساء صيفي على الشاطئ الجنوبي في سكاجين" للفنان بيدير سيفيرين كروير (1851-1909)، التي أبدعها عام 1893 وتُعتبر واحدة من أبرز أعماله الفنية، كان كروير من أبرز أعضاء مجموعة رسامي سكاجين، وهي جماعة فنية دنماركية مشهورة، وميزت أعماله دائمًا بتأثيرات الضوء الفريدة في منطقة سكاجين، حيث رسم العديد من المناظر البحرية التي لا تُنسى.
وُلد بيدير سيفيرين كروير في ستافنجر بالنرويج، لكنه قضى طفولته مع عمته في كوبنهاجن بالدنمارك، كان رسامو سكاجين مجموعة من الفنانين الدنماركيين الذين شكلوا مستعمرة فنية في قرية سكاجين الدنماركية الصغيرة، واعتادوا العودة كل صيف للرسم هناك، بدأ كروير الرسم في سكاجين في صيف عام 1882 واستقر هناك بشكل دائم في عام 1889 بعد زواجه من ماري تريبك.
تستند اللوحة إلى نزهة على طول الشاطئ قامت بها آنا أنشر وماري كروير بعد حفل عشاء في منزل كروير خلال صيف عام 1892، حيث نزل الضيوف إلى الشاطئ للاستمتاع بأمسية صيفية هادئة.
في عام 1990، كشف معرض لمجموعة هيرشسبرونغ أن اللوحة كانت مبنية فعليًا على صور فوتوغرافية التقطها كروير للسيدتين، مما يبرز اهتمامه بالتصوير الفوتوغرافي إلى جانب الرسم.
بعد رسم أربعة دراسات تحضيرية، أكمل كروير العمل الكامل في سبتمبر 1893. في رسالة إلى الكاتب سوفوس شاندورف وزوجته، اللذين حضرا حفل العشاء، أوضح كروير: "بعد أن رسمت دراسات مختلفة للموضوع لمدة شهر تقريبًا، بدأت في الرسم على القماش صباحًا، وفي مساء اليوم الرابع كانت اللوحة جاهزة."
كانت اللوحة ملكًا لمغنية الأوبرا ليلي ليمان، وفي عام 1978 بيعت لقطب الصحافة الألماني أكسل سبرينجر مقابل 520 ألف كرونة دانمركية.
في نوفمبر 2012، بيعت إحدى اللوحات التحضيرية لهذا العمل، والتي تبلغ أبعادها 45 × 47 سم، في مزاد دار سوذبيز مقابل 493,250 جنيهًا إسترلينيًا، أي أكثر من ضعف التقدير المسبق. كانت هذه اللوحة مملوكة سابقًا للملكة مارغريتا ملكة إيطاليا، ثم أعيد اكتشافها عندما عرضتها حفيدتها الأميرة ماريا بياتريس من سافوي للبيع في دار كريستيز في أبريل 2012.
مساء صيفي على الشاطئ
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة