لليوم الثانى على التوالى تتواصل محادثات السلام فى السودان بالعاصمة السويسرية جنيف، من أجل انتهاء الحرب، والتى انطلقت أمس بحضور شركاء الوساطة الدوليين، الولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والإمارات و الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، فيما غاب الجيش السوداني عن المحادثات.
وعقب انتهاء اليوم الأول من المباحثات، قال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، إن اليوم الأول من مفاوضات جنيف والخاصة بمحاولة إنهاء الحرب الدائرة بالسودان منذ قرابة 16 شهراً، أسفر عن "أفكار ملموسة" لتنفيذ "إعلان جدة" والذي شدد مجلس السيادة والحكومة على ضرورة تنفيذ مخرجاته، رغم غياب وفد عن الجيش في المفاوضات.
وقال بيرييلو على منصة إكس، إن "اليوم الأول من المحادثات والذي شمل اجتماعات ضمت مجموعات صغيرة من الخبراء الفنيين، تمخض عنه أفكار ملموسة للامتثال وتنفيذ التزامات الأطراف في إعلان جدة"، مشيراً إلى أن المفاوضات ستستمر، الخميس.
وأصدر المشاركين فى المباحثات بيان مشترك في ختام اجتماعات اليوم الأول من المحادثات: أكد على العمل بشكل جاد ومكثف في سويسرا في اليوم الأول، ضمن الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى دعم السودان، ووصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية، والامتثال وفقاً لنتائج محادثات جدة السابقة، والمساعي الأخرى، والقانون الإنساني الدولي".
وجاءت هذه المفاوضات بناء على دعوة أمريكية في يوليو الماضي، وفى السياق ذاته أشاد رئيس المجلس السيادى السودانى عبد الفتاح البرهان، بالسفير النرويجى لدى الخرطوم انجرية ستيانس ودوره فى تنمية وتطوير العلاقات بين بلاده والسودان.
جاء ذلك خلال لقاء البرهان اليوم، السفير النرويجى لدى السودان أندريه ستيانسن، وذلك بمناسبة انتهاء فترة عمله بالبلاد.
ومن جانبه؛ أشار وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير حسين الأمين إلى إسهامات السفير النرويجى المقدرة ضمن مجموعة الترويكا فى دعم السودان.وأشاد بمواقف النرويج وتواصلها مع كافة الأطراف السودانية.
وذكر السفير حسين أن السفير النرويجى أبدى رغبة بلاده فى القيام بدور فى تقريب وجهات النظر بين الحكومتين السودانية والأمريكية فيما يلى اجتماعات جنيف.
فيما أكد رئيس المجلس السيادى حرص السودان على الحوار مع الجانب الأمريكى إلا أن هناك خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها تتعلق بإنفاذ مخرجات منبر جدة واختيار المراقبين لأى محادثات.
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لرئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان الحاجة الملحة لإنهاء الحرب في السودان، حسبما ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.
وذكر البيان أن بلينكن أعاد تأكيد ضرورة المشاركة في محادثات السلام الجارية في سويسرا لتحقيق التنفيذ الكامل لإعلان جدة بشأن حماية المدنيين في السودان.
ميدانيا تتواصل المعارك المستمرة منذ منتصف أبريل 2023، وأدت الحرب إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم والتي يعاني فيها نصف سكان السودان البالغ عددهم 50 مليون نسمة من نقص الغذاء وتفشي المجاعة.
وكشفت صحيفة تريبون سودان، مقتل 6 أشخاص على الأقل وأصيب العشرات، خلال قصف نفذته قوات الدعم السريع على مدرسة وسوقًا مكتظًا بالمواطنين في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.
وتفرض قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى للحرب حصارًا مشددًا على الأبيض، كما أنها تسيطر بشكل كامل على محليات الرهد وأم روابة وبارا وسودري وحمرة الشيخ.
وقادت هذه القوات معارك عنيفة مع الجيش في محيط المدينة في محاولة للسيطرة على الولاية ذات الموقع الاستراتيجي الرابط بين إقليمي دارفور وولاية النيل الأبيض في أواسط السودان، ولكن دون جدوى في ظل استماتة الجيش في الدفاع عن المدينة.
وقالت نشرة أصدرتها إدارة مستشفى الضمان بالأبيض، حصلت عليها إن “نحو 6 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب نحو 45 آخرين”.
وأفاد شهود عيان أن قوات الدعم السريع نفذت قصفًا مدفعيًا هو الأعنف منذ أشهر، استهدف مواقع مكتظة بالمدنيين في مدينة الأبيض.
وشمل القصف سوق المدينة الرئيسي، بالإضافة إلى مدرسة للطالبات، مما أدى إلى إصابة أكثر من 30 طالبة.
وفي المقابل، رد الجيش بشكل أكثر عنفًا وقصف مواقع تتمركز فيها قوات الدعم السريع في الجزء الغربي من مدينة الأبيض.
وتوقفت المواجهات بين طرفي النزاع في مدينة الأبيض منذ أن فتح الجيش السوداني، في مايو الماضي، جبهات جديدة ضد مواقع كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الجزء الشمالي والغربي من المدينة.
وأدى الحصار المضروب على المنطقة إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، بالإضافة إلى الأوضاع الصحية، بسبب القيود التي تفرضها قوات الدعم السريع على حركة القوافل التجارية.
وحذّرت غرفة طوارئ بحري من مجاعة وشيكة بعد توقُّف 68 مطبخاً من جملة 81 مطبخاً، بحسب صحيفة السودانى.
وقالت الغرفة في بيان: نحن على أعتاب منعرج خطير ومجاعة قد تضرب مدينة بحري وأحياءها في الفترة القادمة، بعد استقرار لعمل المطابخ بمدينة بحري في الأسبوع الأخير لشهر يوليو وبدأ العمل بالتراجع بعد مرور 4 أيام من بداية شهر أغسطس، واليوم تتوقّف أغلب المطابخ وخرج 68 مطبخاً عن العمل من أصل 81 بسبب العجز المالي وتوقُّف التبرعات والمِنَح، لذلك نهيب بالجميع التكاتف والتعاضد من أجل مواطن مدينة بحري ودرء حدوث كارثة المجاعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة