احتشد طلاب ومحتجون في بنجلاديش، الخميس، بالعاصمة دكا، وسط تعزيزات أمنية مكثفة، لمنع "أعمال إرهاب وتخريب"، على هامش مسيرة لتخليد ذكرى بطل الاستقلال الشيخ مجيب الرحمن، كان يُخطط لها أنصار حزب "رابطة عوامي"، الذي تزعمته رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، والتي أطاحت بحكومتها انتفاضة طلابية وأجبرتها على الفرار إلى الهند، وفق إعلام محلي.
وأفادت صحيفة "دكا تريبيون" بأن مجموعات صغيرة من الطلاب والمحتجين جاءوا من مناطق متفرقة بالعاصمة، تمركزوا في منطقة "شاهباج"، والشوارع المحيطة، ابتداءً من الساعة 6 صباحاً (12:00 مساء بتوقيت جرينتش).
وأمس، دعا حسنات عبد الله، وهو أحد منسقي "حركة الطلاب المناهضة للتمييز"، الطلاب والجمهور إلى التوحد لمنع زعماء ونشطاء "رابطة عوامي" من ممارسة "أعمال إرهاب وتخريب" في 15 أغسطس.
وبحسب موقع الشرق الإخبارى، أعلن منسقو الحركة عن خطط للتجمع في منطقة "شاهباج"، لعرض مطالب تتضمن 4 نقاط.
وأشارت الصحيفة إلى أن المئات من نشطاء جماعة "شبير" الجناح الطلابي لحزب "الجماعة الإسلامية"، كانوا ينتشرون في منطقة شاهباج، بينما كانت مجموعة أخرى تنظم مسيرات متقطعة أمام المتحف التذكاري لزعيم الاستقلال الشيخ مجيب الرحمن المعروف شعبياً باسم "بانجا باندو"، فيما كان بعضهم يوجه حركة المرور على الطرق ويفحصون المركبات الحكومية والخاصة.
وكانت رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة الشيخة حسينة، التي تعيش الآن في الهند بعد سقوط حكومتها في أعقاب انتفاضة جماهيرية، طالبت بالتحقيق في عمليات القتل والتخريب والحرق المتعمد، وتحديد المسئولين عن قتل الطلاب وغيرهم خلال أسابيع من الاحتجاجات العنيفة في بنجلاديش وتقديمهم للعدالة.
وفرت الشيخة حسينة (76 عاما) الأسبوع الماضي في مروحية هبطت في قاعدة عسكرية قرب نيودلهي، حيث ما زالت موجودة، قبل أن يقتحم متظاهرون مقر إقامتها الرسمي في دكا.
ونشر سجيب واجد جوي، نجل الشيخة حسينة، أول تصريح علني لرئيسة وزراء بنجلاديش السابقة على صفحته الموثقة على موقع فيس بوك، بحسب صحيفة (دكا تريبيون) البنغالية.
وقالت الشيخة حسينة إن العديد من الأرواح الشابة فقدت بسبب التخريب والإرهاب والحرق العمد والعنف منذ الشهر الماضى.
وقدمت رئيسة الوزراء السابقة تعازيها لأولئك الذين فقدوا أقاربهم، وطالبت باتخاذ إجراءات عقابية ضد المتورطين في عمليات القتل والتخريب بعد إجراء تحقيق مناسب مع الجناة.
وكانت محكمة في بنجلاديش قد فتحت في وقت سابق اليوم تحقيقا في جريمة قتل ضد الشيخة حسينة و6 شخصيات بارزة في إدارتها، على خلفية قتل الشرطة رجلا خلال الاضطرابات الشهر الماضي.
كما أعلنت الحكومة المؤقتة في بنجلاديش، عن أن وزارتي القانون والداخلية ستتخذان قرارًا بشأن طلب تسليم رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، من الهند.
وقالت الحكومة في بيانٍ اليوم: "أبلغنا الهند بأننا في غاية الانزعاج من تعليقات حسينة الصادرة من هناك"، مضيفة: "سنتخذ قرارًا بشأن طلب تسليم الشيخة حسينة واجد من الهند". وذكرت الحكومة المؤقتة، أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل إجراء الانتخابات بحلول سبتمبر المقبل.
وقد شهدت بنجلاديش خلال الأيام الماضية مظاهرات حاشدة وأعمال عنف قادها الطلاب الشهر الماضي تطالب باستقالة الشيخة حسينة التي فازت بولاية رابعة على التوالي في يناير الماضي، في انتخابات قاطعتها المعارضة ووصفتها وزارة الخارجية الأميركية بأنها "لم تكن حرة أو نزيهة".. علما بأن بنجلاديش شهدت الشهر الماضي احتجاجات طلابية عنيفة ضد نظام جديد للحصص في الوظائف الحكومية، ما تسبب في مقتل عشرات الأشخاص.
ويشمل النظام الجديد تخصيص 56% من الوظائف الحكومية لفئات محددة منها أفراد عائلات المقاتلين (الذين شاركوا في حرب الاستقلال عن باكستان عام 1971) والسيدات ، والسكان الأصليون، وذوو الإعاقة.
وكان نفى البيت الأبيض تورط الإدارة الأمريكية فى أزمة بنجلاديش، ونفت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، بشدة بما فيها مظاهرات الاحتجاج التى أدت إلى مصرع مئات الأشخاص هناك.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض- في تصريح صحفي، "إننا لم نتورط على الإطلاق في أي شيء من هذا القبيل".
وأضافت: "أن أي تقارير أو شائعات ترددت عما قيل بتورط الإدارة الأمريكية في تلك الأحداث هي تقارير وشائعات كاذبة، وغير حقيقية".
وتابعت: "إننا نعتقد أنه يتعين أن يحدد شعب بنجلاديش مستقبل حكومة بلاده؛ لأن هذا هو خيار شعب بنجلاديش، ونؤكد مرة أخرى أن هذا هو موقفنا فيما يتعلق بهذا الشأن".