شنّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الساعي للعودة إلى البيت الأبيض من خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، هجوما على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس قبل طرح خطتها الاقتصادية هذا الأسبوع ووصفها بأنها "زائفة" محذرا من أنها ستؤدى إلى تدهور الاقتصاد.
ووفقا لشبكة سي إن إن، قال ترامب خلال تجمع انتخابي في أشفيل بولاية نورث كارولينا: "كامالا هاريس لن تنهى الأزمة الاقتصادية. ستجعلها أسوأ. ولماذا لم تفعل ذلك؟ إنها تتحدث عن الأمر. إنها تعمل على وضع خطة. كما تعلمون، ستعلن عنها هذا الأسبوع. ربما تنتظر أن أعلن أنا عنها حتى تتمكن من نسخها".
وأضاف ترامب أن اقتراح هاريس الاقتصادي سيكون "نسخة من خطته"، مشيرا إلى أنها تدعم إلغاء الضرائب على إكراميات العاملين فى مجال الخدمات، وهو اقتراح سياسي أعلن عنه في يونيو الماضي وتابع: "عندما تكشف كامالا عن خطتها الاقتصادية الزائفة هذا الأسبوع، من المحتمل أن تكون نسخة من خطتى، لأن هذا هو ما تفعله أساسا".
واتهم ترامب هاريس بعدم معالجة مشكلة التضخم وخفض الأسعار خلال فترة ولايتها كنائبة للرئيس، قائلا: "كامالا أعلنت أن معالجة التضخم ستكون أولوية في اليوم الأول. فكروا في الأمر، بالنسبة لها، كان اليوم الأول قبل 3 سنوات ونصف. لماذا لم تفعل ذلك؟". وأشار إلى أن إدارته ستعمل على خفض أسعار الطاقة والكهرباء بنسبة لا تقل عن النصف، مضيفا أنه في حال انتخابه فإنه يتوقع أن يستغرق الأمر ما يصل إلى 18 شهراً بحد أقصى.
وخلال حديثه عن سياسته الاقتصادية، ركز الرئيس السابق معظم تصريحاته على ارتفاع تكاليف السلع وتأثيرات التضخم، وهي مسألة قال العديد من الامريكيين إنها مهمة لهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، كما هاجم هاريس واتهمها بـ"قلة الذكاء"، قائلاً إن هذا هو السبب وراء عدم إجرائها أي مقابلات مؤخراً، أو عقدها مؤتمرات صحفية.
وانتقد ترامب الطاقة النظيفة، مثل طاقة الرياح، وتعهد بإعادة امريكا إلى الوقود الأحفوري وزيادة عمليات الحفر، وهي دعوة شائعة في خطاباته. وسبق أن أشار ترامب وحلفاؤه على نحو خاطئ إلى أن زيادة الحفر ستؤدى إلى خفض تكلفة الغاز والسلع الأخرى.
وقالت نيويورك تايمز، إن ترامب انحرف عن هدفه المتمثل في التحدث عن خطته الاقتصادية خلال حديثة بولاية نورث كارولينا التي تعد ضمن الولايات الأهم في السباق الانتخابي رغم دعوات مستشاريه للتركيز على القضايا السياسة والتوقف عن الارتجال وشن الهجمات الشخصية.
وقال ترامب موجها هجمات شخصية ضد منافسته هاريس: "إن ضحكتها تهدد حياتها المهنية.. إنها ضحكة شخص يعاني من بعض المشاكل الكبيرة"، وقال إنه سيحارب التضخم من خلال إنهاء عملية الاحتيال الخضراء الجديدة لهاريس، في إشارة إلى اقتراح يسمى بـ"الصفقة الخضراء الجديدة" يتعلق بتغير المناخ.
ورغم أن ترامب قضى وقتًا طويلاً في مناقشة القضايا الاقتصادية، إلا أنه أعاد إلى حد كبير الهجمات على هاريس التي شنها لسنوات ضد بايدن بسبب عدم قدرته على كبح التضخم وارتفاع الأسعار. وقال: "إنها كانت في وضع يمكنها من معالجة كلتا القضيتين لكنها لم تحرز تقدما كبيرا.. فقط تذكروا أنها تذهب إلى العمل كل صباح في الجناح الغربى.. مكتبها على بعد 10 خطوات من المكتب البيضاوي".
ووفقا لنيويورك تايمز، تشير تصريحات ترامب إلى أن حملته الانتخابية في وضع حرج، حيث لا تزال تبحث عن طريقة للتكييف مع خصم جديد. في التجمعات والمقابلات في الأسابيع القليلة الماضية، انحرف ترامب كثيرًا بين هجماته المعتادة على بايدن ومحاولاته للعثور على انتقادات متسقة وفعالة لهاريس.
في وقت سابق من يوم الأربعاء، انتقدت حملته هاريس في بيان لما أسمته "اقتصاديات كامالا"، وهو صدى لتسمية "اقتصاديات بايدن" التي استخدمتها بشكل ساخر ضد الرئيس، وواصل ترامب مهاجمة هاريس ونائبها، حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، باعتبارهما ليبراليين بشكل مفرط. ووصف نائب الرئيس مرارًا وتكرارًا بأنه "ليبرالي من سان فرانسيسكو"، وقال ترامب عن مرشحي الحزب الديمقراطي: "إنهم في الواقع يتجاوزون الاشتراكيين".
واتهم الديمقراطيون بسرقة الانتخابات الأمريكية، وانتقدهم لكونهم "تهديدًا للديمقراطية" عندما حلوا محل بايدن كمرشح. وادعى أن هاريس كانت "تحاول رمي جو في البحر".