سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 أغسطس 1956.. مظاهرات حاشدة وإضرابات عامة فى العراق وسوريا ولبنان والأردن تأييدا لقرار تأميم قناة السويس ورفض مؤتمر لندن

الجمعة، 16 أغسطس 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 أغسطس 1956.. مظاهرات حاشدة وإضرابات عامة فى العراق وسوريا ولبنان والأردن تأييدا لقرار تأميم قناة السويس ورفض مؤتمر لندن جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كانت الساعة الثانية عشرة ظهر 16 أغسطس، مثل هذا اليوم، عام 1956 حين بدأ افتتاح مؤتمر لندن الذى دعا إليه رئيس الوزراء البريطانى انتونى إيدن، للحشد الدولى ضد قرار جمال عبدالناصر بتأميم شركة قناة السويس يوم 26 يوليو 1956، وفى نفس التوقيت كان الشعب الأردنى يقف خمس دقائق حدادا واحتجاجا على المؤتمر الذى يشارك فيه 24 دولة، وكانت عواصم عربية أخرى تشهد احتجاجات ضد المؤتمر وتأييدا لمصر.

استهدف المؤتمر تفريغ قرار التأميم من مضمونه الوطنى، بإعادة شركة القناة إلى ما كانت عليه بسيطرة بريطانيا وفرنسا عليها، غير أن عواصم عربية انتفضت ضد المؤتمر، وفقا لما يذكره الدكتور عبدالله فوزى الجناينى فى كتابه «ثورة يوليو والمشرق العربى.. 1952 - 1956»

يرصد «الجناينى» حالة التفاعل الشعبى مع قرار التأميم فى سوريا والعراق ولبنان واليمن والأردن، وفى رصده لما جرى يوم 16 أغسطس، أثناء انعقاد مؤتمر لندن، يذكر أن الأردن شهد إضرابا عاما شمل كل أنحائه استجابة للأحزاب الأردنية، وأغلقت الحوانيت والمصانع والبنوك والمصالح الحكومية، ولم يذهب موظفو الحكومة إلى مقرات أعمالهم، وانقطعت المواصلات البرية بين العاصمة والمدن الكبرى الأخرى، وخرجت مظاهرات حاشدة فى مختلف المدن الأردنية، وفى العاصمة عمان احتشد ما يقرب من 60 ألف أردنى من سكان المدينة والعشائر المجاورة فى مظاهرة كبرى طافت الشوارع الرئيسية، حاملين لافتات تأييد لمصر هاتفين بحياة عبدالناصر، ولم يختلف الحال كثيرا فى بقية المدن الأردنية الأخرى، وطالب الجميع من الحكومة بإعلان التعبئة العامة والاشتراك فى الدفاع عن القناة.

كان الغليان فى سوريا ضد الموقف البريطانى الفرنسى على أشده، ويذكر «الجناينى» أن حركة التأييد الشعبى لمصر بلغت أوج قوتها فى يوم 16 أغسطس، إذ لبى الجميع فى مدن دمشق وحلب وحمص وغيرها من المدن السورية دعوة «اللجنة السورية لنصرة مصر» بالإضراب العام والشامل تضامنا مع الشعب المصرى واستنكارا لعقد مؤتمر لندن، فأغلقت جميع المحال والمتاجر، وتوقفت المصانع وجميع الشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية عن العمل، وعطلت حركة الملاحة فى المطارات والموانئ البحرية لإضراب العمال فيها، وفى الساعة الثانية عشرة ظهرا «لحظة افتتاح المؤتمر» وقف آلاف السوريين خمس دقائق حدادا على ما أطلقوا عليه «اغتيال الحرية».

أما فى لبنان وبينما كان موقف رئيسها كميل شمعون مؤيدا لمواقف الغرب، كان رئيس الوزراء عبدالله اليافى على النقيض ومعه أعضاء وزارته حيث أعلنوا تأييدهم للموقف المصرى، وتقدم «اليافى» صفوف الشعب، وشارك فى المظاهرات والاحتجاجات التى قام بها الشعب اللبنانى يوم 16 أغسطس، وعم الإضراب جميع مظاهر الحياة، فأغلقت المتاجر والمكاتب والمؤسسات والمصالح الحكومية، وأضرب العمال فى كل مكان عن العمل، فتوقفت حركة الملاحة فى المطارات والموانئ، وطافت منذ الصباح الباكر سيارات مزودة بمكبرات الصوت تدعو الناس للتجمع بالساحة المجاورة لمجلس النواب اللبنانى.

يؤكد «الجناينى» أن عشرات الآلاف لبوا للنداء وعندما امتلأت الساحة بالمتظاهرين خطب «اليافى» فيهم مؤكدا وقوف حكومته إلى جانب مصر فى معركتها ضد الغرب حتى النهاية، وعلق على مؤتمر لندن بقوله أن «بلاده لن توافق على أى حل لقضية القناة لن ترضى عنه مصر، كما خطب حسين العوينى رئيس المؤتمر الوطني، وعادل عسيران رئيس مجلس النواب إلى جانب أقطاب من الأحزاب اللبنانية، ولم يختلف الحال فى بقية المدن اللبنانية، إذ شهدت مدنية صيدا تحركات شعبية مماثلة، وكذلك فى مدينة طرابلس، وتوقفت الحياة تماما فى مدينة صور استجابة لدعوة الهيئات النقابية والعمالية.

لم يتخلف الشعب العراقى وقواه الوطنية عن الحالة القومية التى عمت المنطقة العربية تأييدا لمصر، ويذكر «الجناينى» أنه بالرغم من الموقف المناوئ لمصر من نورى السعيد، رئيس الوزراء، إلا أن الموقف الشعبى كان على النقيض منه، حيث أصدرت النقابات والهيئات الشعبية نداء إلى الشعب العراقى أن ينضم إلى باقى الشعوب العربية لنصرة مصر، وذلك بإعلان الإضراب العام يوم 16 أغسطس، إلا ان وزارة الداخلية أنذرت الصحف بعدم نشر أى نداء من هذا القبيل، وبالرغم من ذلك فإن الشباب العراقى صمم على تنفيذ الإضراب وإنجاحه، وهو ما حدث بالفعل حيث غلق أغلق أغلق أكثر من 95% من المحال التجارية أبوابها فيما عدا المقاهى العامة والمطاعم، وفى مساء اليوم ذاته نظمت مظاهرة سلمية طافت شوارع بغداد تهتف بمصر وجمال عبدالناصر وتصدى لها البوليس بالأعيرة النارية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة