يحرص الآباء دائماً على شراء هواتف محمول لأطفالهم، سواء بغرض التعلم أو لإلهاء الطفل طوال الوقت الذى ينشغل فيه الآباء في أعمالهم، ولكن تصفح الأطفال لشبكة الإنترنت بدون رقابة ينتج عنه العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية، لتجنب ذلك نستعرض في هذا التقرير روشتة على لسان خبراء لاستخدام الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعى.
أستاذ علم اجتماع: يجب تفعيل برامج الحماية والأمان اللازم وتفعيل المراقبة الذاتية للطفل
وقالت الدكتورة أسماء محمد نبيل إحسان، أستاذ مساعد علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس، لـ"اليوم السابع": "الآثار السلبية التي تعود على الأطفال من الاستخدام السيئ لشبكة الإنترنت عديدة منها متابعة مقاطع فيديوهات أو صور غير أخلاقية أو عنيفة أو التواصل مع شخصيات مزيفة، أو التعرض لإختراق معلوماتهم الشخصية، بالإضافة إلى الاستخدام الفوضوى للإنترنت مثل نشر صور أباحية وتنمية أسلوب سلبى في المجتمع، وإدمان الإنترنت".
وأضافت: "يجب على الأسرة أن تضع فكرة الاستخدام الآمن من خلال وضع خطة للتصفح الآمن من خلال تفعيل برامج الحماية والأمان اللازم وتفعيل المراقبة الذاتية للطفل من قبل الوالدين وتعليمه معنى المسئولية من توخى الحذر من الصفحات ويجب على الوالدين أن يسألوا الطفل عن المعلومات التي تعلمها من خلال تصفحه للإنترنت، ويعدون له قائمة بالصفحات المفيدة التي يمكن أن يستعين بها لمتابعة".
طفلة تتصفح الإنترنت
استشارى الصحة النفسية: الإفراط في استخدام السوشيال ميديا يصيب الطفل بأعراض اكتئابية
قال الدكتور ريمون ميشيل ثابت، استشارى الصحة النفسية لـ"اليوم السابع": "الجمعية الأمريكية لطب الأطفال حددت عدد ساعات الجلوس على الإنترنت وهى ساعتين لكل طفل في اليوم مقسمة عبر اليوم بمعنى نصف ساعة كل 4 ساعات مثلاً، لأنه لو زادت عن ساعتين تصيب الطفل بمشاكل عديدة منها مشاكل إجتماعية مثل الانعزال خاصة للطفل والمراهق حتى عمر 18 سنة وهذا نوع من أنواع الاضطرابات الخاصة بالطفولة والمراهقة، ويمكن أن تؤثر على شهية الطفل بشكل سلبى، كما يعقد الطفل أو المراهق مقارنات سلبية بينه وبين الآخرين، وبالتالي يشعر بقلة الثقة بالنفس، وقلة مهارات ودائماً يشعر بأنه أقل من الآخرين لأن جميع رواد مواقع التواصل الاجتماعى يحاولون دائماً إظهار أنفسهم في أحسن صورة".
وأشار استشاري الصحة النفسية إلى عدة مشاكل تصيب الطفل بسبب الإفراط في تصفح مواقع التواصل الاجتماعى، حيث قال: "إفراط الطفل أو المراهق في ساعات تصفح مواقع التواصل الاجتماعى، والألعاب الإلكترونية تصيبه بأعراض اكتئابية والتي من أعراضها الانعزال وعدم الرغبة في الطعام والتحدث مع أفراد العائلة وهى عرض من أعراض استخدام الإنترنت بطريقة غير آمنة وهنا يحتاج الطفل لمتخصص نفسى للتقيمه".
ووجه عدة نصائح للوالدين لتجنب المشاكل الناتجة عن الإفراط أو الاستخدام الإنترنت بطريقة غير آمنة، حيث قال: "تحديد عدد ساعات التواجد على شبكات التواصل الإجتماعى لمدة ساعتين مقسمة على مدار اليوم وممارسة نشاط بدنى مثل السباحة والكرة وللطفل أو المراهق العنيف تجنب ممارسة الرياضات العنيفة حتى لا تزيد من عنفه، مع تجنب مشاهدة الطفل لمشاهد العنف لأنه يحب أن يقلدها مع مرور الوقت، كما لا يفضل معاقبة الطفل بتهديده بسحب الهاتف منه لأن بذلك سوف يزيد من حدة عنفه، مع تشجيعه على تكوين علاقات صداقة والإشتراك في أنشطة اجتماعية مع أفراد من نفس فئته العمرية، وإذا لم تتحسن حالته يجب اللجوء لمتخصص نفسى".
انشغال الأطفال بالإنترنت
خبير تكنولوجيا المعلومات: ممنوع الصور الشخصية للأطفال لهذا السبب
وأضاف الدكتور أسامة مصطفى خبير تكنولوجيا المعلومات، خلال حديثه لـ "اليوم السابع": "الآباء يعلمون جيداً مخاطر الإنترنت، ولذلك يجب عليهم أولاً تحديد عدد ساعات جلوس أطفالهم على مواقع الإنترنت المختلفة، مع استخدام تطبيقات مراقبة الإنترنت المنتشرة على هواتف المحمول والتي يستطيع الآباء من خلالها مراقبة هواتف أطفالهم والسماح ومنع ما يستخدمه الطفل من تطبيقات وبرامج وأيضاً تحديد عدد ساعات التصفح ومتى يغلق الهاتف من نفسه".
وتابع: "الشركات الكبيرة أبتكرت خاصية تسجيل الهاتف المحمول بتاريخ الميلاد وبالتالي عندما يتضح أن صاحب الهاتف طفل فأن الهاتف يظهر المحتويات المناسبة له، ومن ناحية أخرى يجب على الوالدين توجيه الطفل لاستخدام الإنترنت بطريقة آمنة وممارسة ألعاب إلكترونية يستطيع من خلالها تعلم أشياء مفيدة، كما يجب على الآباء إضافة برامج مضادة للفيروسات على هاتف محمول الخاص بأطفالهم لحمايتهم من الاختراق المعلوماتى، كما يجب عليهما مراقبة المحتويات التي يشاهدها الطفل، بالإضافة إلى تغيير كلمة المرور التي يجب أن تكون من حروف وأرقام ورموز كل 4 شهور لحماية صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى ولا يفضل نشر صور للطفل لأنها يمكن أن تستخدم بطريقة سيئة بواسطة برامج الذكاء الاصطناعى للصور، كما على الوالدين أن يربطوا كلمة المرور الخاصة بصفحات الطفل على السوشيال ميديا بالإيميل حتى يعلمون هناك مخترق من عدمه ليوقفوه".
أستاذ أصول تربية الطفل: يجب تعليم الطفل الاستخدام الإيجابى للسوشيال ميديا
قالت راندا مصطفى الديب، استاذ أصول تربية الطفل بكلية التربية جامعة طنطا، لـ"اليوم السابع": لتجنب الاستخدام السيئ للإنترنت يجب على الوالدين التواصل والحوار الدائم مع أطفالهم، حتي نتجنب من الأخطار التي من الممكن أن يقع فيها أولادنا، مع تعليمهم الاستخدام الإيجابى لشبكات التواصل الإجتماعي ومتابعة أولادنا بشكل مستمر لحمايتهم من حالات الإحباط والاكتئاب التي يمكن أن تصيبهم بسبب إفراطهم في استخدام هذه المواقع لفترة طويلة ومتابعة حالاتهم على شبكات التواصل ومشاركتهم الألعاب الإلكترونية لمعرفة أخطارها وسلبياتها".
استخدام الأطفال للإنترنت