فيروس جدري القرود بدأ يؤرق العالم، بعدما بدأ فى الظهور مجددا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وامتد إلى العديد من الدول المجاورة، حيث انتقلت سلالة 1b Mpox لـ 7 دول أفريقية، هي الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى ورواندا، وأوغندا وكينيا أوائل أغسطس 2024، ومنها بدأ يمتد خارج أفريقيا، وخلافا للسلالات السابقة فإن السلالة الحالية تنتشر بسهولة أكثر ويمكن أن تنتقل بين الأطفال في المدارس.
ومن أفريقا، بدأ الفيروس ينتشر حول العالم، وكانت باكستان ثانى بلد يعلن اكتشاف حالات، فقد قالت إدارة الصحة في إقليم خيبر بختون خوا الباكستاني الجمعة إنه تم رصد 3 إصابات بالفيروس المسبب لجدري القردة، وذلك لدى مسافرين.
وكانت باكستان قد سجلت إصابات بـ جدري القردة في السابق، ولم يتضح بعد أي سلالة منه تم اكتشافها لدى المرضى.
وكانت السويد رصدت أول حالة خارج أفريقيا، بالسلالة الجديدة من جدري القردة. وأفادت الوكالة في بيان بأن "شخصا احتاج إلى رعاية" فى ستوكهولم "تمّ تشخيص إصابته بـ جدري القردة تسببت به السلالة 1". وأضافت الوكالة أن هذه هى أول إصابة تتسبب بها السلالة 1 يتم تشخصيها خارج القارة الأفريقية.
وفى الصين، أعلنت السلطات رفع حالة التأهب الصحية لمواجهة عدوى جدري القرود، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الارتفاع الأخير في عدد الإصابات بات يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.
وأوضح مسئولو الجمارك بالصين - حسبما ذكر راديو شبكة "تشانيل نيوز آشيا" الجمعة في نشرته الناطقة بالإنجليزية - أنه سيتم فحص كافة الوافدين من الخارج للتأكد من خلوهم من أعراض مرض جدري القرود، وكذلك سيتم فحص الطائرات والسفن والحاويات والبضائع القادمة من الأماكن المتأثرة بالمرض.
وحث بيان للإدارة العامة للجمارك "أولئك الذين كانوا على تواصل بحالات مصابة بجدري القرود أو تظهر عليهم أعراض المرض، أن يبادروا بإبلاغ مسئولي الجمارك لاتخاذ الإجراءات اللازمة".
فيما حثت وزارة الخارجية اليابانية رعاياها الذين يسافرون أو يقيمون فى سبع دول أفريقية على توخى الحذر والالتزام بالتدابير الاحترازية لتجنب الإصابة بعدوى جدرى القرود.
وذكرت هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه) الجمعة، أن الحكومة في اليابان أصدرت تحذيرا من المستوى الأول ضد مرض جدرى القرود، وهو الأدنى على مقياس اليابان المكون من أربعة مستويات.
وفى السابق أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشى فيروس جدري القردة في الكونغو وأماكن أخرى في أفريقيا كحالة طوارئ عالمية، مع وجود حالات مؤكدة بين الأطفال والبالغين في أكثر من 12 دولة. إلى ذلك أعلنت المنظمة عن سلالة جديدة من الفيروس.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "اجتمعت لجنة الطوارئ وأبلغتني بأنه من وجهة نظرها، يشكّل الوضع طارئة صحية عالمية تثير القلق دوليًا. وقبلت بهذا الرأي".
وأضاف: "إنه أمر يجب أن يعنينا جميعًا. منظمة الصحة العالمية ملتزمة تنسيق الاستجابة الدولية قبل أيام وأسابيع والعمل عن قرب مع كل من الدول المتأثّرة، والتعبئة ميدانيًا لمنع انتقال العدوى ومعالجة المصابين وإنقاذ حياة الناس".
وقال في مستهل اجتماع لجنة الطوارئ: "إن الظهور والانتشار السريع للسلالة 1 بي (للفيروس) في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي يبدو أنها تنتشر خصوصًا عبر الشبكات الجنسية، ورصدها في بلدان مجاورة للكونغو هو أمر مقلق جدًا ومن بين الأسباب الرئيسية وراء قراري عقد اجتماع للجنة الطوارئ هذه".
وكانت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التابعة للاتحاد الأفريقي، أعلنت "حالة طوارئ صحية عامة للأمن القاري"، بسبب تفشي مرض الجدري، بعدما انتشر من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة.
وحذرت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض، قبل أيام، من أن معدل انتشار العدوى الفيروسية مثير للقلق، وقالت إنه تم رصد أكثر من 15 ألف حالة إصابة بالجدري و461 وفاة في القارة منذ بداية العام الحالي، بزيادة 160% عن نفس الفترة من العام الماضي.