قبل أيام من حصاده، يعد محصول السمسم من المحاصيل التى تتم زراعتها ببعض الحقول فى محافظة المنوفية، وذلك لأنه يحقق أرباحا جيدة للفلاح، حيث يبلغ سعر الكيلو ما يقرب من 85 جنيها، ويستخدم فى صناعة الزيوت بالإضافة إلى استخدامه فى المخبوزات.
ويقول عبد الفتاح عبد المحسن، مزارع مقيم بإحدى قرى مركز منوف بمحافظة المنوفية: "إننى أقوم سنويا بزراعة محصول السمسم نظرا لأنه لا يحتاج إلى جهد كبير مثل باقى الزراعات، ولكنه يحتاج إلى أرض شديدة وبها تربة طينية بها صرف جيد لا يتوقفه مياه الرى فى خطوط الزراعات للحفاظ على المحصول".
وأضاف عبد الفتاح أنه يتوقف إنتاج الفدان من بذور السمسم على دقة تطبيق التوصيات الفنية وعلى الصنف المنزرع، وتوفر الوزارة تقاوى منتقاة من الأصناف عالية الإنتاجية ومقاومة لأمراض الذبول وذات جودة عالية، بتوصيات المشرفين الزراعيين بالجمعيات الزراعية، والعمل على تنفيذ تعليماتهم للحفاظ على المحصول.
وأشار إلى أن السمسم عدة أنواع تتم زراعتها بمحافظة المنوفية، وهو جيزة 32 وهو نوع جيد وممكن أن يكون إنتاح الفدان من 4 إلى 5 أطنان، والنوع الثانى توشكا 1 وهو نوع يحقق إنتاج أمثر للفدان حيث يبلغ إنتاحه من 5 إلى 6 إدرب للفدان، والنوع الثالث ويحقق إنتاحيه للفدان من 6 إلى 7 إدرب للفدان، وتلك الأصناف الثلاثة لا تتفتح ثمارها إلا بعد تمام تساقط الأوراق ونقل النباتات إلى المنشر.
وأضاف محمد جمعة، مزارع ومقيم بإحدى قرى مركز منوف بمحافظة المنوفية: "أقوم بزراعة محصول السمسم منذ ما يقرب 4 سنوات على التقريب، والمحصول يحتاج إلى أرض شديد وتربة خصبة بها صرف جيد، لأنه من المفترض ألا توجد مياه داخل الحقل للحفاظ على المحصول والذى يتم الرى بطريقه معينة".
وأكد جمعة أنه تتم زراعة محصول السمسم فى نهاية شهر أبريل وتستمر لمدة أربعة شهور فى الأرض، وبعدها يتم عملية الحصاد، ويحقق الفدان من 5 إردب إلى 7 إردب حسب النوع المنزرع فى الأرض، وطريقة الرش، فى مرحلة تكوين القرون والحبوب، وتكثيف الرش والأحماض الأمينية التى تحتوى على فولفيك وأمينو برولين أو هيدروكسى برولين بمعدل 1.5 كيلوجرام للفدان + الماغنسيوم "1 كجم للفدان"، ثم يتم استخدام سترات البوتاسيوم بمعدل 5 -7 جم للتر رشًا، ويتم تكرار هذه الرشة لمدة رشتين، ويمكن الخلط مع مركب سيتوكينين 4% بمعدل من 20-25 سم لكل 300 لتر ماء، بالإضافة إلى إضافة سلفات بوتاسيوم بمعدل 8- 10 كجم مع سلفات ماغنسيوم بمعدل 5-6 كيلو / فدان مع مياه الرى فى برميل على وش الميه "الرية الأخيرة".
ومن جانبه أكد المهندس ناصر محمد وكيل وزارة الزراعة بمحافظة المنوفية، أننا لدينا ما يقرب من 500 فدان منزرع بمحصول السمسم على مستوى مراكز محافظة المنوفية.
وأضاف وكيل وزارة الزراعة بمحافظة المنوفية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يتم دعم كافة المحاصيل من خلال صرف الأسمدة المدعمه للمزارعين وأصحاب الحيازات، بالإضافة إلى المتابعة الفعالة من المشرفين الزراعيين المتخصصين فى المحاصيل الزراعية.
ومن جانبه، أكد الدكتور عبد السلام شهاب، أستاذ الإنتاج وفسيولوجيا المحاصيل بكلية الزراعة جامعة الأزهر، أن محصول السمسم يعد من المحاصيل الزيتية الهامة والتى تزرع أساسا للحصول على بذوره التى تستخدم فى إنتاج بعض المواد الغذائية، حيث إن بذوره غنية في الزيت والبروتين والكالسيوم والفوسفور، وتتراوح نسبة الزيت في الأصناف المصرية ما بين 55 -60%، والبروتين من 15 – 25%، كما تتميز قشرة البذرة بارتفاع نسبة الألياف الخام والمواد المعدنية والكالسيوم وحمض الأوكساليك. ويزرع السمسم أساسا لصناعة الحلاوة الطحينية والطحينة كما يدخل في صناعة الحلويات وفي المخابز والصناعات الدوائية، بالإضافة إلى استخدام مخلفات التصنيع (الكسب) فى تغذية الحيوانات، ويفضل زراعة السمسم في الأرض الصفراء الخفیفة والثقیلة والطمییة والطینیة جیدة الصرف ولا تصلح زراعته فى الأراضى الملحیة أو القلوية أو سیئة الصرف.
وأشار إلى أنه يجب العناية بتجھیز الأرض وتنعیمھا والتخلص من الحشائش أثناء الخدمة وقبل الزراعة، حیث تنمو الحشائش أسرع من نباتات السمسم في المرحلة الأولى من حیاتھا والتخلص من الحشائش أثناء ھذه الفترة يزيد من قوة بادرات السمسم، علاوة على المحافظة على عدد النباتات بالفدان ولذلك يفضل إعطاء رية كدابة في الأرض الموبوءة بالحشائش والتخلص منھا عند إجراء خدمة الأرض.
وأكد أن الفدان يحتاج من 3- 4 كجم فى حالة الزراعة الیدوية و2: 3 كجم في حالة الزراعة الآلية وقد تخلط البذور بالرمل الناعم المندى بالماء، لضمان وضع العدد المناسب من البذور بالجور وتوفیر كمیة من التقاوي.
وأضاف أستاذ الإنتاج وفسيولوجيا المحاصيل أن عن الحصول على محصول وفیر يراعى الآتي عند الري، عدم ترك المیاه الراكدة بالحقل بعد الانتھاء من الري، ويجب صرفھا حتى لا تتعرض النباتات للإصابة بالذبول، بالإضافة إلى إجراء الري بإحكام على فترات منتظمة خاصة طول موسم النمو، وعدم تصويم النباتات في الفترة الأولى من حیاتھا لأن ھذا يؤثر في قوة النمو الخضري والثمري بعد ذلك، إلى جانب عدم ري السمسم في فترة الظھیرة لارتفاع درجات الحرارة التي تساعد على انتشار مرض الذبول، عدم الري بعد ظھور علامات النضج.
وعن الحصاد أكد شهاب أنه يجب الحصاد بعد تمام تساقط الأوراق (خاصة للصنف جیزة 32) بحوالي أسبوع، حیث إن ثمار ھذا الصنف مقاوم للانفتاح حتى تمام النضج ونقل المحصول إلى المنشر (الجرن)، ويساعد ذلك على نضج جمیع الثمار على النباتات وبالتالي زيادة المحصول.
كما يتم الحصاد بتقطیع النباتات فوق سطح التربة وربطھا في حزم بقطر من 35 - 40 سم ولا يفضل زيادة قطر الحزمة عن ذلك حتى لا تتعفن النباتات داخلھا، ثم تنقل الحزم إلى الجرن أو المنشر فى أكوام كل منھا من 4- 6 حزم على شكل هرمى، وبحيث تكون قمة النباتات لأعلى ثم تترك حوالى 10-15 يوم للجفاف مع تغيير وضع الحزم من الداخل الى الخارج، وبعد تمام الجفاف تقلب الحزم لأسفل وتھز جیدا مع الضرب علیھا بالید أو بالعصي، وذلك على مفرش نظیف، ثم تغربل البذور ثم تعبأ في أجوله نظیفة وتنقل إلى مخزن جید التھوية، ولا يفضل تقلیع النباتات بجدورھا، حیث يعلق بالجذور بعض الرمال أو حبات التربة والتي تخلط مع البذرة عند تنفیض الحزم.
السمسم
حقول المنوفية
محصول السمسم 2
محصول السمسم منور فى غيطان المنوفية