الوطن هو الملاذ الآمن، والمأوى الذي يضم بين جنباته أحلامنا وآمالنا، ويحتضن أجيالاً متتابعة تسعى لبناء مستقبل مشرق، هو الحضن الذي نشأنا فيه، والهوية التي نفتخر بها، لا شك أن حب الوطن يتجاوز المشاعر ليصبح التزامًا ومسئولية نحو تحقيق رفاهية المجتمع وتطويره.
ولكن في ظل التحديات المتزايدة والتغيرات السريعة التي يشهدها العالم، يحتاج الوطن إلى جهود مكثفة لترميم وتطوير الجهاز الإداري، خاصة أنه القلب النابض للدولة، وعندما يكون كفؤًا وفعالاً، فإنه يسهم بشكل مباشر في تحقيق التنمية المستدامة، لذا، فإن إصلاحه وتحسينه ضرورة ملحة لكي نضمن استمرار عجلة التقدم، ونصنع من وطننا نموذجًا يحتذى به في التنمية والازدهار، ومما لاشك فيه أن الجهاز الإداري يعد العمود الفقري لتحقيق الأهداف الاستراتيجية وضمان سير العمليات بشكل سلس ومنظم، ومن جهة أخرى يعتبر خطوة جوهرية نحو الوصول إلى الكفاءة الإدارية لتحقيق الأهداف باستخدام الموارد المتاحة بأفضل طريقة ممكنة، مدعمة بعدة جوانب كتحسين الأداء، تعزيز الجودة، وتقليل الفاقد، وضمان التوافق مع القوانين واللوائح. وإضافة مني ألا يكون هذا التوافق سبب في خساره المنظمة بل رفع مستوى الإنتاجية .
ونظرًا للأهمية العظمي لرفع كفاءة الجهاز الإداري فإنه استهلك باع من تحليل ودراسة علي أرض الواقع وخاصة في الحقبة الأخيرة لمحاولة إصلاح أحقاب سالفة ونظرًا لعدم التخصص وأيضا وجود العديد من الشظايا من العصور السابقة سواء كانت بشرية أو غير ذلك والتعمد إلى غياب الآراء الواضحة والصريحة والدارسة بل الإصرار علي الاستعانة بالأشخاص الخطأ في الأماكن الخطأ ومحاولة تنفيذ القرارات السيادية التي تبني العالم في سنوات عديده ولكن للأسف التنفيذ في غياب المركز المعلوماتي للمختار ودون دراسة وعدم وجود رقيب علي قرارات الترقيات الخاطئة بل الحكم الشخصي علي الأشخاص دون النظر إلى مبدأ الاستحقاق الإنساني أو المهني علي الأقل، المهم أن وجوده مصدر سعادة وتيسير وتسهيل وما أدراك من سبل التيسير وكله تمام .
لذا عزيزي القارئ.. نجد سؤالاً يطرح نفسه وهو أين نحن قوة التفكير الإداري الإيجابي والمسار الذي وصل إليه منحنى معدل التفكير الايجابي لتطوير الذات والمهارات القيادية لتحقيق التوازن بين الكفاءة الفنية والمهارات الإنسانية، مثل القدرة على التحفيز والتواصل الفعّال مع الفريق كله ليس المختار، ويجدر بنا لنصل إلى قوة التفكير الإيجابي،
وتذكر.. أقوال سيدنا علي بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، في هذا الشأن: "قيمة كل امرئ ما يحسن"، وهذا يشير إلى أهمية وضع الشخص المناسب في المكان المناسب لتحقيق أقصى استفادة من قدراته ومهاراته. كذلك يقول: "العلم يرشد إلى الكرامة، والأدب يوصل إلى السلامة”، ما يؤكد على أن العلم والتخطيط الجيدين هما أساس الكفاءة الإدارية، الأمر الذي يزجنا بدفعه قويه إلى الاهتمام بالتدريب المستمر والتطوير المهني لتعزيز المهارات وتحديثها لتتناسب مع التغيرات والتحديات الجديدة. ولا ننسى عميد الإدارة إبراهيم الفقي الذي كان دائمًا ما يحث على التعلم المستمر وضرورة تطوير الذات، حيث قال: "إذا لم تضف شيئًا للحياة كنت زائدًا عليها"، في إشارة إلى أهمية التطوير المستمر..
نعم عزيزي القارئ ليس الموضوع بهين لأن هناك العديد من التحديات التي تواجه المنظومة الإدارية وأهمها مقاومة التغيير، حيث يميل البعض إلى التمسك بالطرق التقليدية في العمل. ويقول المفكر العظيم يوسف إدريس في هذا الشأن: "التغيير ليس سهلاً، لكنه ضروري"، مشيرًا إلى ضرورة تجاوز الخوف من الجديد لتحقيق التقدم. وأنا أطلق علي ذات الشأن "الخوف" المعادل لمفهوم هدم المنظومة الإدارية من قرارات خاطئة وأيادٍ مرتعشة ومدام الأمر ماشي لا بأس بصرف النظر عن كواليس الأداء.
وكعهدكم بي وعهدي معكم لا توجد مشكلة بل يوجد حل، لتجاوز هذه التحديات، ينبغي للمنظومات الإدارية أن تبني سياسات مرنة ومبتكرة لتدعم التحسين المستمر، فضلاً عن إضافة عنصر تشجيع الموظفين على المشاركة في صنع القرار وتحفيزهم على تطوير أنفسهم باستمرار. وفتح آفاق جديدة للتغيير البناء دون محاباة، نعم تذكروا أستاذ الموارد البشرية إبراهيم الفقي كان يؤمن بأن "التحفيز هو القوة الدافعة"، ومن خلال خلق بيئة عمل تحفز الموظفين على الابتكار والإبداع، يمكن تحقيق مستويات عالية من الكفاءة، مع تطبيق الإدارة بالحب لنحقق نتائج معمارية والتجربة دليل البرهان.
في الختام، يمكن القول إن رفع كفاءة الجهاز الإداري ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحة لضمان استمرارية المنظومات الإدارية ونجاحها في عالم يشهد تطورات مستمرة. يتطلب ذلك تطوير القيادات، تحسين التخطيط والتنظيم، وتعزيز ثقافة التدريب والتعلم المستمر. وكما يقول سيدنا علي بن أبي طالب: “العلم ينمو بالعطاء”، كذلك الكفاءة الإدارية تنمو بالمثابرة والتطوير المستمر.
نتذكر أن السلوك الإداري للمدير أو المسئول يؤثر علي عائلات مرؤوسيه بالسلب أو الإيجاب فكن داعما ليس هادما فأنت جندي من جنود الوطن وتذكر أن الوطن لا يقدر بثمن، كن قدوة يقتدي بها الأجيال القادمة