دخل لبنان بكامل أرجائه فى ظلام دامس منذ، أمس السبت، بعد أن أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان انقطاع التيار الكهربائي عن كامل الأراضى اللبنانية؛ بسبب نفاد مخزون الوقود اللازم لتشغيل محطة الزهرانى المسئولة عن إنتاج الكهرباء؛ ما أدخل لبنان في أزمة جديدة؛ بينما أعلن مطار بيروت اعتماده بشكل مؤقت على المولدات الكهربائية إضافة اللجوء إلى مخزون الجيش من الوقود.
وفى إطار محاولة احتواء الأزمة تسعى "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" لزيادة إنتاج الكهرباء من المعامل الكهرومائية، كما ستلجأ مؤسسة كهرباء لبنان بشكل مؤقت للاعتماد على كميات محدودة من مخزون الفيول(الوقود) لدى الجيش اللبنانى.
كما بدأت منشآت النفط في "الزهراني" بتسليم 5 ملايين ليتر من المحروقات إلى معمل كهرباء الزهراني للمساعدة فى لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة للمرافق الحيوية فى لبنان.
فيما دعت مؤسسة مياه جنوب لبنان المواطنين إلى ترشيد استخدام المياه بسبب خفض مدة التغذية بها، بعد توقف آخر مجموعة إنتاجية في معمل الزهراني عن الإنتاج ما أدى إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كلياً على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية.
تُعد أزمة الكهرباء في لبنان، أزمة مزمنة تتجدد من حين لآخر، بسبب نقص الوقود اللازم لتغذية معامل إنتاج الطاقة الكهربائية ويعد معملا "الزهرانى" و"دير عمار" المعملين الأساسين لإنتاج الكهرباء، ويعتمد لبنان على استيراد الوقود الأحفورى اللازم لإنتاج الكهرباء فى ظل غياب طريقة مستدامة لإنتاج الطاقة ومعامل كافية، وآليات لاستراداد كلفة الإنتاج العالية، لذا فقطاع الكهرباء يعانى خسائر كبيرة نتيجة الهدر الفنى وغير الفنى.
وكان لبنان قد أعلن مطلع الشهر الجارى أن مستويات مخزون الديزل الأحمر في المحطات انخفضت إلى مؤشر خطير، خاصةً أن مخزونات "الديزل الأحمر" تراجعت.
وحاولت الحكومة اللبنانية حل أزمة الطاقة المستمرة في البلاد عبر "معالجة بشكل هيكلي"، وأوضحت مؤسسة "كهرباء لبنان" إن الوقود العراقي مع الغاز المصري وكهرباء الأردن يمكن أن يوفروا للبنان إمدادا يتراوح بين 8 و 12 ساعة إضافية، وهذا يعتبر إنجازاً فى ظل الظروف التى يمر بها لبنان.
في الوقت نفسه، تسعى وزارة الطاقة والمياه إلى تأمين كميات إضافية من وقود الديزل، لتشغيل محطات الطاقة الحرارية لإنتاج الكهرباء، وذلك من المخزونات التي يملكها الجيش الوطني في البلاد، والموجودة في منشآت النفط.
وللوقوف على تفاصيل الأزمة وموعد وكيفية حلها، تواصل "اليوم السابع" هاتفياً مع وزير الطاقة والمياه اللبنانى الدكتور وليد فياض.
أكد فياض لـ"اليوم السابع " أن أزمة الكهرباء سيتم حلها خلال أيام، وأوضح مراحل إنهاء أزمة الكهرباء التى تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن لبنان.
وأشار فياض فى حديثه لـ"اليوم السابع"، إلى أن الأزمة سيتم حلها عبر 5 مراحل..
المرحلة الأولى
وفيها تمد "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" الشبكة العامة للكهرباء في لبنان بما يعادل 100 ميجاوات من إجمالى إنتاج المصلحة من محطات الطاقة الكهرومائية التابعة لها .
المرحلة الثانية
وأوضح الدكتور فياض أن المرحلة الثانية من حل أزمة الكهرباء تبدأ غدًا الاثنين، وتستمر حتى 25 أغسطس الجارى؛ حيث يتم إمداد الشبكة العامة للكهرباء بقدرة 300 ميجاوات من خلال توريد 4000 طن ديزل من منشأة المنشآت والتى تضيف 200 ميجاوات من محطة كهرباء الزهراني، إضافة إلى 100 ميجاوات من مصلحة الليطاني.
المرحلة الثالثة
وتبدأ فى 26 أغسطس وحتى 5 سبتمبر يتم فيها التغذية بمقدار 600 ميجاوات للشبكة العامة لكهرباء لبنان وذلك بعد وصول شحنة Chem Helen البالغة 30 ألف طن من زيت الغاز (gasoil) من مصر مما يسمح بزيادة التوليد من محطة دير عمار والزهراني مما يسمح بإجمالي 600 ميجاوات على شبكة كهرباء لبنان.
المرحلة الرابعة
أوضح الدكتور فياض أن المرحلة الرابعة تكون خلال الفترة من 6-30 سبتمبر القادم وتسمح بإضافة 600 ميجاوات أخرى بعد وصول 60 ألف طن من زيت الغاز (Gasoil) من خلال اتفاقية مبادلة الوقود العراقي والتي سيتم بدء تحميلها وشحنها في العراق في 20-24 أغسطس.
المرحلة الخامسة
واستطرد "فياض" قائلاً إن المرحلة الخامسة من حل الأزمة تبدأ اعتبارًا من نوفمبر المقبل، إذا سارت الأمور على ما يرام، حيث تستمر عملية المبادلة في العراق وستتم إضافة 200 ميجاوات أخرى إلى إمدادات مؤسسة كهرباء لبنان مع دخول معملي الذوق و الجية في الخدمة ليصبح المجموع 800 ميجاوات .
وعن الوضع الحالى فى لبنان بعد انقطاع التيار الكهربائى، أوضح الدكتور فياض فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أن ليس عموم لبنان في ظلام؛ فمؤسسة كهرباء لبنان لا تغطى سوى بضع ساعات من الكهرباء يوميا، وهناك اعتمادا كبيرا فى الاستهلاك على مولدات الكهرباء خاصة فى المنشآت الحيوية مثل المطار والمستشفيات إضافة إلى اتجاه اللبنانيين إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية على نطاق الاستخدام الفردى، كما يتجه لبنان لمشروعات الطاقة الشمسية على نطاق واسع؛ لكن تواجهنا صعوبات فى التمويل.
موقف مصر الداعم
ومن جهة ثانية ثمن الدكتور فياض خلال حديثه لـ"اليوم السابع"، مواقف مصر الأخوية والوقوف بجانب لبنان دائماً وجهوزيتها للمساعدة فى توفير الوقود اللازم لإنتاج الكهرباء، وأكد أن مصر شريك مثالى فى أى اتفاق لجديتها والتزامها، مشيرا إلى دورها أيضاً فى ملف نقل الغاز المصرى إلى لبنان عبر سوريا والأردن، والذى لم يتم البت فيه حتى الآن، بسبب تأخر التمويل من قبل البنك الدولى إضافة إلى مشكلة تخطي العقوبات جراء قانون قيصر المفروض على سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة