تنمر وابتزاز وخطابات كراهية وعنف.. خبراء النفسية يحذرون: خلى بالك من عيالك.. راقبهم بذكاء.. وعرضة للاضطراب النفسى والعاطفى والإدمان
«يتصبب عرقا، غاضب ثائر، مزاجى غير قادر على التحكم فى أعصابه، شهيته مضطربة، يلغى تمريناته وحتى صداقاته فى سبيل أن يجلس أمام شاشة الكمبيوتر ساعة إضافية، لا يمكنه تحمل ساعة أخرى بدون إنترنت».. هكذا هو الطفل الذى وقع أثيرا للشبكة العنكبوتية، بالفعل أصبح مدمنا له، ولا يمكنه التخلص من هذا الهوس!
لا يعانى الأطفال والمراهقون الذين يستخدمون ويدمنون الإنترنت من هذه الأعراض النفسية سالفة الذكر فقط، بل إنهم قد يصبحوا فريسة للمحتالين والمبتزين، فتشير الأرقام إلى أن نحو 80 % من الأطفال عبر 25 دولة صرحوا بتعرضهم للشعور بخطر الاعتداء الجنسى أو الاستغلال عبر الإنترنت، وأن الأطفال يقضون وقتا أطول على الإنترنت أكثر من أى وقت مضى، وبنسبة متزايدة، إذ يتصل الطفل بشبكة الإنترنت لأول مرة كل نصف ثانية.
كما حذرت منظمة اليونسيف فى بيناتها الأخيرة من مشكلات ومخاطر الإنترنت على الأطفال بشكل خاص، فالطفل يقع ضحية التنمر، ويصبح معرضا لخطابات الكراهية والمحتوى غير المناسب والعنيف كذلك، والتعرض لخطر الاستقطاب من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية، فالقيادة السياسية تجعل الطفل فى المقام الأول، وبناءه وتربيته وتدعيمه والاستثمار فيه، حسبما يؤكد دوما الرئيس عبدالفتاح السيسى، وذلك لبناء الإنسان بشكل جيد، سواء صحيا أو اجتماعيا أو ثقافيا.
راقب ابنك.. أضرار نفسية تترتب على إهمال الرقابة المتزنة
الإهمال جريمة لا بد من عقاب الآباء والأمهات عليها، هذا ما قاله الدكتور عادل سلطان استشارى النفسية بقصر العينى، فإن إهمال الأبوين للمتابعة والمراقبة اللصيقة لأطفالهم، خلق مجالا أمام المبتزين والمجرمين للوصول إلى الأطفال، ووقوع الكثير منهم فى فخ الصداقات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعى، فالمراهقين والأطفال لا بد لهم من مراقبة فى تلك المرحلة الحساسة من العمر، هذا ما أكده الدكتور عادل، موضحا مخاطر إهمال الآباء متابعة الأطفال بجميع مراحلهم العمرية والتى من بينها افتقاد الطفل شعوره باهتمام أبويه ومتابعته يخلق لديهم شعورا بالفراغ، والبحث عن علاقات سريعة وهمية.
افتقاد الرقابة يجعل الطفل متهورا غير منضبط ولا يمكنه حساب عقاب أفعاله ونتائجها
الاضطرابات النفسية نتيجة الحرمان العاطفى، فالاهتمام والرقابة المتزنة تشعر الطفل بالأمان والاهتمام، فيعانى بعض الأطفال من القلق والكآبة واضطرابات الشخصية نتيجة الإهمال وضعف الرقابة عليهم.
إهمال الطفل يساوى الحرمان العاطفى أيضا، فيصبح الطفل ضحية سهلة فى فخ العلاقات المضطربة مع الآخرين، وعرضة لاضطرابات نفسية عنيفة مثل التوتر والقلق والاكتئاب.
ونصح الأبوين بضرورة متابعة الأبناء بشكل متزن معتدل فيه تعاون، دون إجبار أو تخويف، بجانب البعد عن السلبية والتهاون فى تربية الطفل، وكذلك التشدد، والتركيز على الاعتدال، وخلق ثقة بين الطفل وأبيه ليبوح له بأسراره ومكنوناته دون إجبار.
الاهتمام بالتركيز على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وشخصيته وعدم اللجوء للعلاقات والصداقات العابرة.
تقليل حدة تعرض الطفل لوسائل التواصل الاجتماعى إلا برقابة
الصاحب ساحب.. صداقات طفلك تتحكم فى نفسيته ومزاجه وسماته الشخصية.. كن حذرا.. تأثير تكوين الصداقات عبر الإنترنت على نفسية الطفل، فالشخص مرآة صاحبه، فيتأثر الأطفال ببعضهم البعض كثيرا فى مراحل الطفولة، هذا ما أكدته الدكتورة أمنية رأفت أستاذ طب نفسى الأطفال قصر العينى، موضحة أن السمات الشخصية للأطفال خاصة فى مراحل الطفولة والمراهقة، تتبلور وتظهر من خلال تأثرهم بالأشخاص القريبين لهم، خاصة الأصدقاء.
وتابعت: إن الحالة النفسية والمزاجية وحتى السمات الشخصية للطفل تتأثر بالأصدقاء، خلال المراحل الحياتية الأولى، وذلك لعدم تبلور الشخصية واكتمال سماتها فى هذا العمر المبكر، وهنا يأتى دور الأبوين للعناية والاهتمام والرقابة على الطفل، ومتابعة علاقاته بأصدقائه، ومدى تأثره بهم.
احرص على خلق علاقة صداقة لصيقة بطفلك لتكون أقرب أصدقائه إليه
اهتم بتعزيز قيمته، وجعله شخصا غير تابع لأحد، اجعله دوما مستقلا لا يتبع أحدا ولا يقلد صديقا.
عزز وأثنى على أفعاله على الدوام، واجعله يشعر بالفخر بنفسه وأفعاله، ليبتعد عن كونه عرضة للاعتماد على غيره أو تقليده.
دوما تحدث معه بنوع من الراحة حول أصدقائه، لا تمنعه عن صديق له إلا لأسباب مقنعه دون إجباره.
دوما عزز لديه احترامه لذاته، وقل له إن هذا الشخص لا يليق بصداقته إذا كنت منزعجا من أحد أصدقائه.
أى صديق يجعله يضطرب نفسيا أو يعانى خلال علاقته به من القلق أو الخوف أو أية سمات غير مرغوبة، اكشف له رأيك وتقييمك له بصراحة، وساعده على فهم المشكلة.
عزز سلام طفلك النفسى وساعده على اختيار أصدقاء لا يرهقوه نفسيا، ويكون أكثر راحة وفاعلية معهم.
هذا ما جنته علينا التكنولوجيا.. تحكم فى الإنترنت وراقب طفلك
التكنولوجيا سلاح ذو حدين، سوء استخدامها يضعنا أمام الكثير من المخاطر، التى قد تصل حد القتل والجرائم والابتزاز وخطابات الكراهية والعنف والتنمر.
"تحكم فى الإنترنت ولا تترك طفلك أمام الشاشات دون رقابة".. بهذه النصيحة بدء الدكتور عادل سلطان استشارى النفسية قصر العينى حديثه، مؤكدا على أن تعرض الطفل أو المراهق للأجهزة والشاشات، دون رقابة أو رادع، أمرا فى غاية الخطورة، وخطأ عميقا فى التربية، فتربية الأبناء تحتاج للرقابة المتزنة المعتدلة.
أضرار بالغة قد تصيب طفلك الجالس دون رقابة أمام شاشات الكمبيوتر والموبيل، التى من بينها أن يعانى الطفل من حالة قلق حاد أو كآبة وحزن، ورغبة فى المزيد من العزلة والوحدة، قد يصل الأمر حد إدمان الإنترنت ومواقع التواصل، فضلا عن اضطرابه النفسى فى حالة منعه منه، ولا يمكن العيش بدونه من وجهة نظره وشدة تعلقه به، وقد يصاب الطفل باضطرابات نوم حادة، مع اضطرابات عاطفية واختلاط مشاعر نتيجة انفصاله عن الواقع أيضا، وغيرها الكثير من المضار النفسية، والتأثير المباشر على الصحة العقلية.
وعن أبرز الأعراض التى تظهر على الطفل مدمن الإنترنت والأجهزة الإلكترونية، والتى يجب على الأبوين ملاحظتها وكشفها مبكرا واللجوء للمختص النفسى للعلاج، فيوضحها تقرير نفسى مطول نشر فى موقع qustodio، مؤكدا على أن إدمان الإنترنت حقيقة واقعة، ولا يمكن إغفالها أو التقليل من هذا النوع من الإدمان،
ومن أبرز هذه الأعراض:
- تجنب الطفل القيام بأية ممارسات أخرى بخلاف الجلوس أمام الشاشات.
- دائما منشغل بحالة الإنترنت وسرعته، ومدى توفره، ولا يبرح المنزل.
- القلق الزائد والاضطراب حال انقطاع الإنترنت.
- تغير سلوكياته تأثرا بما يراه على الشاشات ويلاحظ هذا التغير السلبى الأهل والمحيطون.
- إهمال النظافة والعناية الصحية بنفسه.
- غضب ونوبات عصبية عند خروجه من المنزل أو انقطاع الإنترنت.
- تغير ألفاظ الطفل ومعتقداته فى وقت قصير والوصول إلى تدهور شديد.
- سلبية شديدة تجاه الحياة ودراسته وعلاقته بوالديه.
هوس واضطرابات عقلية ونفسية نتيجة إدمان الإنترنت
قضاء الطفل وقته أو معظمه على شاشات الكمبيوتر والموبايل أمرا فى غاية الخطورة، لا بد لك من أن تحمى طفلك من تأثيرات الإنترنت السلبية، خاصة تلك التى تتعلق بالتأثير على الصحة النفسية والعقلية، حسبما أكد تقرير نشر فى موقع mydr مؤكدا على أن قضاء الطفل معظم وقته على مواقع التواصل الاجتماعى، فضلا عن نوافذ الإنترنت الأخرى، يجعله عرضة لمتحوى عنيف وسلبى، وخطابات الكراهية، فضلا عن تأثيره المباشر على حالتهم النفسية.
تابع التقرير: إن القلق والاكتئاب واضطرابات الشهية والعنف أحد أهم وأبرز تلك التأثيرات الشهيرة للإنترنت على الطفل، كذلك تؤثر بالسلب على طبيعة روتين الطفل اليومى، فتؤثر سلبا على الواجبات المدرسية وأدائها، فضلا عن ممارسة الرياضية والنظام الغذائى ككل للطفل، كلها تأثيرات سلبية خطيرة.
كذلك يؤثر سلبا على سلامة الطفل النفسية، فيصيبه بالارتباط والتوتر نتيجة المحتوى العنيف والجنسى وخطابات الكراهية المحتمل التعرض لها، كما أنه يؤثر سلبا على الصحة العقلية للأطفال، فتؤثر على طريقة تفكيرهم وتركيزهم ، كما تزيد لديهم مشاعر العزلة والوحدة، وتشوه الذات والجسم، كما له سلبيات خطيرة خاصة الفرط منه على الطفل الصغير فى كل مراحله العمرية.
فيما أكد تقرير نشر فى موقع sciencedirect أن المحتوى العنيف وغير المناسب الذى قد يتعرض الطفل له على وسائل التواصل الاجتماعى، يؤثر سلبا على فكره وتركيزه وشخصيته، كما تؤثر سلبا على صحة الطفل العاطفية والنفسية، وعلى تعاملات الطفل فى الحياة الواقعية.