تمر اليوم الذكرى العاشرة على رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم، إذ رحل في 19 أغسطس عام 2014، وهو م أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين، الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي العام 48، تناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.
كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات، ومن بين اهتماماته إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، يعد سميح القاسم، من أوائل شعراء فلسطين التزامًا بالقضية الفلسطينية في مرحلة ما بعد النكبة، وقد بدا ذلك واضحا في أعماله الشعرية عمومًا والمسرحية منها على وجه الخصوص.
وبحسب دراسة بعنوان " سميح القاسم وخصوصية اللغة في نثره الأدبي" للباحثة كوثر جابر، يبدو القاسم معنيًّا بتوصيل المضمون بوضوح والتأكيد عليه أكثر من عنايته بالتشكيل الخاصّ والفنّيّ للّغة، ويظهر ذلك في مسرحيّاته النثريّة: هكذا استولى هنري على المطعم الذي كان يديره رضوان وشلومو (1970)؛ المؤسّسة الوطنية للجنون (1970)؛ كيف ردّ الرابي مندل على تلاميذه؟ (1973)؛ الابن (1974)؛ المغتَصَبة (1975).
وتوضح الباحثة كتبت هذه المسرحيّات في أعقاب حرب يونيو 1967، وكانت من بواكير المسرح الفلسطيني الحديث التي جندت الجانب المسرحي لخدمة الأدب الملتزم. ومن خلال هذه المسرحيات يواكب القاسم الحالة السياسية والعلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بقدر قليل من العدة الجمالية والبلاغية، بحيث يمكن لنا ملاحظة الجانب الوظيفيّ والسياسيّ للّغة. غير أنّ ذلك لا ينفي عن هذه الكتابات صفة الأدب؛ إذ تناولت هذه المسرحيّات موضوع الصراع العربيّ الإسرائيليّ في الداخل، مجبولة بتقنيّات المسرح العصريّ، كالصراع الدرامي والعالم المقلوب والإغراب والقناع والإخراج المسرحيّ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة