أزمة كهرباء لبنان.. ميقاتى يوجه بفتح تحقيق فورى فى الأزمة.. الاستعانة بمخزون الجيش.. وزير الطاقة يعلن إعادة تشغيل محطة "الزهرانى" لتغطية المرافق الأساسية لمدة أسبوع.. والعراق يؤكد: سنزود لبنان بـ"وقود الكهرباء"

تستمر أزمة انقطاع التيار الكهربائى فى لبنان منذ أن أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، السبت، نفاد مخزون الوقود اللازم لتشغيل محطة كهرباء الزهرانى، وخروج آخر مجموعة إنتاجية منوط بها تغذية الشبكة الكهربائية عن الخدمة بالكامل، جراء نفاد خزين المعمل من مادة الغاز أويل بالكامل، ما أدى إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائى كليًا عن جميع الأراضى اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية فى لبنان.

ومن جانبه وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتى بفتح تحقيق فورى فى الأزمة، حيث وجه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى خطاباً إلى رئيس هيئة التفتيش المركزي، اليوم الإثنين، طلب عبره إجراء تحقيق فورى بموضوع الانقطاع الكلى للتيار الكهربائى.

فيما أكد الناطق الرسمى باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن شحنة جديدة من الوقود سيتم تصديرها إلى لبنان خلال الأيام القادمة، نافياً ما يشاع عن توقف العراق من تزويد لبنان بالوقود، مشيرا إلى أن التأخير حدث لأسباب فنية ولوجستية تتعلق بالنقل والشحن.

وقال العوادى فى تصريحات لوكالة الأنباء العراقية الرسمية نقلها الموقع اللبنانى "لبنان 24"، أن "العراق ملتزم بالاتفاق الذى وقع بين بغداد وبيروت، والاهم والأصدق هو الالتزام الأخوى والقومى والإنسانى من الحكومة العراقية والشعب العراقى تجاه أشقائنا فى لبنان فى الأوقات العصيبة الحالية".

حلول عاجلة

فيما لجأت الدولة لحلول مؤقتة عاجلة، من بينها الاستعانة بمخزون الجيش اللبنانى من الوقود لتشغيل المرافق الحيوية، كما أعلن وزير الطاقة وليد فياض، عن إعادة تشغيل محطة كهرباء "الزهراني"، مما سيسمح باستقرار شبكة الكهرباء فى البلاد وبتزويد المرافق الحيوية فقط بالكهرباء، وفى مقدمتها مطار بيروت الدولي، لمدة أسبوع.

ومن جهة أخرى أصدر مدير منشآت النفط فى الزهرانى زياد الزين بياناً قال فيه أن المنشآت بدأت بتسليم 5 ملايين ليتر من المحروقات إلى معمل كهرباء الزهراني، وذلك لزوم توليد الطاقة الكهربائية، بينما أكد مدير عام "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" سامى علوية أن هذه حلول مؤقتة ولكن الحل هو استعارة كميات من الفيول من الجيش.

وأوضح علوية أن الحل المستدام للوصول إلى الانتظام فى موضوع الكهرباء هو تحقيق الاستقلالية المالية بالنسبة لـ"كهرباء".
فى سياق الحلول الفورية، أعلنت الجزائر تزويد لبنان بكميات من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء، بينما أشار وزير الطاقة اللبنانى وليد فاض أنه إذا استطاع لبنان الحصول على كميات من الغاز من الجزائر فسوف يستطيع تخفيض كلفة الكهرباء، ولكن الأمر يحتاج لوقت لكنه يفتح الباب بالتعاون مع الجزائر فى الكثير من المجالات فى المستقبل.

سداد المستحقات

ومن جانبه، قرر مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان فى جلسة استثنائية عقدها، أمس الأحد، تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضى بتسديد دفعات من تكلفة 430،000 طن من زيت الوقود العراقي، ومساهمة بتسديد جزء من المستحقات المتراكمة على الدولة اللبنانية جراء تنفيذ اتفاقية تجهيز زيت الوقود اللبنانية العراقية، على أن تتم عملية الدفع عن طريق تحويل أموال الجباية بالليرة اللبنانية إلى حساب المصرف المركزى العراقى والمتأتية عن تسديد وزارة المالية والإدارات والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة لفواتير الكهرباء.

وأعلنت المؤسسة أنها ستقوم بإعادة تشغيل مجموعة معمل الزهرانى التى وضعت خارج الخدمة قسريًا بما يتجانس مع التخزين الذى سيتوفر لديها بعد تسلمها كميات مادة الديزل أويل من منشآت النفط، مع إعطاء أولوية التغذية فى الوقت الراهن إلى المرافق الأساسية الحيوية فى لبنان منها (المطار، مرفأ، مضخات مياه، وغيرها)، ليتم بعدها، تسلمها كميات إضافية من مادة الغاز أويل إلى إعادة التيار الكهربائى والتغذية تدريجيًا إلى ما كانت عليها.

انفراجة
من جانبه أكد وزير الطاقة والمياه خلال لقائه اليوم مع نجيب ميقاتى، أن التحسن سيكون تدريجيا ابتداء من أول الأسبوع المقبل، وقد تم توفير الديزل من منشآت النفط، إضافة إلى الاستعانة بمخزون الجيش.
وبالنسبة للوقود العراقي، فقد أكد أن العراق قيادة وشعبا يقف إلى جانب لبنان وأعاد التزامه بتزويد لبنان بمادة زيت الوقود الثقيل وتمديد الاتفاقية وتجديدها، كذلك التزام بزيادة الكميات خلال هذا الشهر ليصبح 125الف طن بدل من 100 الف طن ويفترض تحميلها من العراق فى الـ26 من الشهر الجارى.
كذلك لبنان بصدد تنفيذ اتفاقية تبادل"كرود اويل" من العراق والتى من خلالها يحصل لبنان على زيادة الكمية والعراق اكد التزامه بذلك، مشيرا للاتصالات الجارية مع الوزير العراقى حيان عبد الغنى ومع رئاسة الحكومة العراقية حيث أبدوا الرغبة فى تنفيذ هذا الموضوع كى يكون لدينا عدة مصادر للفيول(الوقود ).
وإعادة التغذية للكهرباء ستكون بشكل متدرج، فاليوم لدينا 200 ميجاوات من مخزون الديزل الذى تم أخذه من المنشآت، وهذا سيستمر معنا حتى نهاية الأسبوع.
وإذا تم فتح الاعتماد من قبل مصرف لبنان ومن شركة كهرباء لبنان وبالتالى ليست هناك أى عوائق ويمكن تعبئة "الوقود" أيضا من مصر ستكون متوفرة فى 26 أغسطس الجارى وبالتالى ترتفع التغذية تدريجيا إلى 600 ميجاوات، وهذا ما كان متوفرا لدينا فى السابق فى ظل استقرار الطاقة النسبى أى ما يغطى 5 أو 6 ساعات يوميا من استهلاك الكهرباء.