تشهد سماء الكرة الأرضية خلال ساعات، بالتحديد مساء الاثنين، ظاهرة اكتمال بدر "شهر صفر" فى الساعة التاسعة و29 دقيقة مساء، وتبلغ نسبة لمعانه 100%، ويطلق عليه اسم (القمر الأزرق) باعتباره ثالث قمر مكتمل من أصل أربعة، خلال موسم الصيف فى نصف الكرة الشمالي، ولكنه لن يبدو باللون الأزرق فى السماء.
وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بـ المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن الأقمار الزرقاء تحدث فى المتوسط مرة واحدة كل سنتين ونصف تقريبا، مما أدى إلى ظهور مصطلح "مرة واحدة فى القمر الأزرق" أى نادرا ما يحدث.
والقمر يشرق فى ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس فى صباح اليوم التالى وحيث أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقى لقرص القمر، لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا فى الفترة من 18 إلى 21 أغسطس.
وهذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم قمر (الحفش) حيث يكون من السهل صيد سمك الحفش الكبير فى البحيرات فى هذا الوقت من العام، كما يُعرف ايضا باسم قمر القمح وقمر الذرة الخضراء.
وأكد أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وفى نفس السياق كشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن القمر البدر لشهر صفر يكتمل فى سماء العالم العربى يوم الإثنين 19 أغسطس 2024 وهو يمثل القمر البدر العملاق الأول لهذا العام حيث سيكون أقرب قليلا إلى الأرض من المعتاد مما سيجعله يبدو أكبر وأكثر إشراقاً.
وأِشار التقرير إلى أن هذا البدر يعرف أيضاً باسم "القمر الأزرق الموسمي" وهو حدث نادر يحدث مره كل عدة سنوات، وتشير تسمية القمر الأزرق الموسمى إلى ثالث قمر بدر من أربعة بدور خلال الموسم الحالى فى الفترة ما بين الانقلاب الصيفى والاعتدال الخريفي، وعادةً ما يوجد ثلاثة بدور فى كل فصل، ولكن يمكن أن يظهر فى بعض الفصول أربعة بدور ويطلق على القمر الزائد فى هذا الفصل اسم "القمر الأزرق الموسمي" ويحدث بمعدل حوالى مرة كل سنتين ونصف، لذا سيكون التالى فى 20 مايو 2027.
وأضاف التقرير أن هناك تعريف أخر شائع للقمر الأزرق وهو يشير إلى ثانى قمر بدر فى شهر واحد بالتقويم الشمسى وقد حدث آخر مرة فى عام 2023، وسيحدث التالى فى عام 2026، ومن المهم التأكيد على أن القمر البدر لن يظهر باللون الأزرق فهذه مجرد تسمية وسيبدو مثل باقى الأقمار البدر التى نراها كل شهر.
وتستخدم تسمية "القمر العملاق" لوصف القمر سواء فى مرحلة الاقتران أو البدر عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362.146 كيلومتر وهى يشير إلى التسمية العلمية (القمر الحضيض) أقرب مسافة من الأرض وفى حالة هذا البدر ستكون المسافة 361،969 كيلومتراً.
وسيشرق القمر من الأفق الجنوبى الشرقى بعد غروب الشمس، وقد يظهر بلون برتقالي، نتيجة للغبار والعوالق فى الغلاف الجوى مما يشتت الضوء الأبيض المنعكس عنه، ولكن بعد ارتفاعه فى السماء سيظهر باللون الأبيض الفضى المعتاد وسيظل يزين السماء طوال الليل حتى يغرب مع شروق الشمس يوم الثلاثاء.
وبشكل عام يمكن القول بأن القمر بدراً طوال الليل، ولكن علميا تطلق تسمية القمر البدر عند اللحظة التى يكون القمر بزاوية 180 درجة من الشمس والتى ستحدث عند الساعة 09:25 مساءً بتوقيت مكة (06:25 مساءً بتوقيت غرينتش) وسيكون أكمل نصف مدارة حول الأرض خلال الشهر.
وسيكون القمر العملاق الأزرق أكبر بنسبة 7٪ وأكثر سطوعاً بنسبة 15% مقارنة بمتوسط البدور الشهرية ومع ذلك قد لا يلاحظ معظم الراصدين الفرق بينه وبين والبدور الأخرى، حيث يمكن تشتيت إضاءته بسهولة بسبب الغيوم أو أضواء الشوارع، والأهم من ذلك أنه عندما يكون القمر عاليا فى السماء لا توجد نقطة مرجعية تدل على اختلاف حجمه الظاهرى.
ولن يكون للقمر العملاق الأزرق تأثير على كوكبنا باستثناء على ظاهرتى المد والجزر وهو أمر طبيعي، ففى كل شهر فى يوم البدر المكتمل تنتظم الأرض والقمر والشمس مما يؤدى إلى حدوث مد وجزر واسع المدى، ومع اقترب القمر من نقطة الحضيض سيظهر المد فى ظاهرة تُعرف بالمد العالى الحضيضى.
ونظراً لأن الاختلاف الناتج عن القمر العملاق الأزرق سيكون محدوداً، فلن يكون هناك تأثير على توازن طاقة باطن الأرض، حيث يحدث المد والجزر يومياً، لذلك لا يتوقع حدوث زيادة فى النشاط الجيولوجى أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية.
جدير بالذكر أن هذا الوقت من الشهر القمرى مثالى لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر حيث تبدو بقية التضاريس مسطحة وظلالها قصيرة بسبب تعرض وجه القمر لضوء الشمس بالكامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة