لطالما كانت الأمراض الجلدية سببا في اعتقاد الكثيرين أنها مصدر وسبب للعدوى والانتشار، ولكن ما لا يعيه البعض أن بعض الأعراض والأمراض الجلدية لا يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر بالعدوى أو التلامس، ولكنها أمراض مناعية ذاتية يهاجم فيها الجسم نفسه، ويصبح الجهاز المناعي عدوا للجسم محدثا أعراض جلدية خطيرة ومزعجة.
بعض تلك الأمراض المناعية الجلدية عبارة عن زيادة حادة في عمل الجهاز المناعي المسؤول عن الدفاع عن الجسم ضد الهجمات، ولكنه في هذه الحالة يصبح عدوا لنفسه محدثا بعض الأعراض الجلدية مما يزيد من عمل الخلايا، ويصبح سببا في ظهور أعراض جلدية شديدة، مثل ما يحدث في بعض الأمراض مثل الصدفية والذئبة والثعلبة وبعض أنواع البهاق كذلك، هذا ما أكده تقرير نُشر في موقع هيلث كير الطبي المعني بالصحة العامة والأمراض.
وأضاف التقرير أن أغلب الأعراض الجلدية الناتجة عن الأمراض المناعية تظهر في شكل تورمات وهرش والتهابات جلدية أو قشور جلدية في بعض الحالات مثل الصدفية مع الالتهابات التي تزيد وتقل وفقا للتغيرات المناخية والتغيرات الجسدية والجلدية أيضا.
الذئبة الحمراء الجلدية أشهر أنواع الأمراض المناعية الذاتية، بهذه الكلمات بدأت الدكتورة رضوى عراقي أخصائي الأمراض الجلدية جامعة شبين حديثها مؤكدة أن الذئبة لها أنواع وأشكال وليست مصدرا للعدوى كما يعتقد البعض، ولكنها مرض يسبب بعض الالتهابات والتلف لأنسجة الجلد، مما يخلف التهابا وطفحا جلديا حادا على بعض مناطق الجلد المتفرقة، وقد تظهر الأعراض في بعض الحالات على شكل رغبة في الهرش، التهابات وأيضا الوجع والحرقة في بعض الحالات.
من الأمراض الأخرى التي يشتهر بها هجوم المناعة، هو مرض الصدفية الذي يصيب المفاصل ويظهر أعراضا جلدية لدى أغلب مرضاه، بحيث يسبب قشورا مختلفهدة الشكل والالتهاب وفقا للحالة ودرجة الاصابه، وقد تصل الإصابة حد الوصول إلى الأظافر، فضلا عن أن أشهر الأماكن التي تظهر بها هذه المشكلة في المفاصل والأطراف والظهر أيضا، كما أنها تسبب التهابات عنيفة، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجلد ذاتها مخلفا أعراضا جلدية حادة ومزعجة، فيرغب المريض بها في الحكة والهرش.
أوضحت الدكتورة رضوى خلال حديثها لـ"اليوم السابع" أن هذه الأمراض التي تظهر على الجلد بشكل واضح تحتاج لمتابعة لصيقة من الطبيب المختص، فضلا عن الالتزام بنمط حياتي صحي متكامل غذائي ورياضي، وأيضا برنامج علاجي لتعزيز المناعة وتخفيف حدة الأعراض الجلدية الشديدة، كما أن هذه الأمراض مثل الثعلبة والذئبة اشتهرت الإصابة بها بعد نوبات الحزن ونوبات الاكتئاب وألم الفقد، وأيضا بعد النوبات من الحزن الشديدة، المؤثرة على النفسية والصحة والمناعة بشكل سلبي.
هل يمكن علاج أعراض أمراض الجلد المناعية ؟
علاج الأمراض المناعية الذاتية سواء الجلدية أو غير الجلدية أمر غير وارد حتى الآن، فهي مشكلة كامنة في الجهاز المناعي بشكل خاص وتحدث أعراضا قد تزيد وتقل وفقا لدرجة الإصابة وفقا لنمط الحياة للمريض.
ومن جهة أخرى قالت الدكتورة ابتسام السباعي استشاري الجلدية قصر العينى، أن مرض الثعلبة أحد الأمراض المناعية التي تهاجم فيه دفاعات الجسم نفسها وبدلا من أن تدافع عنه تصبح محدثة أعراض جلدية شديدة، فتظهر بقعة كاملة فارغة من الشعر تظهر إما في الذقن أو الرأس أو في مناطق ظهور الشعر في الجسم بشكل عام وبشكل ملحوظ فلا تظهر لها بصيلات ولا تظهر حتى منابت الشعر، هذا المرض يمكن تحسين أعراضه وتخفيفها من خلال الكثير من العلاجات المستحدثة.
وأوضحت أن العلاجات التي تستهدف علاج أمراض المناعة الذاتية التي تحدث أعراضا جلدية حادة تحدث على الدوام إلى تقليل حدة هذه الأعراض مثل:
تخفيف حدة الالتهابات الحادة التي تنتج عن نشاط هذه الأمراض
تخفيف حدة التورم وصعوبة الحركة ومزاولة المهام اليومية
تخفيف حدة الوهن والخمول الذي يسببه التعب والألم الناتج عن الأعراض الجلدية
تختلف طريقه العلاج من مرض إلى آخر، هناك أمراض بذاتها تحتاج إلى مثبطات مناعة، والشق الآخر يعتمد على الأدوية والدهانات الموضعية التي تعمل على تخفيف حدة التورم والالتهاب والاحمرار والتقشر وأيضا الألم الناتج عن الأعراض الجلدية المختلفة التي تختلف من حالة إلى أخرى.
فيما ذكر التقرير نُشر في موقع ماديسن الطبي أن هناك مرضا جلديا يسمى التهاب الجلد الناتج عن اضطراب المناعة الذاتي ويسبب الكثير من البثور والحكة حد والرغبة في الهرش وأشهر المناطق التي يصيبها هي الأرداف والركب وأيضا في الرأس والأطراف، فضلا عن أن الطفح الجلدي الذي يظهر والبثور تكون شديدة وملحوظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة