مشروع الهوية البصرية للأقصر.. المحافظ: تجميل كورنيش النيل فى إسنا وأرمنت وكورنيش البر الغربى ليضاهى كورنيش الشرق.. وتكليفات لرؤساء القرى بتجميل المداخل والشوارع عقب افتتاح مشروعات حياة كريمة.. صور

الإثنين، 19 أغسطس 2024 01:00 ص

الأقصر

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الهوية البصرية للأقصر" هو مشروع قومى تم تنفيذه لأول مرة فى مصر منذ 5 سنوات مضت ولا يزال مستمر فى إظهار الأقصر بصبغة شبابية عظيمة أمام ضيوف العالم، والذى ساهم فى تحول عظيم بالمشهد التاريخى لكافة معالم مدينة الأقصر، إلى مشاهد عصرية حديثة تتناسب مع التطور العالمى، والذى تم البدء فيه عام 2019 بأيدى شباب مصر المبدعين.

بداية فكرة الهوية البصرية للأقصر، انطلقت برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية الذى أعلن تبنيه فى فعاليات المؤتمر الوطنى السادس للشباب، وذلك بعد عرض تفاصيله وخطوات العمل فيه داخل مختلف أنحاء محافظة الأقصر، وتحركت الأقصر منذ 6 سنوات وقت الإعلان عن الهوية الجديدة فى تطبيق كافة جوانب المشروع والذى هدف إلى ترسيخ مفاهيم الهوية والترويج السياحى لمصر.

وعن فكرة مشروع "الهوية البصرية" الذى أطلق ليبدأ من الأقصر ويعمم بكافة أنحاء مصر، يقول المهندس أسعد مصطفى مسؤول الجهاز المركزى للتعمير بالأقصر، والمشارك فى المشروع على مدار السنوات الماضية، إنه يتم عبر عمل تصميمات تناسب كل محافظة وكل حرفة أو قطاع داخل مصر، على أن يكون هدفه الدعاية لمصر والترويج السياحى لها، ويكون ضمن المستهدف له عمل دليل زيارة متكامل لمصر لمدة 48 ساعة ترانزيت.

ويضيف المهندس أسعد مصطفى لـ"اليوم السابع"، إنه مع تطبيق "الهوية البصرية" تحولت مدينة الأقصر إلى مشاهد عصرية عالمية تليق بها أمام ضيوفها من مختلف أنحاء العالم، ولمس من وقتها السياح وضيوف الأقصر الجمال والتطور فى كافة الميادين التى تحولت لمشاهد بديعة بأيدى شباب الأقصر من كلية الفنون الجميلة بتصميمات مبتكرة، ووصل المشروع لتجميل كافة الشوارع حتى كورنيش النيل الذى أصبح ممشى ساحر عالمى حقيقى بمشروع تطويره الضخم برعاية رئاسة مجلس الوزراء، وتجميل المراسى النيلية للمراكب والفنادق العائمة، وكذلك المراكب التى تزينت فى نهر النيل وهى تحمل ألوان الهوية البصرية فى لوحة فنية فريدة، فضلًا عن سيارات التاكسى وعربات الحنطور التى أصبحت جذابة بشعار وهوية الأقصر العصرية، ثم ساحة وميدان أبو الحجاج وغيرها من الأماكن المختلفة.

ولم يتوقف تطبيق الهوية البصرية عند الميادين والكورنيش والشوارع فقط، بل انطلق شباب قرية العشى بتصميم أفكار بديعة لتقديم هوية بصرية متكاملة لقريتهم "العشى" التابعة لمدينة الزينية لتكون أولى قرى مصر التى تقوم بعمل "هوية بصرية" لها لعمل تغيير شامل فى القرية، حيث أقدم الشاب خالد أبوالوفا والشاب عمرو العمدة المتخصصين فى التصميمات المختلفة للشركات والمنتجات وغيرها.

وفى هذا الصدد يقول خالد أبو الوفا إبن قرية العشى التابعة لمركز ومدينة الزينية شمال الأقصر، إنه قرر وابن بلدته عمرو العمدة بحكم خبرتهما فى المجال التقنى والفنى، أن يدشنان منذ سنوات أول هوية بصرية متكاملة لقريتهم لتكون أولى قرى الصعيد التى يتم عمل هوية بصرية لها، وهى عبارة عن إنعكاس شامل للثقافة والتقاليد والمجتمع الصعيدى بشكل عام والأقصرى بشكل خاص، وبذلك جاءت قريتهم كأول قرية فى الصعيد تقوم بعمل هوية بصرية لها بعد محافظة الأقصر التى قامت بالتعاون مع الجامعة الألمانية بعمل هوية بصرية فى 2018.

ويضيف خالد أبو الوفا لـ"اليوم السابع"، إنه قرر وابن بلدته عمرو العمدة عمل تلك الهوية البصرية للتعبير عن الهوية الصعيدية والفلكلور والتراث الصعيدى، واستعانوا بعدة ألوان فى هويتهم تعبر عن كل ذلك، حيث أن اللون الأخضر يرمز للزراعة وبالأخص زراعة القصب المنتشرة بالقرية، وكذلك اللون الأزرق لعبر عن نهر النيل الذى يمر بقريتهم، وأيضاً اللون الأصفر لقباب المساجد وقرص الشمس التى تعم بلدتهم طوال العام.

فيما كشف عمرو العمدة إبن قرية العشى، إنهم بعد عمل الهوية البصرية للقرية لاقت استحسانا كبيرا من كافة عمدة ومشايخ وأهالى القرية، وبالفعل تم تطبيق أول عنصر فى تجديد سيارة إسعاف بالجهود الذاتية من أهالى العشى فى 2021، موضحاً إنهم قاموا بعمل تصميمات لعلم للقرية وتصميمات للمحلات التجارية داخلها وجدران المدارس ومركز الشباب لتغيير الهوية للقرية بالطبيعة التى تناسبها وتصبح قرية متميزة.

أما المهندس عبد المطلب ممدوح عمارة محافظ الأقصر، فقد أكد على استمرار تطبيق الهوية البصرية فى خطط تطوير كورنيش النيل بمدينة إسنا ومدينة أرمنت لتضاهى كورنيش النيل فى مدينة الأقصر، بجانب التأكيد على تطبيقه فى كورنيش النيل بالبر الغربى والذى يتم العمل فيه حالياً، موضحاً أن التنوع البصرى العصرى يؤدى لخلق حملات دعاية وترويج سياحى مبتكرة لكافة المعالم السياحية والأثرية بالأقصر بالخارج بشكل مختلف هذا العام، مما ينعكس على حجوزات الموسم السياحى الشتوى، مشدداً على إنه كلف المسئولين بالمحافظة والدكتور هشام أبو نائبه بمواصلة استكمال كافة تفاصيل مشروع "الهوية البصرية" حيث تم الانتهاء من تطوير محطة سكك حديد الأقصر لخدمة القطارات السياحية القادمة من العاصمة، كما تم مؤخراً إنهاء تطوير مطار الأقصر الدولى، كما يتم عمل دراسة وتصور لجميع وسائل النقل الجماعى على مستوى المحافظة بما يتماشى مع "الهوية البصرية"، وإحلال وتجديد عربات التاكسى والحنطور والفلوكات.
وعلى مدار الجولات الماضية فى كافة أرجاء المحافظة بالقرى والنجوع التى يتم العمل فيها ضمن المبادرة الرئاسية لتطوير قرى الريف المصرى، أصدر محافظ الأقصر الحالى تعليماته للجميع بضرورة مراعاة الهوية البصرية فى مداخل القرى والمشروعات القومية المتنوعة لخدمة كل قرية لتضاهى مدينة الأقصر، وتتحول كل قرية إلى مدينة مصغرة متكاملة الخدمات والسحر أمام الجميع، موضحاً أن تنفيذ فكرة مشروع "الهوية البصرية" داخل القرى بعد حياة كريمة أصبح واقعاً مميز يعتمد على ترسيخ شعارات ولوجوهات تميز هذه المدينة، بحيث تضفى عليها طوال الوقت طابعها وخصوصيتها المميزة، واضعة بصماتها العالمية، حيث أن فكرة التصميم للشعار الجديد للأقصر تقوم على استخدام خط ولون وطريقة تصميم معينة، فى كتابة كلمة "الأقصر"، بحيث يكون لكل حرف معنى يعبر عن المدينة وخصوصيتها، مع استخدام خط مختلف يوحى باللغة الهيروغليفية الفرعونية، وذلك لترسيخ هذه الهوية والترويج السياحى لمصر، مع تقديم الأقصر بشكل شبابى معاصر وعالمى جديد.

ومن الجدير بالذكر إنه تم على مدار السنوات الماضية تطبيق مشروع الهوية البصرية بالعمل على بالتعاون مع جامعة الأقصر كلية الفنون الجميلة فى تطوير ميدان مكتبة مصر العامة بالكرنك، حيث تم تصميم الميدان بشكل بسيط بحيث يرمز إلى العلم والثقافة، يبدأ العمل من أسفل بقاعدة مربعة ذات لون أسود لضمان استقرار الكتلة والمساعدة على اتزان العمل ثم يعلوه قاعدة لشكل هرمى غير مكتمل، حيث يعتبر الشكل الهرمى من أبسط الأشكال الهندسية التى حرّكت مُخيلة البشر منذ فجر الحضارة حتى الآن، وتم التأكيد على أهمية تطبيق مشروع الهوية البصرية للأقصر باعتباره مشروع هام للتسويق السياحى للأقصر وخلق هوية وعلامة مميزة للمحافظة.