لن نكرر النكبة مرتين..

مواطن فلسطيني يعيش على أنقاض منزله في غزة بعد تدمير الاحتلال له.. صور

الإثنين، 19 أغسطس 2024 10:11 ص
مواطن فلسطيني يعيش على أنقاض منزله في غزة بعد تدمير الاحتلال له.. صور غزة
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ظل لسنوات يبني في منزله، ويرى حلمه تظهر ملامحه مع كل طوبة يضعها على أرض المنزل كي يكتمل بنائه، وذلك من أجل توحيد أفراد أسرته في مكان واحد يأويهم، دفع الغالى والنفيس من أجل أن يكون لأسرته منزلا مكونا من 4 طوابق يعيش هو وأبنائه وأحفاده مع بعضهم البعض، هذا المنزل الذي حمل ذكريات عديدة للأب والأم والأولاد والأحفاد، ولكن خلال لحظات أصبح المنزل عبارة عن كومة من الركام بفعل صواريخ الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

المواطن الفلسطيني، جمال إبراهيم، البالغ من العمر 50 عاما، يعيش في منطقة جباليا شمال القطاع، وكان من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين المشردين الذين أصبحوا بلا مأوى بعد أن دمر الاحتلال منازلهم، ولكن يظل إصراره على الحياة والبقاء في منزله وعدم القبول بضغوط الاحتلال للتهجير نبراسًا يدفعه نحو إزالة بعض من ركام المنزل والعيش بجواره هو وأسرته، ليبعث برسالة قوية أن الفلسطينيين لن يكررون سيناريو التهجير في 1948 وأنهم باقون في منازلهم حتى إذا تحولت لأنقاض.

أنقاض منازل مدمرة في غزة
أنقاض منازل مدمرة في غزة

ويقول جمال إبراهيم، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن منزله تعرض مع بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لتفجير خلال اجتياح الاحتلال لشمال القطاع، متابعا: "منزلنا المكون من 4 طوابق والواقع في جباليا، تعرض لعمليات حرق وتفجير خلال الاجتياح الإسرائيلي المتكرر للمنطقة".

وأضاف جمال إبراهيم: "أن يفقد الانسان منزله أمرا صعبا، ففيه تجتمع الأمنيات والذكريات الجميلة التي قد مسحت تمامًا بعمليات الحرق والتفجير التي تعرض لها المنزل، فلا نجد وصف لهذا الواقع المرير الذي نعيشه اليوم"، موضحًا أن الاحتلال مارس بحق الشعب الفلسطيني كل أشكال الإبادة في محاولة لتحقيق أهدافه كالتهجير والتشريد والسيطرة على الأرض، لكنه اليوم فشل أمام صمود الناس وتمسكهم بأرضهم.

فلسطينيون يصلحون منازلهم
فلسطينيون يصلحون منازلهم

ويوضح الأب الفلسطيني أنه منذ بدء الحرب الدموية على غزة قدم الشعب الفلسطيني كوكبة من شهداء عائلاته، ورفض الخروج من شمال قطاع غزة لأنها أرض الفلسطينيين الذين لن يقبلوا تكرار النكبة مرتين، متابعا: "اليوم نؤكد للعالم الصامت على جرائم الاحتلال النازي بأننا لن نقبل مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية ولن نرحل، بل نتمسك بحقوقنا في الحرية والعودة وتقرير المصير، وهذا مكفول دوليا لشعبنا الفلسطيني".

وبشأن دعوات الاحتلال المتكررة للفلسطينيين للنزوح من مناطقهم، يقول: "بخصوص دعوات الاحتلال للنزوح نقول إنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة على الإطلاق فهو يمارس الشائعات والحرب النفسية ضد شعبنا ويمارس المجازر بحق المدنيين في كل مكان".

وحول إقدامه على ترميم منزله في غزة بعد أن هدمه الاحتلال، أضاف جمال إبراهيم: "الترميم في مثل حالة منزلنا لا يمكن لأنه بحاجة إلى إزالة وبناء من جديد بفعل النيران الشديدة التي أصابت المنزل، لكن لعدم توفر البديل قمنا بإزالة النفايات والركام المكومة بما يسهل علينا العيش بداخله".

منازل مدمرة في غزة
منازل مدمرة في غزة

وبشأن رسالة الفلسطينيين من إعادة ترميم منازلهم المدمرة من قبل الاحتلال والعيش فيها من جديد، قال: "محاولة الفلسطيني ترميم منزله المدمر هو أكبر رسالة للعالم الذي يشاهد الإبادة والمعاناة ويبقى متفرجا على حياة المدنيين الذين يموتون ألف مرة في اليوم، والفلسطيني عندما يرمم منزله فهو يقدم رسالة أنه صامد في أرضه ولن يرحل أبدا مهما بلغت التضحيات، وهذا الأمر قد فهمه الاحتلال والعالم كله، ونقولها مرة أخرى: "الصغار لا ينسون".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة