حلت رواية جلعاد لمارلين روبنسون في المركز العاشر بين أفضل 100 كتاب في القرن الحادي والعشرين، وذلك بقائمة صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، والرواية نشرت في عام 2004 وفازت بجائزة بوليتزر للرواية لعام 2005 وجائزة دائرة نقاد الكتاب الوطنية وهى رواية روبنسون الثانية بعد التدبير المنزلي (1980) وهي رواية رسائلية، حيث إن السرد بأكمله عبارة عن وثيقة واحدة مستمرة، وإن كانت عرضية، مكتوبة في عدة مناسبات في شكل يجمع بين مجلة ومذكرات وتتألف من السيرة الذاتية الخيالية لجون أميس، وهو قس مسن أبيض في بلدة جلعاد الصغيرة المنعزلة بولاية أيوا.
حصلت "جلعاد" على جائزة "بوليتزر" عام 2005، وهى عبارة عن رسائل كتبها رجل مسن يدعى "جون أميس" فى الخمسينيات من القرن الماضى لابنه الصغير، وذلك لأن الأب كان يعرف جيدا أنه ابنه عندما يصل إلى سن الرشد سيكون هو قد رحل، لكنه سيحصل على الأقل على هذه المحادثة الأحادية الجانب.
ومن أجواء الرواية:
واقفاً وراء النافذة رأيت فقاعات الماء ترتفع فى الهواء؛ فقاعات تنتفخ وتكتسب تلك الزرقة التى تلوح عليها قبيل انفجارها، فنظرت إلى الباحة فى الأسفل ورأيتكما هناك.. أنت ووالدتك، تنفخان فى وجه الهرة حلقات متدافعة من الفقاعات لدرجة أن الهياج ألمّ بالمسكينة من وفرة الفرص، كانت "سوبى" المعروفة بكسلها تقفز فعلياً فى الهواء، وقد شقت بعض الفقاعات طريقها بين الأغصان، وارتفعت فوق الأشجار، وكان اهتمامكما منصباً على الهرة، أملاً فى تبين الآثار السماوية لمساعيكما الدنيوية هذه، كانت الفقاعات رائعة، وكانت والدتك ترتدى فستانها الأزرق، وأنت ترتدى قميصك الأحمر، وكنتما جاثيين أرضاً، و "سوبى" بينكما، وتلك الفقاعات الشفافة ترتفع عالياً فتثير فى نفسيكما الكثير من الضحك.. آه، يا لروعة الحياة.. يا لجمال الكون".
ولدت الروائية والكاتبة مارلين روبنسون فى عام 1943 فى بلدة ساندبوينت بولاية أيداهو الأمريكية فى أقصى الشمال الغربى المحاذى لكندا، درست فى كلية بمبروك التى كانت مخصصة للنساء فى جامعة براون ونالت البكالوريوس عام 1966، ونالت شهادة الدكتوراه فى اللغة الانجليزية عام 1977 من جامعة واشنطن. أصدرت روايتها الأولى بعنوان "التدبير المنزلى" عام 1980 وروايتها الثانية بعنوان "جلعاد" عام ، وقد نالت عن روايتها الأولى جائزة مؤسسة هيمنجواى عام 1981 وجائزة مؤسسة فوكنر عام 1982، وفازت عن روايتها الثانية بجائزة حلقة نقّاد الكتاب الوطنى للسرد عام 2004.
تتمثل تجربة مارلين الإبداعية فى رواياتها الثلاث: "التدبير المنزلي" التى صدرت عام 1980، و"جلعاد" عام 2004، و"البيت" عام 2008، إلى جانب مؤلفاتها فى الأدب الواقعى التى تشمل عروضا للكتب ومقالات ودراسات نشرت فى أبرز المجلات والصحف، ومن ضمنها كتابها الثانى "البلد الأم: بريطانيا ـ دولة الرفاهة والتلوث النووى"، الذى سلطت فيه الضوء على الأضرار البيئية الجسيمة، التى أحدثها مصنع إعادة تصنيع الوقود النووى فى مدينة سيلافيلد البريطانية 1988.