تستعد الولايات المتحدة لدعم حليفتها إسرائيل بعد سلسلة الاغتيالات التى استهدفت قادة المقاومة الفلسطينية فى العاصمة الإيرانية واللبنانية خلال الأسبوع الماضى، وفى مكالمة استمرت لمدة 30 دقيقة بين الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، اكد خلالها الأول دعمه لتل ابيب الذى لا يتوقف رغم التصريحات اليومية التى تدعو لوقف التصعيد فى المنطقة.
كشف موقع اكسيوس تفاصيل المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو حيث ناقش الرجلان جهود دعم الدفاع الإسرائيلى ضد التهديدات الإيرانية المحتملة، وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين أن إدارة بايدن مقتنعة بأن إيران ستهاجم إسرائيل فى غضون أيام ردا على اغتيال الزعيم السياسى لحماس إسماعيل هنية فى طهران فى وقت سابق من هذا الأسبوع وتستعد لمواجهتها.
وقال البيت الأبيض فى بيان : "بايدن أكد التزامه بأمن إسرائيل ضد جميع التهديدات من إيران، بما فى ذلك الجماعات الإرهابية بالوكالة حماس وحزب الله والحوثيين.. وناقش الرئيس الجهود المبذولة لدعم دفاع إسرائيل ضد التهديدات، بما فى ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، لتشمل عمليات نشر عسكرية أمريكية دفاعية جديدة".، كما أكد بايدن على الحاجة إلى خفض التصعيد فى المنطقة.
من جانبها تناولت صحيفة نيويورك تايمز خيارات الرد الإيرانى حيث قالت أن معظم الرؤساء الإيرانيين الجدد يحتاجون أشهر للتكيف مع إيقاع عقود من التصعيد النووى التدريجى، والهجمات ضد الخصوم، والمحادثات مع الغرب لتخفيف العقوبات، أما مسعود بزشكيان فلم يكن لديه سوى 10 ساعات بين أدائه اليمين والانفجار الذى أدى إلى اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس وهو فى ضيافته.
ورصدت فى تقريرها خيارات الرد الإيرانى على اغتيال هنية ووصفت الامر بانه فشل امنى كبير للحكومة الإيرانية وعمل "وقح" فى يوم احتضن فيه الرئيس الإيرانى الجديد إسماعيل هنية واجتمعوا معا مع المرشد على خامنئى، وتوقعت أن ينغمس بزشكيان الذى أمضى أول يوم له فى منصبه فى اجتماعات الأمن القومى، إلى جانب آية الله على خامنئى وكبار الجنرالات العسكريين فى خيارات حاسمة، على أساسها قد تندلع الحرب بين اثنين من أقوى الجيوش فى الشرق الأوسط.
وبالفعل، أصدر المرشد خامنئى الذى يقع على عاتقه القرار النهائى الأمر للقوات الإيرانية بضرب إسرائيل بشكل مباشر لما بدا أنها صاحبة الدور فى مقتل هنية، ولكن الكيفية التى سوف تتكشف بها هذه العملية الانتقامية ستشكل فارقا كبيرا.
الاحتمال الأول هو أن تكتفى ايران بهجمات صاروخية مباشرة كما حاولت فى أبريل، الا أن دورة الضربة والضربة المضادة قد تتصاعد بسهولة، وحذر التقرير من انه إذا كثف حزب الله هجماته على شمال إسرائيل فقد تمتد الحرب إلى لبنان، أو تزداد الحاجة إلى قوات أمريكية للحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة.
وقالت نيويورك تايمز أن الخيار الأكثر خطورة أن تقرر إيران اتخاذ الخطوة الأخيرة نحو بناء سلاح نووى حقيقى، بعد أن كانت تتوقف كل مرة قبل خط النهاية، عقب إنتاج الوقود النووى وتخصيبه عند مستويات قريبة من مستوى القنبلة.
ومؤخرا، قال وزير الخارجية أنتونى بلينكن فى منتدى أسبن للأمن أن الإيرانيين "بدلا من أن يكونوا على بعد عام من امتلاك القدرة على إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح نووى، هم على بعد أسبوع أو أسبوعين على الأرجح".
وأشار التقرير إلى أن إيران كانت منخرطة فى مفاوضات غير مباشرة مع إدارة جو بايدن فى عامى 2021 و2022، وبدا أنهما قريبان من إحياء نسخة من الاتفاق النووى لعام 2015 الذى انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، ولكن تلك الجهود انهارت.
وقالت الصحيفة انه على افتراض أن اغتيال إسماعيل هنية كان من تدبير عملاء استخبارات إسرائيليين، وهو ما لم تؤكده إسرائيل كما لم تنفه، فإن الهجوم كان مصمما ليكون أكثر من مجرد ضربة ضد زعيم كبير فى حماس، حيث كان بمثابة "إذلال للحكومة الإيرانية، وتذكير بمدى عمق اختراق الإسرائيليين لأجهزة الأمن الإيرانية، لذلك فإن إغراءات الانتقام واضحة.
قال أكبر بهمانش وهو سياسى بارز عمل فى حملة مسعود بزشكيان للصحيفة الأمريكية: "هذا الهجوم صفعة كبيرة على وجه مكانة إيران فى المنطقة. لقد أذلّ بلادنا وقوض أجهزتنا الأمنية بالكامل، وأظهر أن لدينا ثغرات خطيرة فى الاستخبارات".
وقالت نيويورك تايمز، إن الرئيس الإيرانى الجديد يواجه تحدى كبير دون دفع بلاده إلى حرب مدمرة، فالأمر ليس اسهل بالنسبة اليه من القادة السابقين منذ الثورة الإيرانية وسيفرض عليه أزمة كبرى من أول يوم له فى منصبه، خاصة أنه وعد بإعادة التوازن إلى العلاقات الخارجية لإيران وتخفيف العقوبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة