سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2 أغسطس 1966.. نجيب محفوظ يكشف أسرار علاقته بالسينما وإقناع صلاح أبوسيف له بكتابة السيناريو دون أن يعرف شيئا عنه

الجمعة، 02 أغسطس 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 2 أغسطس 1966.. نجيب محفوظ يكشف أسرار علاقته بالسينما وإقناع صلاح أبوسيف له بكتابة السيناريو دون أن يعرف شيئا عنه نجيب محفوظ
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وجدت روايات أديب نوبل وسيد الرواية العربية نجيب محفوظ طريقها إلى السينما، دون أن يسعى إليها، وتعلم كتابة السيناريو بالصدفة، لكنه لم يستمر فيه طويلا، حسبما يذكر فى حواره لمجلة الكواكب، عدد 783، فى 2 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1966، والذى يكشف فيه قصته مع السينما.


يتذكر أول مرة شاهد فيها فيلما سينمائيا داخل قاعة عرض، قائلا: «فى عام 1918 على ما أذكر (كان عمره سبع سنوات، مواليد 11 ديسمبر 1911) شاهدت أول فيلم فى حياتى بسينما «الكلوب الحسينى»، وأذكر بعد خروجى من السينما أن درت حولها باحثا عن الأبطال الذين ظهروا على الشاشة اعتقادا منى أنهم حقيقيون».


وعن أول ممارسة لها يقول: «لم أسع إلى السينما على الإطلاق، ولم أفكر فى الكتابة لها، ولكن حكايتى معها بدأت فى سبتمبر 1939 حين أصدرت روايتى «عبث الأقدار»، وأذكر هذا التاريخ جيدا، لأن الرواية صدرت يوم اندلاع الحرب العالمية الثانية، واتصل بى المخرج الأستاذ صلاح أبوسيف إذ قرأ الرواية بعد صدورها بيومين أوثلاثة، وقال إنه اكتشف أننى على موهبة فى تأليف السيناريو، وهو لم يقصد تحويل الرواية إلى فيلم، لكنها أقنعته بأنه من الممكن أن نتعاون فى كتابة السيناريو».


رغم اتصال صلاح أبوسيف فإن التعاون بينهما بدأ بعد سبع سنوات، ويتذكره «محفوظ» قائلا: «فى سنة 1946 استدعانى صلاح أبوسيف عن طريق صديق هو فؤاد نويرة، شقيق المؤلف الموسيقى عبدالحليم نويرة، وطلب أن نتعاون ثلاثتنا فى تأليف سيناريو «زواج عنتر وعبلة»، وقلت للصديق صلاح إننى لا أعرف معنى كلمة سيناريو فكيف أكتبه، لكنه حسم الموقف بأننا سنعمل معا، وسأعرف عن طريق العمل طبيعة السيناريو، ووافقت».


يضيف محفوظ: «طلب منى صلاح أبوسيف أن أكتب القصة فى صفحتين، ثلاثة، وكتبتها، واعتقدت أن هذا هو السيناريو، ولكنه عاد وطلب منى أن أحول الفكرة إلى نقاط، وكتبت ما طلبه منى فى نحو ثلاثين صفحة، واعتقدت للمرة الثانية أن هذا هو السيناريو، ولكنه طلب منى للمرة الثالثة أن أحول النقاط إلى مقاطع فيها حركة وحياة، ونفذت ما أمرنى به، واعتقدت للمرة الثالثة أنه السيناريو، ولكنه عاد وطلب أن أقطع ما كتبت إلى مشاهد متتابعة، وكل مشهد إلى حركة وحوار ودون أن أعتقد أن السيناريو قد تم أفهمنى صلاح أبوسيف أن السيناريو انتهى».


يؤكد «محفوظ» أنه فعل ذلك دون أن يقرأ كتابا عن السيناريو وأنه قرأ بعد ذلك كتابين، واشتغل مع صلاح أبوسيف فى سيناريو أفلام «المنتقم» و«لك يوم ياظالم» و«ريا وسكينة»، ويكشف أنه لم يكن راضيا عن الروايات التى اشترك فى تأليف أفكارها وسيناريوهاتها للسينما، ويذكر: «كنت أتوق للهروب من الكتابة للسينما، لأنها فى ذلك الوقت لم تكن تمنح الكاتب حريته وتؤكد كرامته، ولما عانيته من المنتج الذى يفرض الأفكار الفجة والمشاهد المبتذلة، ومن البطلة التى تصر على أن يكون جوارها حسب هواها».


يكشف أنه قبل العمل وحال السينما على هذا المنوال، لأنه كان يتقاضى مائة جنيه عن السيناريو ، وكان الأدب لا يغطى حياته وكان مرتبه قليلا، وأن رواياته دخلت السينما عن طريق الإذاعة والمسرح، ويقول: «أعد الأستاذ عباس أحمد صالح روايتى «بداية ونهاية» للإذاعة عام 1955، واشتراها منتج فى ذلك الحين بمبلغ 200 جنيه، لكنه لم  ينتجها وباعها إلى «دينار فيلم»، وظهرت بعد ذلك على الشاشة عام 1960، ونفس الحكاية حدثت من المسرح، بأن أعدت فرقة المسرح الحر رواية «زقاق المدق»، وقامت بعملية التحويل السيدة أمينة الصاوى، ونجحت المسرحية، وجاءنى الصديق سيد بدير، وطلب أن أوقع على ورقة بيع الرواية إلى المنتج رمسيس نجيب، وبعدها اهتم المنتجون بإنتاجى الأدبى «بين القصرين» و«اللص والكلاب» و«الطريق» و«القاهرة الجديدة».


قدم نجيب محفوظ نقدا لأفلامه، قائلا: «فيلم بداية ونهاية ممتاز قال كل ما أردته، وزقاق المدق جيد إذا اعتبرناه عن زقاق المدق، وقد تحول عن «حميدة» بطلة القصة لأنه ركز على هذه الشخصية، وجاء هذا التركيز على حساب القصة، وبين القصرين اسميه فيلما ناجحا، وفيه من الكتاب مواقف وأفكار لا تنكر، ولكن ليس فيه تعادل بين نجاحه الجماهيرى ونجاحه الفنى، لأن الفيلم لم يعكس كل ما أردت أن أقوله، وفيلم الطريق فيه ملامح من رواية الطريق وليس كل ما فى الرواية، ولا أوافق على الإضافات، واللص والكلاب فيلم جيد جدا، ما أهمل التعبير عنه من الكتاب ضرورة أوافق عليها».


وقال إن هناك روايات ألفها للسينما فقط وحسب الطلب وهى «درب المهابيل» و«فتوات الحسينية» و«ريا وسكينة»، ورفض طبعها فى كتاب.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة