تمر اليوم ذكرى ميلاد الأديب الكبير محمد حسين هيكل، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 20 أغسطس عام 1888، وهو شاعر وأديب وسياسي مصرى كبير، كما أنه صاحب أول رواية مصرية حسب اعتبارات النقاد، وذلك بالإضافة إلى تقديمه للتاريخ الإسلامي بمنظور جديد جمع من خلاله بين التحليل العميق والأسلوب الشيق، كما كان له دور حركي كبير في التاريخ السياسي المصري الحديث.
صدرت رواية زينب لأول مرة عام 1914، ولم يكن لديه الجرأة لوضع اسمه عليها حيث وقعها باسم "بقلم مصرى فلاح" وذلك لأنه كان يرى أن فى وضع اسمه على الرواية قد يحمل إساءة لاسمه بسبب عمله كمحامي، فكان يخشى أن تسيء كتابة الرواية إلى شخصه ومهنته، فقد كان يعتبر كتابة الرواية في ذلك الوقت بمثابة تسلية لا عمل فنى جاد، ولم يكن ينظر هو إليها بإجلال كما هو الحال في عصرنا الحالي، ولم يتم وضع اسم هيكل على رواية زينب إلا في عام 1929 بعدما أصبحت البيئة أكثر استعدادًا نسبيًا لتقبل مثل هذا العمل الجاد والاعتراف بها "حسب ما يقول المحقق".
وجاء في مقدمة رواية زينب بقلم محمد حسنين هيكل: نشرت هذه القصة للمرة الأولى في سنة 1914 على أنها بقلم مصري فلاح، نشرتها بعد تردد غير قليل في نشرها وفي وضع اسمي عليها، فلقد بدأت كتابتها بباريس في أبريل سنة 1910، وفرغت منها في مارس سنة 1911، وكان حظ قسم منها أن كتب بلندن، كما كتب قسم آخر بجنيف أثناء عطلة الجامعة في أشهر الصيف، وكنت فخورًا بها حين كتبتها وبعد إتمامها، معتقدًا أني فتحت بها في الأدب المصري فتحًا جديدًا، وظل ذلك رأيي فيها طوال مدة وجودي طالبًا للحصول على دكتوراه الحقوق بباريس، فلما عدت إلى مصر في منتصف سنة 1912، ثم لما بدأت أشتغل بالمحاماة في الشهر الأخير من تلك السنة، بدأت أتردد في النشر، وكنت كلما مضت الشهور في عملي الجديد ازددت ترددًا خشية ما قد تجني صفة الكاتب القصصي على اسم المحامي، لكن حبي الفتيّ لهذه الثمرة من ثمرات الشباب انتهى بالتغلب عل ترددي، ودفع بي لأقدم الرواية إلى مطبعة «الجريدة» كي تنشرها، وإن أرجأت نشر اسم الرواية ومؤلفها وإهدائها إلى ما بعد الفراغ من طبعها، واستغرق الطبع أشهرًا غلبت فيها صفة المحامي ما سواها، وجعلتني لذلك أكتفي بوضع كلمتي «مصري فلاح» بديلًا من اسمي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة