تحتوي محافظة قنا على عدد من المساجد التى تحمل تفاصيلها الكثير من الحكايات عبر سنوات عديدة والتى يرجع تاريخ بناؤها لمئات السنين ومن أشهر مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى الذى يعد قبلة الزوار فى المحافظة ومقصد الأهالى لاسيما فى يوم الجمعة.
ومن قلب المدينة إلى جنوبها يتواجد المسجد العمرى فى مدينة قوص وهو واحد من أشهر مساجد المحافظة يحتوى على منبر من أقدم منابر العالم الإسلامى وعلى نصوص تاريخية وأعمدة رومانية، وفى الجهة المقابلة المسجد العتيق بمدينة نقادة الذى يزيد عمره عن 200 عاما وهو من معالم المدينة وفى شمال المحافظة مسجد الأمير همام الحاكم التاريخى للصعيد والمسجد العمرى بقرية هو فى محافظة قنا.
مسجد سيدى عبد الرحيم القنائي
مسجد عبد الرحيم القنائى هو أكبر مساجد المحافظة مساحة وبناء، فمساحة المسجد من الداخل 1250 مترا مربعا، ومع التوسعات التى دخلت بلغت المساحة التى يتم الصلاة بها 2058 مترا مربعا، شاملة المسجد والصحن الخارجى، فيما تبلغ المساحة الكلية للمسجد 12، 259 مترا بما يعادل 3 أفدنة تقريبا، والمدخل الرئيسى للمسجد يقع فى الجهة الجنوبية وهو مرتفع إذ يصعد إليه بـ6 درجات وتتقدمه مظلة ذات أعمدة، وفى الركن الجنوبى الشرقى للمدخل توجد مئذنة الجامع وخلف الإيوان الشمالى يوجد الضريح، وهو عبارة عن غرفة كبيرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على رقبة تقوم على دلايات قصيرة فى أركان المربع. وخلف الإيوان الغربى توجد دورة المياه.
المسجد العمرى بقوص
ويرجع تاريخ المسجد العمرى إلى العصر الفاطمى، وتغير كثير من عقوده الداخلة فى إيوان القبلة فى العمارة التى قام بها محمد بك قهوجى سنة 1233 هجرية، كما أن التجديد التى حدث للمئذنة أفقد الجامع وجهاته الرئيسية، ويوجد فى هذا الجامع منبر أنه يعتبر من أقدم منابر مصر المؤرخة فقد أنشئ سنة 550 هجرية، وهو من الخشب الساج الهندى المحفور حفرا بارزا والمزخرف كذلك بالحشوات المجمعة التى بدأت تظهر فى أواخر العصر الفاطمى فى القرن السادس الهجرى.
ويوجد لوحة تسجل تاريخ المنبر مكتوبة بالخط الكوفى المزهر وتحتوى سبعة سطور، كما يوجد أمام المحراب المملوكى عمود من الرخام تعلو تاجه "طبلية" خشبية عليها نصان من الكتابة الكوفية، نقلت إلى متحف الفن الإسلامى بالقاهرة، ويحيط بالمحراب كتابة بالخط الثلث المملوكى "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين"، وحول طاقية المحراب قوله تعالى "قد نرى تقلب وجهك فى السماء".
وفى النهاية البحرية للبائكة الرابعة والخامسة من إيوان القبلة توجد مقصورة من الخشب الخرط، فالجانب الشرقى من المقصورة باقى على صورته الأولى، ويتكون من حشوات بها زخارف محفورة حفرا عميقا وكذا الجانب الغربى، وباب المقصورة مكون من حشوات سداسية الشكل يحيط بها من أعلى وأسفل أشرطة من خشب الخرط الذى انتشر استعماله فى العصر المملوكى.
مسجد شيخ العرب همام
يقع المسجد فى مدينة فرشوط وأمر بتشييده الأمير همام يوسف أحمد محمد همام، وقد اشتهر الأمير همام بالكرم والشجاعة وتولى حكم الصعيد فى الفترة من 1765_ 1769م، وهو الابن البكر للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة، تلك القبائل التى استقرت فى صعيد مصر وتمتعت بقدر كبير من الثروة والنفوذ وسيطر شيوخها على مقاليد الأمور فى الصعيد، وبعد تولى الشيخ همام الحكم بعد وفاة والده يوسف عام 1767 م لم يمض قدما فى توسيع ومد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد، من المنيا إلى أسوان.
يتكون المسجد من صحن أوسط مكشوف تحيط به الأروقة من جهاته الأربعة، أكبرها وأعمقها الرواق المقابل لرواق القبلة، ويشغل المبنى من الداخل 559 مترا، وكتلة المدخل الشمالية والشرقية استخدم فى بنائها الحجر والطوب المحروق ويشمل كل منها على عتب خشبى، ويحتوى النص التأسيسى على أبيات من الشعر منفذة بالحفر البارز.
ومأذنة المسجد مبنية بالطوب المحروق فى جميع جهاته من الداخل والخارج، عدا واجهات كتلتى المدخل الشرقى والشمالى وعقود المحاريب وأروقة الجامع، واشترك الحجر الجيرى والطوب المنجور فى بناء وزخرفة واجهتى كتلتى المدخل الشرقى والشمالى، أما عقود المحاريب وأروقة المسجد فقد بنيت من الطوب المنجور والآجر بطريقة المشهر، وقد استخدم البناء فى لصق الوحدات البنائية مونه مكونة من الطين والجير والحمرة بنسب مختلفة فى أماكن مختلفة.
المسجد العتيق بنقادة
وهو من أقدم المساجد التى يزيد عمرها عن 400 عام فى جنوب محافظة قنا، يقترب من عمارته للمسجد العمرى فى مدينة قوص بالجهة الشرقية، ذلك المسجد الذى يحتوى على أقدم نصوص إسلامية، ورغم إجراء بعض التعديلات داخل المسجد إلا أنه ما زال يحتفظ بعبق الماضى ورائحة القدم ويتردد عليه مختلف الفئات من الشباب وكبار السن والأطفال وكان بمثابة المدرسة الجامعة التى تجمع بين العلوم الدينية والدنياوية.
ويحتوى المسجد على مأذنة قديمة طولها قرابة الـ 14 مترًا وكذلك مأذنة جديدة تتعدى الـ 50 مترًا ارتفاعا، كما بنى المسجد من الطوب اللبن ومن سقف خشبى ويحتوى على فناء فسيح أمام المسجد يجتمع فيه الأهالى يوم الجمعة كما يتواجد عدد من البائعين فى ذلك اليوم، ويشهد مكان ختام دورة المولد النبوى التى تقام فى كل عام بالمدينة وتجوب شوارعها حتى تستقر مرة أخرى أمام الفناء الفسيح للمسجد، كما يشهد المسجد إقامة رواق لتعليم القرآن الكريم وبجانبه مكتب لتحفظ القرآن الكريم للصغار والكبار متواجد منذ عشرات السنين.
المسجد العتيق بنقادة
المسجد العمري بقوص
مدخل مسجد شيخ العرب همام
مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة