تفاقم الأوبئة والسيول مأساة ملايين السودانيين الذين يرزحون تحت وطأة الحرب منذ أكثر من عام، حيث كشفت غرفة طوارئ الخرطوم بحري عن زيادة كبيرة في معدلات الأوبئة بعدة مناطق.
وقال عضو في غرفة طوارئ بحري لصحيفة سودان تربيون، إن المنطقة تشهد معدلات إصابة مرتفعة بالإسهالات المائية والملاريا والتيفويد والدوسنتاريا منذ بداية أغسطس الجاري.
وأوضح أن عدد حالات الإصابة بالإسهال المائي بلغت 200 حالة، بمعدل 10 حالات يوميًا، بجانب 300 إصابة بالملاريا، بمعدل 15 حالة يوميًا.
وأشار إلى أن حالات التيفويد بلغت 240 إصابة، بمعدل 12 حالة يوميًا، بينما بلغت حالات الدوسنتاريا 200 إصابة، بمعدل 10 حالات يوميًا. وأكد أن الحالات تتركز في مناطق الشعبية، المزاد، حلة خوجلي، الدناقلة، الصبابي، شمبات، والديوم.
وقررت اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الازمة بـ ولاية الخرطوم تنفيذ حملة عاجلة تستهدف مكافحة نواقل الأمراض وآثار الخريف وتجفيف وردم البرك وتفتيش المنازل والاسواق.وحشد كل إمكانيات الجهات الرسمية والمنظمات للمشاركة في الحملة، وفقا لوكالة الأنباء الإخبارية السودانية.
وتخضع غالب أحياء الخرطوم بحري لسيطرة قوات الدعم السريع.
ويعاني الوضع الصحي في السودان من تدهور شديد خاصة مع فصل الخريف، حيث توقفت 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
بينما كشفت وزارة الصحة السودانية، عن تضرر 110 آلاف سوداني من الأمطار الغزيرة والسيول التي أودت بحياة 114 شخصًا وإصابة 281 آخرين.
وقالت وزارة الصحة في بيان، إن عدد المحليات المتأثرة بالأمطار والسيول ارتفع إلى 47 محلية في 10 ولايات، حيث تضررت فيها 27,278 أسرة، بإجمالي عدد أفراد بلغ 110,278 شخصًا.
كما كشفت الوزارة عن ارتفاع عدد الوفيات إلى 114 حالة، والإصابات إلى 281 إصابة جراء السيول والأمطار، حيث تُعَد ولايتا الشمالية ونهر النيل الأكثر تضررًا، خصوصًا بسبب انهيارات المنازل والمراحيض.
ويعيش السودان في أغسطس وسبتمبر من كل عام أزمات صحية وبيئية بسبب الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات، لكن هذه الأزمات تفاقمت هذا العام بسبب النزاع المتطاول الذي دمر البنية التحتية وتسبب في توقف عمل مؤسسات الدولة.
وأشارت وزارة الصحة إلى أنها نفذت تدخلات للحد من الآثار الجانبية لفصل الخريف، رغم التحديات التي تواجهها، ومن بينها قلة وسائل التنقل، ووعورة الطرق، وانعدام الأمن في بعض الولايات.
وطالب اجتماع غرفة طوارئ الخريف، الذي عُقد في مقر وزارة الصحة الجديد بولاية كسلا، بحصر مصادر المياه وكميات الكلور المتبقية والطلمبات المختلفة، إضافة إلى تحديد المناطق ذات الهشاشة.
ودمرت الأمطار الغزيرة والسيول الجسور الحيوية وقطعت طرق الإمداد إلى بعض الولايات، حيث يتوقع مرصد منظمة الإيقاد هطول أمطار فوق المعدل الطبيعي حتى سبتمبر المقبل في جميع أنحاء السودان، وسط تحذيرات من تجاوز الفيضانات مستوى عام 2020.
وبشأن المساعدات الإنسانية، أعلنت الأمم المتحدة، عن عبور شاحنات برنامج الأغذية العالمي المحملة بالإمدادات الغذائية الحيوية، الحدود من تشاد إلى السودان عبر معبر أدري. وذلك لحصول الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة في دارفور على المساعدات المنقذة للحياة.
وقال برنامج الأغذية العالم إنه في غضون أيام قليلة منذ إعادة فتح الحدود، قام بحشد المساعدات الغذائية لمنطقة دارفور.
يُذكر أنّ مجلس السيادة السوداني وافق الأسبوع الماضي على فتح معبر أدري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في دارفور.