يتصاعد القتال فى السودان ومعه تتفاقم المأساة الإنسانية فى حرب لا تعرف معنى للنهاية مشتعلة منذ أكثر من عام، ففى مدينة الفاشر عاصمة اقليم دارفور جددت قوات الدعم السريع، قصفها المدفعي العنيف، وأيضا على أم درمان في العاصمة الخرطوم، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وفقا لصحيفة سودان تريبون.
وخلال الأسبوعين الماضيين، كثفت الدعم السريع استهدافها للمناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني في شمالي أمدرمان، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تدمير منازل ومرافق خدمية، من بينها مستشفيات.
وقال مصدر طبي للصحيفة السودانية، إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب نحو 15 آخرين في قصف للدعم السريع استهدف مناطق الثورة بمحلية كرري والريف الشمالي لأمدرمان وأجزاء من حارات أمبدة”.
وشمل القصف قرى العامرية والهواوير في الريف الشمالي لأمدرمان، بالإضافة إلى الحارات “12، 22، 23” التابعة لمحلية أمبدة غرب أمدرمان.
وفي الفاشر، كثفت قوات الدعم السريع قصفها المدفعي تجاه الأحياء الغربية والجنوبية من المدينة، حيث استهدفت حي الدرجة الأولى والسلام، بالإضافة إلى مطار مدينة الفاشر ومحيط قيادة الفرقة السادسة مشاة.
ومنذ أبريل الماضي، تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، قبل أن تبدأ في العاشر من مايو عملية عسكرية واسعة هدفت إلى السيطرة على المدينة المكتظة بضحايا الحروب، حيث خاضت معارك ضارية ضد الجيش السوداني وحلفائه.
ومع تصاعد القتال تتفاقم المأساة الإنسانية لملايين السودانيين، حيث كشفت السلطة المدنية التابعة للحركة الشعبية – شمال، عن تسجيل 109 حالات وفاة بسبب سوء التغذية في 4 مقاطعات في مناطق جبال النوبة وجنوب كردفان.
وكانت السلطة المدنية، أعلنت في 13 أغسطس الجاري عن مجاعة في مناطق سيطرتها في جنوب كردفان والنيل الأزرق، والتي تؤوي حوالي 3 ملايين شخص.
وقال السكرتير الأول للسلطة المدنية، أرنو نقوتلو لودي، لصحيفة سودان تربيون، إن عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية بلغ 109 حالات في 4 مقاطعات، حيث توفى في مقاطعة هيبان 27 شخص، وفي رشاد 62 ، مقابل11 في لقاوة، و 9 في أم دورين.
وأكد السكرتير الأول للسلطة المدنية أن عدد حالات الإصابة بسوء التغذية في مقاطعة رشاد بلغ 18 ألفًا و660 شخصًا، معظمهم من الأطفال وكبار السن، مشيرًا إلى أن التقارير حول عدد الإصابات في بقية المقاطعات لم تصل بعد.
من جانبه قال وزير الصحة السوداني المٌكلف، هيثم محمد إبراهيم، إن 540 مستشفى موجودة في مناطق سيطرة الجيش وأن 65% منها تعمل حالياً، حيث تتحمل مسؤولية تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين.
وأشار الوزير خلال حديثه في المنبر الإعلامي لوزارة الثقافة والإعلام، إلى وجود مستشفيات في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع بكردفان ودارفور تقدم الخدمات الأساسية، لكنه لفت إلى تعرض مستشفيات الفاشر للقصف، مما أجبر الكوادر الطبية على تقديم الخدمات للمواطنين من غرف تحت الأرض. وأكد الوزير على أهمية فتح الطرق، سواء باتفاق أو بالقوة، لإنقاذ أرواح المواطنين.
ودعا الوزير إلى تعزيز دعم القطاع الصحي، مشيراً إلى وصول أجهزة الرنين المغناطيسي وقسطرة القلب إلى نهر النيل والولاية الشمالية.
وأوضح أنه من المتوقع تركيب محطات أوكسجين في عدد من المستشفيات بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالإضافة إلى وصول 66 سيارة إسعاف بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة بدأت في إجراء 100 عملية مجانية لجراحة القلب للأطفال كمرحلة أولى، مع التوسع في عمليات جراحة العظام والقلب والجهاز الهضمي والمناظير.
وبخصوص صحة الأمهات والأطفال، كشف عن ظهور عينات موجبة لفيروس شلل الأطفال في الصرف الصحي بسبب انخفاض حملات التطعيم في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، لكنه أكد انتظام الحملات في الولايات الآمنة، معرباً عن أمله في فتح الطرق لتسهيل إيصال الخدمات إلى تلك المناطق.