قبلت كامالا هاريس رسميا ترشيح الحزب الديمقراطي لها في انتخابات الرئاسة الامريكية 2024 في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وقالت واشنطن بوست إن هاريس وظفت خطاب قبول ترشيح الحزب الديمقراطي لها للرئاسة وهو الأهم في مسارها السياسي كممثلة للطبقة الوسطى الامريكية وكقناة لتوجيه البلاد بعيدا عن الأسلوب السياسي الصدامي الذي يتبناه دونالد ترامب.
خلال كلمتها في ختام المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو ، قالت نائبة بايدن أن قصتها الشخصية وخلفيتها كمدعية عامة جعلتها مؤهلة لحماية مصالح الأمريكيين ضد رئيس سابق وصفته بأنه لا يفكر إلا في مصالحه الخاصة.
ودعت هاريس الناخبين الأمريكيين إلى رفض الانقسام السياسي ورسم ما أسمته "طريق جديد للمضي قدما"، وقالت: "إن أمتنا لديها بهذه الانتخابات فرصة ثمينة وعابرة لتجاوز المرارة والسخرية والمعارك الانقسامية في الماضي .. لدينا فرصة لرسم طريق جديد للمضي قدمًا ليس كأعضاء في أي حزب أو فصيل، ولكن كأمريكيين".
وفقا لاسوشيتد برس، كان خطابها يهدف لجذب شريحة واسعة من الأمريكيين ، ووجهت عدة نداءات ضمنية لشريحة كبيرة من الناخبين الذين كانوا قبل أسابيع فقط غير راضين عن خياريهما للبيت الأبيض، وخاصة الساخطين على ترامب، وهو ما أكده ظهور العديد من الأشخاص الذين انفصلوا عن الرئيس الخامس والأربعين، بينما تبنوا سياسات ونهج بايدن
وقالت هاريس: "أمريكا، كان الطريق الذي قادني إلى هنا في الأسابيع الأخيرة غير متوقع بلا شك. لكنني لست غريبة على الرحلات غير المتوقعة".
في الوقت نفسه سعت هاريس لإعادة تقديم نفسها الى أمريكا بينما تدخل الأسابيع الـ 11 الأخيرة من حملة انتخابة متقاربة، واختارت التركيز على "مشروع 2025"، وهو جدول أعمال سياسي محافظ صاغه العديد من مساعدي ترامب السابقين والذي ينفي علاقته بالمشروع.
وحذرت من أن السياسات التي يقدمها سيكون لها تأثير مدمر على الصحة الإنجابية، ما يؤدي إلى حظر الإجهاض على مستوى البلاد وفرض مزيد من القيود على الرعاية الصحية للمرأة وقالت: " إنهم فاقدون لعقولهم، مضيفة إنها ستوقع "بفخر" على تشريع يحمي حقوق الإجهاض ليصبح قانون، وهو تعهد قدمه بايدن أيضا، ولكنه بعيد المنال في الكونجرس الحالي
وانتقدت هاريس أعضاء جمهوريون بالكونجرس خضعوا لضغوط ترامب، ورفضوا مشروع قانون ثنائي تبناه الحزبان لتعزيز أمن الحدود، والذي كان سيفرض أكثر الإجراءات صرامة على الهجرة منذ عقود وتعهدت بإنشاء "مسار عادل للحصول على الجنسية الامريكية" في الولايات المتحدة. كما أكدت أنها، ستقوم بالتوقيع على تشريع شامل لأمن الحدود ليصبح قانونا نافذا.
وقالت: "من نواح كثيرة، دونالد ترامب رجل غير جاد.. لكن عواقب إعادة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض خطيرة للغاية".
وفي تصريحاتها الأكثر تعمق بشأن الأمن القومي منذ أصبحت مرشحة رئاسية، وعدت هاريس بتعزيز العلاقات الأمريكية مع حلفاء الناتو وقالت إن البلاد يجب أن تستمر في دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا الامر الذي شكك فيه ترامب مرارا، وقالت: "لن أتردد أبدا في الدفاع عن أمن أمريكا ومثلها العليا، لأنه في الصراع الدائم بين الديمقراطية والاستبداد، أعرف أين أقف وأعرف أين تنتمي الولايات المتحدة".
كما تعهدت بالعمل لإنهاء حرب إسرائيل في غزة التي يمكن أن تعمل على استقرار بقية المنطقة، مع عدم التردد في حماية القوات الأمريكية من العدوان من قبل إيران وغيرها من الخصوم، وبينما تعهدت بالدفاع دائما عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ودفعت من أجل إطلاق سراح الرهائن وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، سلطت الضوء على محنة المدنيين الفلسطينيين أيضا.
وانتقد المحتجون المؤيدون للفلسطينيين وأعضاء الحركة "غير ملتزم" في الساحة منظمي المؤتمر بشدة لعدم دعوة أمريكي فلسطيني إلى المسرح، وقال ناشطون مؤيدون للفلسطينيين انهم محبطون إن خطاب كامالا هاريس فشل في إظهار حقيقة الوضع الراهن، بعد أسبوع تم فيه تجاهل القضية الأكثر إثارة للانقسام التي تواجه الحزب إلى حد كبير، وان ما جاء في خطابها ما هو الا نتاج ضغط منتقدي الدعم الأمريكي لإسرائيل
ودفع المندوبون المسلمون وحلفاؤهم من أجل تخصيص وقت للحديث في وقت الذروة لمعالجة أحدث إراقة دماء في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، ورفض متحدث باسم الحملة شرح القرار بعدم جدولة كلمة لمتحدث فلسطيني في المؤتمر الوطني الديمقراطي. وقال مصدر مطلع على المناقشات إن منظمي المؤتمر الوطني الديمقراطي اتخذوا القرار بالتشاور الوثيق مع حملة هاريس.
ويخشى المطلعون على الحزب أن تكلف حرب غزة هاريس الأصوات اللازمة في ولايات ساحة المعركة مثل ميشيجان، التي تضم مدنًا بها أعداد كبيرة من المسلمين والعرب الأمريكيين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة