16 شهرا من الحرب المستعرة فى السودان، خلفت أرقام مفزعة لأكبر مأساة إنسانية قد يتغافل عنها العالم ، حيث قتل فى هذا الصراع ما يزيد عن 30 ألف، وأصيب أكثر من 70 ألف شخص منذ اندلاع الحرب في أبريل من العام الماضي، بحسب تقرير سابق لنقابة أطباء السودان متوقعة أن يكون الرقم الحقيقي للضحايا أكبر بكثير.
بيان هيئات نقابية سودانية، قال أن الحرب السودانية أدت إلى تشريد أكثر من 12 مليونا، نزح نحو 9 مليونا إلى مناطق داخلية، ولجأ أكثر من 3 ملايين شخص لدول الجوار.
ووصفت المنظمة الدولية للهجرة، الوضع الإنساني في السودان بأنه وصل إلى "انهيار كارثي" ، وأشارت "المجاعة والفيضانات والتحديات التي تواجه ملايين الأشخاص الذين يكافحون للتكيف مع أكبر أزمة نزوح في العالم، بعد 16 شهرا من صراع عبثي في السودان".
المنظمة أوضحت أن "النزوح يزداد، حيث يسعى أكثر من 10.7 ملايين شخص إلى العثور على الأمان داخل البلاد، وقد أدى الصراع في ولاية سنار (جنوب شرق) وحدها إلى نزوح أكثر من 700 ألف شخص الشهر الماضي (يوليو)".
وبشأن الفيضانات، قالت منظمة الهجرة إن الأمطار والسيول الواسعة زادت الطين بلة، إذ أدت إلى نزوح أكثر من 20 ألف شخص منذ يونيو الماضي في 11 ولاية من ولايات السودان الـ18، كما جرفت السيول البنية الأساسية الحيوية، مما أدى إلى تعطيل توصيل المساعدات الإنسانية الحيوية بشكل أكبر.
وحذرت من أنه "على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، من المتوقع أن يواجه ما يقدر بنحو 25.6 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد مع انتشار الصراع".
وبشأن الوضع الصحي أعلنت السلطات الصحية في السودان عن تفشي وباء الكوليرا الذي أسفر عن وفاة ما لا يقل عن 22 شخصًا وإصابة أكثر من 300 آخرين في الأسابيع الأخيرة من شهر اغسطس.
أدت الحرب لتدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير في بلد كان يعاني أصلا من أزمة اقتصادية طاحنة، حيث حذرت منظمة إنقاذ الطفولة، من أن نحو 230 ألف طفل وامرأة (بينهن حوامل) مهددون بالموت بسبب الجوع ما لم يتم توفير التمويل العاجل، لإنقاذ الحياة للاستجابة للأزمة الهائلة في السودان.
ويعاني أكثر من 2.9 مليون طفل في السودان من سوء التغذية الحاد، حسب تقرير مشترك للأمم المتحدة ووزارة الصحة السودانية ومنظمات أخرى غير حكومية.
ومن بين هؤلاء الأطفال، يحتمل أن يعاني أكثر من 100 ألف طفل من مضاعفات طبية مثل الجفاف وانخفاض حرارة الجسم ونقص السكر في الدم، الأمر الذي يتطلب رعاية مكثفة ومتخصصة في المستشفى للبقاء على قيد الحياة.
وتوقعت منظمة إنفاذ الطفولة أن يموت في الأشهر المقبلة حوالي 222 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد وأكثر من 7 ألاف أم (ولدن حديثا)، إذا لم تتم تلبية احتياجاتهم الغذائية والصحية، موضحة أن هذه التوقعات تستند إلى مستويات التمويل الحالية لبرنامج التغذية الطارئة في السودان، والذي يغطي في الوقت الحالي 5.5٪ فقط من إجمالي الاحتياجات في البلاد، مقابل 23٪ العام الماضي.
وحتى اليوم لم تفلح الجهود الدولية فى إخماد نيران الحرب، ولاتزال المعارك الضارية تحصد المزيد من الضحايا فى ولايات السودان، وتتفاقم المأساة الانسانية مع موسم الفيضان وانتشار الأوبئة وفى ظل فشل المنظومة الصحية فى الوصول إلى كافة السودانيين وسط المعارك.