مصطفى عبد التواب يكتب: ياسر عبد الرحمن كيف عبر الزمان والمكان بموسيقاه التصويرية؟

السبت، 24 أغسطس 2024 08:30 م
مصطفى عبد التواب يكتب: ياسر عبد الرحمن كيف عبر الزمان والمكان بموسيقاه التصويرية؟ ياسر عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل تخيلت أن تعبر الزمان والمكان، وتسبق عصرك الذى ولدت خلاله، لتزرع نفسك فى ذاكرة التاريخ؟ ربما تتعجب من السؤال لكن هذا ما فعله بالضبط الموسيقار ياسر عبدالرحمن، عاد بالزمن ليحفر نفسه فى تاريخ لم يشهده، كيف حدث هذا؟ وكيف عبر المكان ليزرع نفسه فى مجتمع لم يعش فيه؟.. فى السطور التالية محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة.

عندما يذاع على التلفاز فيلم ناصر 56 بطولة الفنان الكبير الراحل أحمد زكى، تجد الموسيقار ياسر عبدالرحمن قد زرع نفسه فى التاريخ، وكانت الموسيقى هى آلة الزمن التى عبر من خلالها، فإذا بدر فى ذهنك الآن لحظات التحدى التى عاشها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ولحظات الانكسار التى تلت العداون الثلاثى، ستجد موسيقى ياسر عبدالرحمن تكمل الصورة التى برع فى تجسيدها «تمثيلا» الفنان أحمد زكى، ليقدما لذاكرة المصريين صورة لم يروها للرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى لحظات فارقة فى تاريخ هذه الأمة، وزراعة الموسيقار ياسر عبدالرحمن موسيقاه فى هذه الفترة التاريخية هو عبور كامل للزمن، لأن هذه الأحداث كانت قبل ميلاده فى عام 1961.

أما فيلم «أيام السادات»، فكان بمثابة تحد خاضه الفنان أحمد زكى والموسيقار ياسر عبدالرحمن لزراعة نفسيهما فى تاريخ تعرف عنه ذاكرة المصريين الكثير على عكس الأمر فى تجربة ناصر 1956، فهى كانت تجربة لسرد أحداث لم ترها الأجيال الحالية من المصريين، أو لم يروا منها الكثير بشكل مباشر، لكن فى أيام السادات كان التحدى أكبر لأن الفيلم وموسيقاه ينافسان مشاهد حقيقية أذيعت على التليفزيون، وعلى الرغم من هذا نجح الموسيقار ياسر عبدالرحمن فى عبور الزمن وزراعة موسيقاه فى أحداث تزامنت مع مرحلة طفولته.

اليد الطولى لموسيقى ياسر عبدالرحمن لم تكتف بعبور الزمان وزراعة اسم صاحبها فى التاريخ الذى لم يعشه، بل تمكنت من عبور محل ميلاد الموسيقار ياسر عبدالرحمن لتربط بين اسمه وعالم آخر لم يعشه، وكانت تذكرة العبور هى موسيقى الضوء الشارد، التى لا تزال حية ومسموعة حتى فى 2024 مع كل هذا الكم الكبير من التطور فى الموسيقي، لكنها أصبحت رمزا صعيديا حتى وإن لم يكن ياسر عبدالرحمن صعيديا.

سجل حافل من الموسيقى، عبر بها الموسيقار ياسر عبدالرحمن خصوصا فيما يخص الأعمال الدرامية التى أذيعت فى فترة ما قبل الانفتاح الفضائى والمنصات، وقتما كانت المسلسلات يتابعها كل أفراد الأسرة فى وقت واحد وكنشاط يومى ترفيهى جماعى، فى هذا الوقت الذى كان العقل الجمعى للمصرين يخزن ذاكرته التليفزيونية التى صارت من الأعمال التاريخية فى مشوار الدراما المصرية، كان ياسر عبدالرحمن أيضا يسطر اسمه بمعزوفاته فى تاريخ التليفزيون المصرى.
من منا لا يعرف موسيقى مسلسلات المال والبنون والوسية، والليل وآخره، والضوء الشارد والتوأم، وخالتى صفية والدير، ورجل فى زمن العولمة، والعائلة والناس، ومسلسل سارة، وحياة الجوهرى، والحقيقة والسراب، وسوق العصر، والبحار مندى، كل هذه أعمال لا يمكنك تذكرها دون تذكر بصمة ياسر عبدالرحمن بها من خلال موسيقاه التصويرية العبقرية التى ستعبر الأجيال لسنوات وسنوات.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة