بذلت الدولة على مدار السنوات الماضية، مجهودات تفوق العقل فى القضاء على أزمة تراكم القمامة، والمخلفات وبؤر المقالب العشوائية، لتحولها إلى أماكن ومتنزهات عامة تسر العين والقلب معا، لتؤكد أن يد التطوير نالت من القبح واستبدلته بالجمال، حيث نجحت خطة وزارة البيئة بالتعاون مع التنمية المحلية وهيئة المجتمعات العمرانية فى وضع حلول جذرية للقضاء على تجمعات مخلفات الهدم والبناء والمخلفات الصلبة والعضوية، المسببة لمشكلات صحية وبيئية للقاطنين بالمناطق المجاورة لهذه المقالب، لتتحول لمتنفس ورئة من المسطحات الخضراء للاستمتاع بها فى وسط القاهرة وأطرافها والعديد من المحافظات، خاصة أن أماكن التجمعات للمخلفات كانت وسط الاحياء والمناطق السكنية، أو على اطراف العاصمة، أو كبريات المدن، لتعكس التزام وتوجه الدولة نحو تحسين جودة الهواء، وضمان حياه أفضل للمواطن، والحفاظ على البيئة وصحة المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة، حيث تساهم عملية تحويل المقلب إلى متنزه فى توفير بيئة خضراء.
ومن أشهر هذه المقالب التى تم تطويرها منطقة تلال الفسطاط بمصر القديمة، وحديقة الأزهر بطريق صلاح سالم التى كانت ترافق منطقة القلعة، ومقلب قمامة شرق مدينة نصر، ومقلب قمامة قرية كوم العرب بطما فى محافظة سوهاج، والمقلب الوسيط بالبحيرة، ومقلب قمامة الحديقة العامة فى أسيوط، وانضم لهم مقلب السلام العمومى الذى في طريقه لتحويله لمتنزه عام، حيث تم القضاء على احد وأكبر بؤر التلوث في شرق القاهرة .
"اليوم السابع" يرصد بالصور مراحل تطوير المقلب وكيف تحول من مكان يشكل بؤرة للتلوث لمكان يمكن استغلاله بعد إعادة تأهيله، خاصة وأن المشروع، يهدف فى مرحلته الأولى عملية الإغلاق بتكلفه حوالي 130 مليون جنيه، ضمن مخطط التخلص من الآثار السلبية للمقالب العشوائية، وجارى إعادة تأهيل الموقع وتنفيذ البنية التحتية لتحويله لمتنزه عام.
في البداية انتهت وزارة البيئة من المرحلة الأولى من أعمال غلق المقلب، باعتباره أول مشروع إغلاق آمن لمقلب مخلفات فى مصر" بحجم استثمارات تبلغ 530 مليون جنيه ضمن مشروعات منظومة المخلفات.
أما المرحلة الثانية تشمل تنفيذ المنتزه العام واللاند سكيب بتكلفة قدرها حوالي 400 مليون جنيه، وتشمل أيضا محطة كهرباء باستخدام الغاز الحيوى المتولد من المقلب، والتى تعد جزءاً من استراتيجية شاملة للاستفادة القصوى من المخلفات وإشراك القطاع الخاص، يتم تنفيذها ضمن أعمال المرحلة الثانية من المشروع التى ستركز على أعمال التشجير والزراعات وتنسيق الموقع العام..
المرحلة الأولى من المشروع أيضا شملت عمليات التسويات والتغطية، بالإضافة إلى تنفيذ البنية التحتية اللازمة لشبكة سحب الغاز وحرقه بطريقة آمنة للبيئة عن طريق المحرقة،
المنطقة المحيطة بموقع التخلص غير الآمن من المخلفات كانت تأثرت بالأدخنة وازدادت هذه التأثرات بعد الزحف العمراني، ووجود كتلة سكنية واستاد رياضي حوله، وأصدر رئيس مجلس الوزراء تكليفاته بتنفيذ نموذج يحتذى به في عمليات أغلاق الموقع والحفاظ على صحة المواطنين وسلامتهم، بجانب الحفاظ على البيئة من الغازات الرئيسة المُسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وخاصةً غاز الميثان ، فضلًا عن الحد من التكاليف الباهظة لنقل المخلفات، والتخلص من الآثار السلبية الناتجة عن عمليات النقل.
جدير بالذكر أن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة قامت بإعداد الدراسات اللازمة لإغلاق الموقع وتم مراجعتها من خلال وزارة البيئة، واتخذت الهيئة الإجراءات اللازمة للطرح والترسية بتنفيذ عمليات الإغلاق من خلال إحدى الشركات المتخصصة ، وتم تنفيذ أعمال التشكيل بالموقع باتباع اعلى المواصفات وأقصى معايير الأمان العالمية نظراً لوقوع المشروع داخل كتلة سكنية، وبعد الانتهاء من أعمال تشكيل الموقع والتسوية تم تنفيذ أعمال آبار وشبكة سحب الغاز ويتم معالجة الغاز في وحدة مخصصة لذلك، كما تم تنفيذ آبار مراقبة، و تغطية الموقع بطبقة رملية بطبقات العزل والتبطين على كامل مسطح وجوانب الموقع، حيث تعتبر تلك الخطوات بداية للقضاء على أحد أكبر بؤر التلوث شرق القاهرة
المقلب بعد التطوير
المقلب قبل التطوير
جانب من مقلب المخلفات بعد تطويرة
خلال عملية رفع المخلفات
صورة اجمالية للمقلب
مقلب المخلفات