ربما كان الأمر أقرب إلى حلم مستحيل، البقعة التى شهدت على حرب كاسرة بين القوى العالمية الكبرى قبل ثمانية عقود، وغادروها تاركين لنا ملايين الألغام عنوانًا على الخطر والموت المؤجل؛ صارت بين غمضة عين وانتباهتها مرتكزًا مهمًا للتنمية، وبقعة مضاءة بالحيوية والثقافة والفن والإبداع، تستقبل ملايين الزوار، وتقدم لهم تجربة مختلفة وغير مسبوقة فى سياحة السفر والترفيه، وفى نمط الحياة العصرى المتكامل.
المسألة أقرب إلى تخليص الرمل من ذاكرته السوداء، وكتابة ذاكرة جديدة لمنطقة العلمين، وربما للساحل الشمالى الغربى بكامله، لا تنقطع فقط عن ميراث الحرب القديمة بكل أثقالها؛ إنما تنقطع أيضا عن الثقافة السائدة عن السياحة فى تلك المنطقة، وأنها مقصد للأثرياء وعلية القوم، ووجهة موسمية محكومة بالصيف وأنشطة البحر. لتقدم المدينة الجديدة فى سنوات نشأتها تصورا مغايرا للحياة والعمل والتنمية فى تلك البقعة المهمة، ويقدم المهرجان فى دورتين اثنتين فقط صورة عملية عن العدالة الثقافية، وعن ديمقراطية الثقافة والفن والإبداع والترفيه، بينما تحتضن زورا من كل الجنسيات وكل الطبقات، وتفتح أبوابها للجميع ليكونوا شركاء فى صناعة اللحظة، وفى كتابة الذاكرة الجديدة للمنطقة.
لم يكن أحد يتخيل أن تتحول العلمين من مدينة ألغام إلى مدينة أحلام فى غضون سنوات قليلة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فالإرادة السياسية حققت المعجزات وجعلت من العلمين درة الساحل الشمالى والبحر الأبيض المتوسط.
كانت العلمين فى الماضى عبارة عن المدينة التى بها مقابر جنود الحرب العالمية والمليئة بالألغام، وتضم بعض القرى السياحية التى تعد على أصابع اليد، مما جعلها وجهة موسمية لفئات محدودة، ولكن سرعان ما حدث التطوير الكبير فى التخطيط العمرانى، لتصبح منطقة جذب دائمة لكل الفئات بفضل تنوع الأنماط العمرانية والمعيشية.
شهد الساحل الشمالى تطورات كبيرة فى البنية التحتية، بما فى ذلك إنشاء طرق جديدة مثل طريق فوكا، الذى يربط القاهرة بالساحل الشمالى الغربى، مما يسهل الوصول إلى المنطقة فى أقل من ساعتين، كما تم بناء العديد من القرى السياحية الفاخرة والمشاريع السكنية التى تلبى احتياجات مختلف الفئات.
أصبحت المنطقة مقصدا رئيسيا للاستثمارات العقارية، حيث تم إنشاء العديد من المشاريع السكنية الفاخرة مثل الفيلات والشقق السكنية، هذه المشاريع لا توفر فقط منازل فاخرة، بل تقدم أيضا مرافق ترفيهية وخدمات عالية الجودة، مما يجعلها وجهة مثالية للعيش والاستثمار.
مع تزايد الاهتمام بالسياحة المستدامة، بدأت العديد من المشاريع فى الساحل الشمالى تركز على الحفاظ على البيئة وتقديم تجارب سياحية صديقة للبيئة، هذا التوجه يعزز من جاذبية المنطقة للسياح الذين يبحثون عن تجارب فريدة ومستدامة.
تغيير النظرة إلى الساحل الشمالى من مجرد وجهة سياحية إلى مركز استثمارى يعكس التطورات الكبيرة التى شهدتها المنطقة، بفضل البنية التحتية المتطورة والمشاريع العقارية الفاخرة، أصبح الساحل الشمالى وجهة مثالية للاستثمار والعيش، مما يعزز من مكانته كواحدة من أهم المناطق فى مصر.
الساحل الشمالى ليس فقط وجهة سياحية واستثمارية، بل هو أيضا منطقة غنية بالثقافة والتراث، يمتد الساحل الشمالى بطول 550 كم من الإسكندرية شرقا إلى السلوم غربا، ويحتضن العديد من المواقع التاريخية والثقافية التى تعكس تاريخ مصر العريق.
تتميز المنطقة بتراث ثقافى متنوع يشمل التراث المادى وغير المادى، من بين المعالم البارزة، نجد القرى البدوية التى تحافظ على تقاليدها وعاداتها القديمة، وتقدم للزوار تجربة فريدة للتعرف على نمط الحياة البدوى الأصيل، كما توجد العديد من المواقع الأثرية التى تعود إلى العصور القديمة، ما يجعل الساحل الشمالى وجهة مثالية لعشاق التاريخ والثقافة.
يمثل الساحل الشمالى مزيجا فريدا من الجمال الطبيعى والثقافة الغنية، ما يجعله وجهة مثالية للسياح والمستثمرين على حد سواء، بفضل الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الثقافى والطبيعى، يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة غنية ومتنوعة تعكس تاريخ مصر العريق و تقا ليدها الأصيلة.