ملف القطاع الصحى فى مصر على رأس أولويات الدولة.. دراسة للمركز المصرى للفكر تكشف أهمية المبادرات الرئاسية الصحية لتحسين صحة المواطن.. وتؤكد: ساهمت فى رفع كفاءة ومستوى الخدمة الطبية المقدمة لكل الأعمار

الإثنين، 26 أغسطس 2024 02:00 م
ملف القطاع الصحى فى مصر على رأس أولويات الدولة.. دراسة للمركز المصرى للفكر تكشف أهمية المبادرات الرئاسية الصحية لتحسين صحة المواطن.. وتؤكد: ساهمت فى رفع كفاءة ومستوى الخدمة الطبية المقدمة لكل الأعمار مبادرات صحية
كتب محمود العمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جاء ملف القطاع الصحي في مصر على رأس أولويات الدولة منذ عام 2014؛ نظرًا إلى كونه أحد أبرز الملفات التي تمس المواطن المصري بالدرجة الأولى، وانطلقت جهود الدولة في اتجاهين؛ هما: إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية، وإطلاق حزمة من الإصلاحات الصحية العاجلة والتي تتمثل في إطلاق العديد من المبادرات الصحية تحت رعاية رئيس الجمهورية؛ لرفع كفاءة ومستوى الخدمة المقدمة للمواطنين والتي استهدفت كافة الفئات بدءًا من الأطفال وحتى كبار السن مما أحدث طفرة في الملف الصحي، ليتغير واقع المصريين إلى حياة صحية أفضل في ظل السعي إلى تقديم مستوى جيد من الخدمات الصحية والطبية التي توفر دعمًا لمحور “الاستثمار في صحة الإنسان” في المقام الأول.

وكشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات، ما أدركته الدولة المصرية لحاجة التدخل بمبادرات صحية مهمة وعاجلة لتحسين صحة المواطن المصري الذي عانى لعقود من الإهمال الطبي، فكان على رأس تلك المبادرات العاجلة:

1. مبادرة إنهاء قوائم الانتظار

انطلقت المبادرة الرئاسية عام 2018 وكان من أولى المبادرات التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية بهدف تخفيف معاناة غير القادرين، وإجراء الجراحات العاجلة والحرجة بأعلى جودة وفي أسرع وقت ممكن. واشتملت المبادرة على الإجراء المجاني لجراحات “القلب – العظام – الرمد – الأورام – القساطر المخية – المخ والأعصاب – زراعة الكلى – زراعة الكبد – زراعة القوقعة” وتمثلت إنجازات المبادرة فيما يلي:
• إجراء 2 مليون و74 ألفا و952 عملية جراحية.
• استقبال وزارة الصحة 164 ألفا و244 اتصالًا من مرضى قوائم الانتظار، منذ بداية المشروع وحتى فبراير 2024. بنسبة إنجاز وصلت 98,62% عبر الخط الساخن المخصص للمبادرة.
• متابعة 73 ألفًا و783 حالة، من أول يوليو 2023 حتى فبراير 2024.

2- المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سي والأمراض غير السارية تحت شعار”100 مليون صحة”: 
أطلقت المبادرة الرئاسية للقضاء علي فيروس سي والأمراض غير السارية في عام 2018، تحت شعار “100 مليون صحة،” واستهدفت المبادرة الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي (سي)، إلى جانب التقييم والعلاج من خلال وحدات علاج الفيروسات الكبدية المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية، وكذا الكشف المبكر عن السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، وتوجيه المكتشف إصابتهم لتلقي العلاج بمختلف الوحدات والمستشفيات؛ وذلك بهدف خفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية والتي تمثل حوالي 70% من الوفيات في مصر.

واستهدفت المبادرة نحو 50 مليون مواطن بتكلفة 3.8 مليارات جنيه وقد تم من خلالها أيضًا فحص 10 ملايين من طلاب المدارس. ونُفذت المبادرة الرئاسية على ثلاث مراحل: ضمت المرحلة الأولى 9 محافظات في “جنوب سيناء ومطروح وبورسعيد والإسكندرية والبحيرة ودمياط والقليوبية والفيوم وأسيوط”، وضمت المرحلة الثانية 11 محافظة وهي: “شمال سيناء والبحر الأحمر والقاهرة والإسماعيلية والسويس وكفر الشيخ والمنوفية وبني سويف وسوهاج وأسوان والأقصر”؛ وشملت المرحلة الثالثة 7 محافظات وهي: “الوادي الجديد والجيزة والغربية والدقهلية والشرقية والمنيا وقنا.”

ثانيًا: مبادرات الكشف المبكر عن الأمراض: 

حققت الدولة تقدمًا ملحوظًا في مجال الكشف المبكر على صحة المواطنين لتدارك الأمراض في مراحل مبكرة ومن ثم القضاء عليها أو الوقاية منها عن طريق إجراء الفحوصات اللازمة وتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية على المستوى المركزي والمحلي. وقد أطلقت الدولة المصرية عددًا من المبادرات الصحية التي تقوم بالكشف المبكر عن عدة أمراض طالما كانت تهدد صحة المواطن المصري، تمثلت فيما يلي:


1. المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي
أطلقت المبادرة الرئاسية في سبتمبر 2021، بتكلفة 2.8 مليار جنيه، استهدفت فحص جميع المواطنين في الفئة العمرية من 18-40 عاما؛ وذلك من أجل الاكتشاف المبكر للاعتلال الكلوي المزمن وسط مجموعات المرضى الأكثر عرضة وهم مرضى السكر والضغط ومرضي انسداد المسالك البولية والحصوات الكلوية المتكررة للعمل على إيقاف تطور المرض واستعادة وظائف الكلى، وكان أبرز نتائج المبادرة الآتي:


• فحص 7 ملايين و91 ألفًا و272 مواطنًا، ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لفحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، منذ انطلاق المبادرة في شهر سبتمبر 2021 حتى يونيو 2023.
• –  إحلال وتجديد 40٪ من وحدات الغسيل الكلوي التابعة لوزارة الصحة في المحافظات بدخول 2600 جهاز غسيل كلوي و1000 كرسي، بتكلفة إجمالية تبلغ 1.9 مليار جنيه.
• مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم لطلاب المدارس.


أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي في فبراير 2019، مبادرة المسح القومي لأمراض الأنيميا والسمنة والتقزم بين طلاب المدارس الابتدائية الحكومية الرسمية والرسمية المتميزة والخاصة للوقوف على الوضع الصحي للطلاب. واستهدفت المبادرة فحص 15 مليون طالب في المرحلة الابتدائية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، وذلك بـ 30 ألف مدرسة حكومية وخاصة.


وقامت المبادرة بفحص 7.5 ملايين طالب بمختلف مدارس الجمهورية كما بلغ عدد الفرق الطبية المشاركة في المبادرة نحو 2400 فريق، وأطلق من خلال المبادرة حملة الدولة القومية للقضاء على الديدان المعوية للطلاب بالمدارس الابتدائية وسعت الحملة إلى خفض معدل انتشار الإصابة بالطفيليات المعوية بين تلاميذ المدارس.

• المبادرة الرئاسية للعناية بصحة الأم والجنين


أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي في مارس 2020 مبادرة “العناية بصحة الأم والجنين” للكشف المبكر عن الإصابة بالأمراض المنتقلة من الأم للجنين، وتوفير العلاج والرعاية الصحية بالمجان تحت شعار “100 مليون صحة”.وتستهدف المبادرة الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس “بي” وفيروس نقص المناعة البشري ومرض الزهري للسيدات الحوامل، بالإضافة إلى خفض وفيات الأمهات الناجمة عن تلك الأمراض.

وتشمل المبادرة أيضًا متابعة حالة الأم والمولود لمدة 42 يومًا بعد انتهاء الحمل لاكتشاف عوامل الخطورة على الأم أو المولود، واتخاذ الإجراءات المناسبة إضافةً إلى صرف المغذيات الدقيقة اللازمة في فترة النفاس.

• مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف السمع للأطفال

يشير مصطلح فقدان السمع المسبب للإعاقة حسب منظمة الصحة العالمية إلى فقدان السمع بمقدار يزيد على 35 ديسيبل في الأذن الأقوى سمعًا. ويعيش نحو 80٪ من الأشخاص المصابين بفقدان السمع المسبب للإعاقة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وحسب المنظمة فإنه من المتوقع بحلول عام 2050 أن يعاني 2,5 مليار شخص تقريبًا من فقدان السمع بدرجة ما، وسيحتاج 700 مليون شخص على الأقل إلى إعادة تأهيل لمعالجة مشاكل السمع[vii].


وقد أدركت الدولة المصرية بأن الكشف المبكر هو السبيل الوحيد للعلاج والوقاية أيضا، فأطلقت مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف السمع للأطفال في سبتمبر 2019، وحققت المبادرة نجاحا متعدد الأبعاد سواء بتطوير البنية التحتية فيما يخص أجهزة قياس السمع وتدريب الطواقم الطبية على أساليب الكشف الحديثة أو عن الكشف المبكر لفاقدي السمع بين الأطفال وعلاجهم مجانا على نفقة الدولة

• المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية


أطلقت الدولة المصرية المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية ” الرئة – البروستاتا- القولون- عنق الرحم” بالمجان في ثماني عشرة محافظة بالجمهورية تضم (الإسكندرية، البحيرة، مطروح، دمياط، القليوبية، الفيوم، أسيوط، بورسعيد، جنوب سيناء، القاهرة، المنوفية، البحر الأحمر، كفر الشيخ، سوهاج، الإسماعيلية، بني سويف، شمال سيناء، الأقصر)، مستهدفة المواطنين من سن 18 عامًا فأكثر، بهدف الكشف عن الأورام في المراحل المبكرة، مما يساهم في تقليل نسبة الوفيات الناجمة عن المرض، وتقليل العبء المادي الذي يسببه تشخيص الأورام في المراحل المتأخرة.


تأتي المبادرة تحت مظلة ” مليون صحة”، المبادرة الأكبر في تاريخ الدولة المصرية، وقد بلغ المستفيدون من المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام السرطانية 2,726,708 مليون مستفيد منذ انطلاقها في يونية 2023 حتى ديسمبر 2023.

• الكشف عن سرطان الرئة ضمن المبادرة:

أفاد السجل القومي للأورام في مصر بأن سرطان الرئة هو ثالث الأورام الأكثر شيوعًا لدى الرجال، بعد أن كان خامس الأورام شيوعًا، حيث يمثل 7.3% من نسب حدوث الأورام لدى الرجال في مصر.

وهناك ما يقرب من 4800 إصابة جديدة بسرطان الرئة لدى الرجال والسيدات سنويًا في مصر، وتشير التقديرات إلى أنه من المتوقع تضاعف أرقام المصابين في حالة عدم الكشف عن المرض في مراحله المبكرة. حيث يتم اكتشاف أكثر من 80% من الحالات في المراحل المتأخرة للمرض أي في المرحلة الثالثة أو الرابعة، وهي مراحل يصعب الوصول فيها إلى الشفاء التام بعكس المرحلتين الأولى والثانية.

• الكشف عن سرطان البروستاتا ضمن المبادرة:


يحتل سرطان البروستاتا المرتبة الرابعة كأكثر الأورام شيوعًا بين الرجال في مصر، بمعدل إصابات جديدة يزيد عن 4500 مريض في سنة 2020 ومعدل وفيات وصل إلى أكثر من 2000 حالة. ويعد ثاني أكثر الأورام شيوعًا حول العالم في الرجال ولهذا يعتبر وضع هذا المرض داخل دائرة الضوء أمرًا في غاية الأهمية. في حال الاكتشاف المبكر لتضخم البروستاتا وارتفاع نسبة التحاليل من الممكن إيقاف تحور المرض إلى ورم ووقف انتشاره خارج البروستاتا.

الكشف عن سرطان القولون ضمن المبادرة:


وفقًا لمؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357، فإن سرطان القولون في مصر يمثل 3.0% من جميع سرطانات المكتشفة، وهو ما يمثل 3.4% و2.6% من سرطانات الذكور والإناث على التوالي. كما يحتل المرتبة الثامنة بين الذكور والحادية عشرة بين الإناث. ويبلغ متوسط العمر عند التشخيص لدى الذكور 51.9 عامًا ومتوسط العمر عند التشخيص في الإناث 56.5 عامًا.

• الكشف عن سرطان عنق الرحم ضمن المبادرة:


يأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة الرابعة بين الأورام الأكثر شُيُوعًا بين النساء عالميًا،[ix] إذ قُدِّر عدد الحالات الجديدة بنحو 604000 حالة وعدد الوفيات بنحو 342000 وفاة في عام 2020.

وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أعلى معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم والوفيات الناجمة عنه توجد في البلدان منخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. وهذا ما يعكس أوجه عدم المساواة الكبيرة الناجمة عن عدم إتاحة خدمات فحص عنق الرحم، والعلاج، على المستوى الوطني، إلى جانب المحددات الاجتماعية والاقتصادية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة