هند سعيد صالح في حوار لـ"اليوم السابع": عادل إمام لم يقصر في السؤال على أبويا حتى آخر يوم في حياته وما شوفتهوش بيصلي إلا بعد خروجه من السجن.. وما ينفعش ألومه على أنه ما سابليش ميراث كبير

الإثنين، 26 أغسطس 2024 08:21 م
هند سعيد صالح في حوار لـ"اليوم السابع": عادل إمام لم يقصر في السؤال على أبويا حتى آخر يوم في حياته وما شوفتهوش بيصلي إلا بعد خروجه من السجن.. وما ينفعش ألومه على أنه ما سابليش ميراث كبير هند سعيد صالح
ذكى مكاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هو فنان كبير له بصمته الواضحة والخاصة فى عالم السينما والدراما إلى جانب المسرح بعدما اشتهر بموهبته الشاملة فأطلق عليه زملاؤه صاروخ الكوميديا وصاحب الإفيهات التى لا تنسى قبل أن يلمع بأصعب أدوار التراجيديا فى السينما والدراما، إنه الفنان سعيد صالح الذى رحل عن عالمنا قبل 10 سنوات فى بداية الشهر الجاري، تاركًا وراءه أعمالاً لا تزال محل تقدير وإعجاب من كل مشاهديها إلى الآن، ولعل أبرز من تتحدث عنه هي ابنته الوحيدة هند سعيد صالح التى فتحت لنا خزينة أسراره وتطرقت لحكاياته فى حوار خاص بمقر مؤسسة "اليوم السابع" التى أهدتها درع تكريم لروح والدها.

فى البداية ما الأدوار التى كان يفضلها الفنان الراحل سعيد صالح؟ 

والدي لم يكن يشاهد أدواره بعد عرضها، ولكنه كان يفضل بصورة كبيرة أدواره بعيدًا عن الكوميديا مثل دوره فى المشبوه وسلام يا صاحبي، ومسلسل السقوط في بئر سبع وغيرها من مختلف الأدوار البعيدة عن الكوميديا.

ولماذا لم تسيري على دربه فى عالم التمثيل؟

ربما لا يعلم كثيرون أننى كنت أصررت على أن أكون ممثلة فى صغري وعارض والدي فى البداية إلا أنني ومع الضغط عليه والإلحاح وافق، ثم تراجعت أنا عن الفكرة وفضلت الابتعاد عن التمثيل.

على مدار 10 سنوات بعد رحيل سعيد صالح هل هناك من يتواصل معكِ من الفنانين أصدقائه؟

أنا محاطة بمحبة كبيرة تركها لي والدي فى قلب أصدقائه ممن يسألون عليا دائمًا فوالدي كان محبوبًا من الجميع وهو ما ظهر فى عزائه الذى شهد إقبالاً تاريخيًا لكل الناس من معجبيه والفنانين أصدقائه حتي أن هناك فنانين لم يستطيعوا الدخول من شدة الزحام مثل محمد هنيدي، كريمة مختار وغيرهم، وآخرون استطاعوا التواجد فى هذا الزحام وأصروا على الوقوف بجانبي مثل الزعيم عادل إمام ومحمد رمضان.

بذكر الزعيم عادل إمام، لماذا يتردد أنه لم يسأل علي سعيد صالح فى نهاية حياته برغم صداقتهما الوطيدة؟

أمر أستغربه جدًا، خاصة أنني نفيت ذلك طوال الوقت فوالدى هو وعمو عادل ما كانوش أصحاب أو إخوات لكن كانت أكبر بكثير، وبالتالى أندهش حينما أدخل ادعى لوالدى على فيس بوك وأجد مثلاً تعليقا من شخص يقول عادل إمام ما سألش عليه وأكررها عادل إمام عمره ما بطل يسأل عن صديق عمره سعيد صالح، خاصة أن الثنائى عشرة أكثر من 50 سنة، ومن يردد ذلك عليه مشاهدة حواراتهم وطريقة حديثهم عن بعض وكم المحبة بينهما.

بحكم أنك شهدتي على تلك الصداقة بين نجمين فريدين فى تاريخ الفن المصري والعربى، ما هي أهم الذكريات التى كانت تجمعهما؟

أمور كثيرة وقد كان والدي يحكي دائمًا أنهما عاني بصورة كبيرة ليصلا لما وصلا إليه، ولم يكن لديهما ما يعينهما على المعاناة فى البداية، وذكر لى أنهما كثيرًا ما كانا يسيرا طويلاً من أجل توفير أموال المواصلات مؤكدًا أنهما أيضًا كانا يضحكان طوال الوقت، وهو ما انعكس فى أدوارهما بفيلم مثل سلام يا صاحبي والمشبوه إلى زهايمر وبالتالى صدق الناس أنهما على علاقة وطيدة وأخوة.

بمناسبة فيلم زهايمر، هل كان الراحل سعيد صالح أشبه فى نهاية حياته بدوره فى هذا الفيلم خاصة بعدما عاني من نفس المرض؟

لا أحب التطرق لتلك الفترة، ولكن والدي لم يكن مصابًا بالزهايمر فقط، وإنما كان مصابًا بأمراض أخرى عديدة وأورام، ووجه الشبه مع الشخصية كان أنه يتساءل دائمًا عن أصدقاء لم أشهدهم وعمتي كانت تخبرني أنهم كانا أصدقاء قديمًا، مثلما حصل فى الفيلم حينما كان يتحدث عن أمور مضت ويتذكرها بصورة كبيرة عكس الحاضر وما قبله، كما أنه فى تلك الفترة لم ينسَ شقيقته عمتي كريمة نهائيًا وكان على علم بها كما كانت عينيه تعلمني وذلك بسبب المكانة الكبيرة الذى يكنها لنا.

هل كانت فترة المرض هي الأصعب بالنسبة للابنة أم فترة السجن والابتعاد عنك حينما كانت فى طالبة بالمدرسة؟

كلتا الفترتين كانت صعبة جدًا، ولكن فترة السجن كانت أشبه بالمنحة والهدية لوالدي الراحل.

كيف ترين فترة السجن هدية لوالدك؟

لأنه تغير بعدها تماماً وتبدل كٌليًا، فهو على سبيل المثال لم يكن ملتزمًا دينيًا، إلا أنه خرج من تلك الفترة يحج كل عام ولمدة لم تنقطع تقريبًا 14 عامًا، كما أنه بات يصلى طوال الوقت، ولا أخجل من أن أقول أن والدي لم أشاهده يصلى قبلها.

هل انطفأ سعيد صالح بتلك الفترة أثناء سجنه، ولم يعد بنفس الطاقة الكبيرة لديه؟

حينما ذهبت لرؤيته فى أول زيارة رفض مقابلتى، وأرسلت له جواب بحس كوميدي حتي يشعر أنني قوية أخبرته فيه أن ما ينفعش أجيله مشوار سفر ويردني من غير ما أشوفه، وأرسلت الجواب له ثم فى الزيارة التالية ذهبت وأشعر أنني سأجد شخص آخر يبكي فى أول لقاء إلا أنه فاجأنى وهو خارج بكل طاقته والضحكة لا تغادر وجهه ويخبرني بأنه كون فريق داخل السجن، ويلعبوا أهلى وزمالك وغيرها من الأمور التى أشعرتني بأنه استطاع البقاء كما هو ولم يغيره السجن، فيعيش اليوم بيومه ولا يفكر فى المستقبل البعيد.

سعيد صالح هذا الفنان الذى كان يعيش اليوم بيومه كما ذكرتي، ألم تشعري للحظة طوال الـ 10 سنوات منذ رحيله بالندم أو اللوم عليه لأنه لم يدخر لكِ شىء مثلما يحصل مع كثير من الفنانين النجوم ممن تركوا لأبنائهم شركات إنتاج أو ثروة مالية؟

قطعًا لم ينتابني هذا الشعور، ولا يجوز لي ذلك فتلك حياته هو من حقه يعيشها كما شاء خاصة أنني عشت حياة لم يحرمني فيها طيلة وجوده من أى شىء كان، وبالتالى لماذا ألومه على شىء ليس من حقى، فماله من حقه يصرفه كما شاء وطريقة تفكيره التى تريحه أيضًا حقه فهو من تعب ليصل لما وصل إليه وهو أخذ قراراته فى حياته وبالتالي لا ينبغى لأى شخص أن يلومه.

فى حياته ألم يندم هو على أى قرار مثل تركه أهم منتج فى عالم المسرح سمير خفاجي وعمل شركة خاصة أنتج بها مسرحياته سببت له مشاكل فيما بعد؟

والدى لم يندم على شىء ولم يفكر بأى شىء مضى، فكانت حياته عبارة عن قضاء اليوم بيومه كما ذكرت، وحينما اتخذ قرار بالانتاج لنفسه كان قرارًا جريئًا وألقى تبعات عليه، إلا أنه صمم على ذلك رغم أنه كان النجم الذى يأمر فيطاع فى فرقة سمير خفاجي وهو من هو فى تاريخ المسرح.

فترة إنتاجه لنفسه أثار جدلاً واسعًا، وذلك بعدما غني من أشعار أحمد فؤاد نجم أغنية يهاجم إسرائيل، هل تذكري تلك الفترة؟

بالتأكيد لا أنساها خاصة أنها شهدت موقف لي شخصيًا حينما تم تهديد والدي بخطفى.

لماذا تم تهديد والدك بخطفك؟

أثناء تواجدنا فى أمريكا لعرض مسرحيته وبعد غنائه أغنية تهاجم إسرائيل لاقى تهديدات منها أنه حالة استمراره فى ذلك سيتم خطف ابنته، وهو ما جعل الفرقة كلها تحاوطني طوال تلك الفترة حتى عدنا لمصر سالمين.

هند سعيد صالح
هند سعيد صالح أثناء تكريمها بمقر اليوم السابع









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة