يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 326 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين الفلسطينيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان.
وواصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف، الثلاثاء، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع في القطاع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى.
ويواصل الاحتلال الاسرائيلي اجتياحه البري لأحياء واسعة في رفح الفلسطينية، منذ 7 مايو الماضي، وعدة محاور من خانيونس وغزة ودير البلح وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة.
بدورها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 41 شهيدا و113 مصابا خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 40476 شهيدا و93647 مصابا منذ السابع من اكتوبر الماضي.
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني استشهاد 3 مدنيين نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الفلسطينيين في محيط مفترق دولة بحي الزيتون جنوب مدينة غزة.
كما استشهد 4 فلسطينيين جراء قصف المقاتلات الحربية الإسرائيلية منزلاً يعود لعائلة بشير في منطقة أبو عريف بمخيم دير البلح وسط قطاع غزة، واستشهدت فلسطينية وأصيب آخرين في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف بلدة المصدر وسط قطاع غزة.
في الضفة الغربية، عمّ الإضراب الشامل، الثلاثاء، جميع جوانب الحياة في مدن طولكرم وبيت لحم وقلقيلية بالضفة الغربية المحتلة حدادا على أرواح الشهداء الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وشمل الإضراب بيت لحم حدادا على روح الشهيد خليل سالم خلاوي، الذي استشهد مساء الاثنين جراء إصابته برصاص المستوطنين خلال هجومهم على المنازل في قرية واد رحال جنوب المدينة.
وجاء الإضراب في بيت لحم بناء على دعوة أصدرتها لجنة التنسيق الفصائلي، وشمل كافة مناحي الحياة في المدينة، باستثناء القطاع الصحي.
وفي السياق ذاته، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية إضرابا عاما في مدينة طولكرم أيضا، حدادا على أرواح الشهداء الذي قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس.
واغتال جيش الاحتلال الاسرائيلي خمسة مقاومين فلسطينيين في غارة إسرائيلية على مخيم نور شمس للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة.
على جانب آخر، جدد مسؤولان في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" التأكيد أن الوضع في قطاع غزة "كارثي"، وأن المساحة التي تم حصر الناس فيها في القطاع "ضئيلة للغاية"، في ظل تلقي مزيد من أوامر الإخلاء لمناطق في جميع أنحاء غزة على مدار الأسبوعين الماضيين.
وبحسب الموقع الرسمي للمنظمة، قدم كل من المتحدثة باسم "الأونروا" في غزة، لويز ووتريدج، ونائب المدير الميداني الأول "لـلأونروا" وسام روز، الليلة الماضية، إفادة صحفية عبر الفيديو من دير البلح وسط غزة.
وقالت ووتريدج، إن مئات الآلاف من الناس مجبرون على الانتقال يوميا من مكان إلى آخر، بحثا عن ملجأ آمن، مشيرة إلى أن ما نراه الآن هو "أسر وأمهات وأطفال يجرون أمتعتهم وينتقلون قسرا، ولا يعرفون إلى أين يذهبون".
وأضافت، "هناك دبابات في مناطق كانت تعرف سابقا بأنها مناطق آمنة، وهذا مجرد دليل آخر على أن قطاع غزة ليس مكانا آمنا، فالناس ليس لديهم مكان يذهبون إليه، ولا توجد وسيلة للعثور على الأمان، كما أن الوصول إلى الموارد الإنسانية محدود للغاية، لأن العمليات الإنسانية تنزح هي الأخرى في ظل أوامر الإخلاء هذه".
من جانبه، قال نائب المدير الميداني الأول للأونروا، "إن سلسة أوامر الإخلاء الأخيرة قلصت المنطقة الإنسانية التي أعلن عنها الكيان الإسرائيلي إلى 11 بالمئة فقط من قطاع غزة بأكمله، وفي الحقيقة هي كثبان رملية ومناطق مزدحمة، يتكدس الناس فيها ويفعلون كل ما في وسعهم للعيش".
وحذر من البيئة التي يمكن أن ينتشر فيها شلل الأطفال، مشيرا إلى "الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وقطاع صحي مدمر، وخدمات وظروف مياه وصرف صحي رديئة للغاية، والناس الذين يعيشون وسط القمامة وبـِرك من مياه الصرف الصحي، ويشعرون بالتوتر والقلق وتضعف أنظمتهم المناعية".
وأكد المسؤول الأممي أنهم يوجهون جهودهم الآن لإنجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، التي ستبدأ السبت المقبل والتي تستهدف نحو 640 ألف طفل، حيث سيتلقى 40 بالمئة من هؤلاء الأطفال اللقاحات من "الأونروا"، التي تعد لاعبا رئيسيا في تلك الحملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة