قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن وابل الضربات الجوية التى شنتها روسيا ضد أوكرانيا خلال اليومين الماضيين، باستخدام مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ، قدم دليلاً قاسيًا على القوة العسكرية الدائمة لموسكو.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه بالرغم من ذلك ومن كل هذه القوة النارية، لا تزال روسيا تكافح من أجل استعادة قطعة صغيرة من الأراضى فى منطقة كورسك التى استولت عليها أوكرانيا فى وقت سابق من الشهر الجار، وواجه الجيش الروسى، أمس الثلاثاء، محاولات من قبل القوات الأوكرانية لاقتحام منطقة بيلجورود الروسية.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسئولين غربيين وخبراء عسكريين، قولهم إنه يبدو أن السبب وراء فشل روسيا حتى الآن فى صد أكبر توغل أجنبى فى بلادها منذ الحرب العالمية الثانية لا يتعلق فقط بالأفراد والافتقار إلى المعلومات الاستخبارية فى ساحة المعركة، بل وأيضًا بالأولويات.
وقال المسئولون والعسكريون الغربيون، إنه بالرغم من أن روسيا تفاجأت بالهجوم على كورسك، إلا أنها لا تزال أكثر تصميما على الاستيلاء على مدينة بوكروفسك، وهى المدينة التى تعمل كمركز لوجستى رئيسى فى منطقة دونباس شرق أوكرانيا، وكان قادتها مترددين فى سحب القوات من تلك الجبهة.
وأضاف الكولونيل ماركوس رايزنر، الذى يشرف على تطوير القوة فى أكاديمية التدريب العسكرى الرئيسية فى النمسا ويتابع الحرب فى أوكرانيا عن كثب: "الهدف من الهجوم الصيفى الروسى هو على الأقل الاستيلاء على بوكروفسك".
ويقول المسئولون، إنه فى خلال الأسابيع الثلاثة التى تلت غزو كورسك، باتت مكاسب روسيا بطيئة ولكن الثابتة بالقرب من بوكروفسك قد تحسنت.
وقال الكولونيل رايزنر إنه مع استمرار القوات الروسية فى التقدم نحو بوكروفسك، لا يمكن ملاحظة أى ضعف فى الزخم الروسى الناجم عن أى عملية إعادة انتشار.
ومع ذلك، بدأت موسكو بالرد فى كورسك، حيث حركت مؤخرًا الآلاف من قواتها وهددت بالانتقام.
وأوضح كريستوفر كافولي، الجنرال بالجيش الأمريكى والقائد العسكرى الأعلى لحلف شمال الأطلسي، فى تصريحات أمام مجلس العلاقات الخارجية فى 15 أغسطس: "أن التوغل الأوكرانى كان له تأثير صادم على الروس لكنه لن يستمر إلى الأبد".
ووفقا لـ"نيويورك تايمز"، قال مسئولون وخبراء إن القوات الروسية فى كورسك لم يكن لديها العدد ولا الخبرة اللازمة لشن دفاع سريع عندما هاجمت القوات الأوكرانية الحدود فى السادس من أغسطس، ولم يكن لدى أولئك الذين قاتلوا ما يكفى من الأسلحة أو المعدات الأخرى لمواجهة الأوكرانيين.
وقال نيكولاى سوكوف، الدبلوماسى الروسى والسوفيتى السابق الذى أصبح الآن زميلا بارزا فى جامعة هارفارد، إن المعلومات الاستخباراتية التى قدمها الحلفاء الغربيون أعطت أوكرانيا صورة أوضح عن مكان تواجد القوات الروسية فى المنطقة، وساعدتهم على تحديد ما يمكن الاستيلاء عليه دون مقاومة كبيرة.
من جانبه، أفاد الجنرال أولكسندر سيرسكي، القائد العسكرى الأعلى فى أوكرانيا، أمس الثلاثاء، بأن القوات الأوكرانية تسيطر حتى الآن على حوالى 100 مستوطنة فى منطقة كورسك، وأسرت ما يقرب من 600 جندى روسي، ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة